وفاة "مدام باترفلاي" مصممة الأزياء اليابانية هاناي موري

توفيت مصممة الأزياء اليابانية هاناي موري Hanae Mori، التي بنت دار أزياء بملايين الدولارات وكانت أول مصممة آسيوية تنضم إلى صفوف الأزياء الراقية في باريس، في منزلها في طوكيو يوم 11 أغسطس عن عمر يناهز 96 عامًا. كانت أول امرأة آسيوية تنضم إلى صفوف أزياء الهوت كوتور في باريس في السبعينيات، ووقّعت بتصاميمها إطلالات شخصيات بارزة بما في ذلك إمبراطورة اليابان الحالية.

اشتهرت مصممة الأزياء هاناي موري باستخدامها لزخارف الفراشات التي شكّلت علامتها الفارقة، ما جعلها تكتسب لقب "مدام باترفلاي" (السيدة فراشة). وهي تصنّف عالمياً من النخبة في مجال الأزياء الراقية.
 

أول مصممة يابانية تنضم إلى نقابة الأزياء الراقية في فرنسا

ولدت هانا فوجي في عام 1926 لعائلة ثرية في جنوب غرب اليابان، ودرست الأدب في جامعة طوكيو قبل أن تتجه نحو تصميم الأزياء بعد زواجها عام 1947 من كين موري، وهو مدير تنفيذي في مجال النسيج في أيشي والذي أصبح فيما بعد رئيسًا لمجموعة الأزياء التي تحمل اسمها. أسست علامتها التجارية في عام 1951 في بلد كانت تمزّقه الحرب، ورسخت وجهة نظر فريدة من خلال دمج التقاليد الشرقية والغربية. انتقلت موري لاحقًا إلى باريس حيث أصبحت أول مصممة آسيوية تنضم إلى Chambre Syndicale de la Haute Couture في عام 1977. تقاعدت بعد تقديم مجموعتها الأخيرة في عام 2004.

أصبح عملها مرادفًا للتصاميم الراقية الدقيقة التي تمزج بين الأقمشة اليابانية التقليدية والملابس ذات النمط الغربي، ولم تقتصر تصاميمها على الكوتور فقط، بل صممّت في استوديو باريس الملابس الجاهزة للنساء والرجال والأطفال؛ الأكسسوارات، النظارات والمفروشات المنزلية. كما أطلقت أيضًا خطًا للعطور في الولايات المتحدة في عام 1996 من خلال شركة مستحضرات التجميل والعطور الدولية، التي تحمل ترخيصًا عالميًا لعطورها.

وقّعت بتصاميمها إطلالات شخصيات بارزة

صممت موري أزياء لمئات الأفلام، بما في ذلك "موسم العنف" و"الفاكهة المجنونة". ساعد هذا العمل في التأثير على تصميمات الأزياء الراقية وأطلقت شركة الأزياء الخاصة بها في عام 1963. بعد ذلك بعامين ، ظهرت العلامة التجارية لأول مرة في نيويورك، حيث اكتسبت على الفور شعبية بين المتاجر الأمريكية.

على مر السنين، ارتدت النجمات إبداعات مصممة الأزياء هاناي موري، بما في ذلك نانسي ريغان، غريس كيلي، صوفيا لورين، والإمبراطورة اليابانية الحالية ماساكو، التي اختارت فستان هاناي موري لزفافها على ولي العهد الأمير ناروهيتو في عام 1993.

مهّدت موري الطريق أمام عدد من مصممي الأزياء اليابانيين الذين لمعوا بعدها على غرار يوجي ياماموتو وري كواكوبو وكينزو تاكادا (توفي عام 2020 عن عمر يناهز 81 عاماً) وإيسي مياكي الذي توفي في 5 أغسطس، عن 84 عاماً.

وعلى الرغم من تفكك إمبراطورية هناي موري التجارية في مطلع العقد الأول من القرن 21 بفعل الصعوبات المالية وإغلاق ورشتها الباريسية عام 2004 بعد عرضها الأخير في العاصمة الفرنسية، فإن عطورها لا تزال تباع في كل أنحاء العالم.

بعد انتشار نبأ وفاة موري يوم الخميس، أشادت Fédération de la Haute Couture et de la Mode بمصممة الأزياء الراحلة في منشور على انستقرام تطرق الى تركيزها على نقل الحرف والأعمال اليدوية إلى الأجيال الشابة ، فضلاً عن دورها "كرائدة" في تحرير المرأة في بلادها".

وصفها الرئيس السابق رالف توليدانو بأنها "سيدة عظيمة"، وأشار الى أنه "تأثر بشدة بحضورها وتأثيرها" بعد زيارة اليابان.