الكورسيه عبر التاريخ... من مثير للجدل إلى مصدر إبداعات مصممي الأزياء
من الصور الظلية الفيكتورية ذات الخصر الضيّق، إلى الإبداعات المثيرة لمصممين أمثال Vivienne Westwood وJean-Paul Gaultier- تاريخ الكورسيه corset في الموضة قديم ومتنوع، ولا يزال محوريًا جدًا وأساسياً على مدارج عروض الأزياء.
الكورسيه مصمم من قطعة قماش ويكون صلباً كما يُربط من الخلف لتحديد الجزء العلويّ من الجسم، ولهذا التصميم تاريخ مثير للجدل، فقد وصف بعض المؤخرين الكورسيه منذ فترة طويلة بأنه بأداة تعذيب شوهت جسد المرأة.
كانت النساء، وأحيانًا الرجال، يرتدين الكورسيهات في العالم الغربي من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن العشرين، على الرغم من ظهور الملابس التي تشبه الكورسيهات في وقت مبكر من عام 1600 قبل الميلاد. ما بدأ كتصميم ضيق بلا أكمام تطور إلى رداء تحتي مع دعامات مصنوعة من عظم الحوت، ثم الفولاذ، الذي يحيط الأضلاع ويضغط على الخصر الطبيعي. تطور شكل الكورسيه على مدى 400 عام من الاستخدام، بالتناوب بين الأنواع الأطول التي تغطي الوركين إلى التصاميم الأقصر التي تتمحور حول محيط الخصر. ساعدت الكورسيهات في تشكيل الجسم في صورة ظلية مميزة، من شكل الساعة الرملية المشهور في القرن التاسع عشر إلى الشكل "S" في القرن العشرين.
إعتبر البعض أن الكورسيه ضار بصحة المرأة، هذا الرأي وصل إلى ذروته في القرن التاسع عشر، عندما كان استخدام الكورسيه في ذروته أيضاً. كانت ترتدي الكورسيهات نساء الطبقة العليا والمتوسطة، وبشكل متزايد من قبل نساء الطبقة العاملة أيضًا. ألقى بعض الأطباء باللوم على الكورسيه في أمراض الجهاز التنفسي، وتشوه الأضلاع، وتلف الأعضاء الداخلية، والتشوهات الخلقية والإجهاض، بينما وافق البعض الآخر على تصاميم كورسيهات "معتدلة" أو "صحية" التي كانت أقل صلابة وساعدت في دعم الجسم. جادل مؤرخا الموضة فاليري ستيل Valerie Steele وكولين جاو Colleen Gau أنه في حين أن النساء اللواتي يرتدين الكورسيات ربما عانين بالفعل من استنفاد حجم الرئة وتغيرات في أنماط التنفس، فإن هذا لم يكن بالضرورة يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي، ولكن ربما تسبب في الإغماء وانخفاض الحيوية.
أدى إدخال المرونة في العشرينيات من القرن الماضي إلى ظهور الكورسيهات الرياضية المرنة التي تستخدمها النساء اللواتي يعتمدن بأسلوب حياة نشط. ومع ذلك، بقيت النساء تعتمدن هذه القطعة لتشكيل ودعم أجسادهن جنبًا إلى جنب مع المشدات والملابس الداخلية الضاغطة والصدريات. مع التحول نحو الرياضة وأنماط الحياة الصحية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، تم التخلي عن الكورسيه كملابس داخلية، ولكن تم بالفعل التركيز عليه. وبدلاً من الاعتماد على الثوب، اتجهت النساء إلى الحمية والتمارين الرياضية والجراحة التجميلية لتشكيل أجسادهن وتقليم خصورهن.
اليوم، وعلى الرغم من أنها قد لا تكون جزءًا من الروتين اليومي للمرأة العادية، إلا أن تصميم الكورسيه لم يختف تمامًا من الموضة. في السبعينيات، بدأت المصممة فيفيان ويستوود Vivienne Westwood في استخدام الكورسيهات كجزء من جمالية البانك التاريخية. تخيلت ويستوود الكورسيهات الخاصة بها على أنها تقوي النساء بدلاً من تقييدهن.
من جهتهما، قام جان بول غوتييه Jean-Paul Gaultier وتيري موغلر Thierry Mugler بدمج الكورسيهات في تصاميمهما في الثمانينيات. مادونا جعلت مشد غوتييه الساتان الوردي مشهورًا في خلال جولتها الموسيقية "Blonde Ambition" عام 1991. جرّبت كل من ستيلا مكارتني Stella McCartney، إيف سان لوران Yves Saint Laurent، توم فورد Tom Ford، ونيكولاس غيسكيير Nicolas Ghesquière في بالنسياغا الكورسيهات أو الخياطة التي تشبه الكورسيه في تصاميمهم، وأحيانًا قاموا بوضع الكورسيهات فوق الملابس بدلاً من تحتها، وتحويلها من ملابس داخلية إلى ملابس خارجية ظاهرة.