الموضة ليست للسمينات، واقع مؤلم يهدد عالم الأزياء!
“لا أحد يرغب برؤية النساء السمينات” هذه الجملة قالها كارل لاغيرفيلد Karl Lagerfeld في أحد التصريحات المثيرة للجدل الخاصة به، وبالفعل فقد أثارت الرأي العام وأحدث الكثير من البلبلة في عالم الموضة والأزياء، لكن هل هذا هو فعلاً الواقع أم أننا أصبحنا في زمن الحريات الذي نقبل به الجميع بغض النظر على الوزن، العرق، الجنسية وغيرها من العوامل؟
النساء النحيلات هم الأكثر جمالاً، فكرة خاطئة روّج لها الاعلام:
في حال وقفنا للبحث عن مجلة خاصة بالموضة أو بالصحة أو أي مطبوعة نسائية فنسجد على الغلاف صورة لفتاة ربما تبلغ الـ 17 عشرة من عمرها ووزنها لا يتجاوز الـ 45 كيلوغراماً، والى جانبها شعار يقول الجمال الطبيعي أو المثالي، هذه الفكرة روّج لها الاعلام منذ فترة طويلة جداً، ربما تعود الى حقبة الخمسينات عندما بدأت يتحول قوام النساء من الممتلئ الى النحيف، واستمرت الى اليوم الى أن أصبحت الصورة النمطية للنساء التي عززتها دور الأزياء العالمية بتقديمها تصاميم فقط لنحيفات القوام، وهذا ما أدى بالتالي الى العديد من الحالات المرضية وأهمها الأنروكسيا مرض العصر.
الموضة للنحيفات فقط ودور الأزياء العالمية لا تنتج الملابس للنساء الممتلئات!
حقيقة مؤلمة لكنها واقع، فدور الأزياء العالمية ولاسيما الكُبرى منها لا تنتج ملابس بمقاسات كبيرة، فغالباً ما يكون قياس 42 هو الأكبر لديها، وهنالك عدة أسباب من وراء ذلك، وأهمها:
- أن تكلفة الانتاج تزيد عند اضافة مقاسات جديدة الى الخط الانتاجي المعتاد، حيث عادة ما تكون القياسات العامة هي المعتمدة لأنها هي الأغلبية العظمى بين التعداد السكاني والقياسات الكبيرة تعتبر أقلية وادخالها كخط انتاج جديد من الممكن أن يكلف الكثير من الأموال للشركات.
- النساء الممتلئات لسن هدفاً أساسياً لدور الأزياء العالمية، حيث أن الكثير من مصممي الأزياء لا يرغبون في رؤية تصاميهم على النساء السمينات حيث برأيهم أن هؤلاء النساء من الممكن أن يشوهن صورة الدار بشكل أو بآخر .
- المقاسات الكبيرة تحتاج تصاميم خاصة غير التصاميم التي تقدم للنساء النحيفات، وبالتالي فإن هذا الأمر بتطلب مجهوداً اضافياً لا ترغب بتقديمه الكثير من الدور العالمية وتتركه غالباً لأصحاب الاختصاص، ولاسيما أن هنالك العديد من العلامات التجارية المعنية فقط بتقديم التصاميم للمقاسات الكبيرة.
في سابقة من نوعها عارضات أزياء سمينات على منصات العروض العالمية:
بالرغم من كل ما ذكرناه سابقاً غير أن هنالك بعض الدور العالمية مثل دار “مايكل كورس” Michael Kors، “كريستيان سيريانو” Christian Siriano، و”برابل غورنغ” Prabal Gurung الذين بدأوا بتقديم تصاميم للنساء الممتلئات وحتى بالاستعانة بعارضات أزياء سمينات في عروضهم الرسمية على اعتبار أن الموضة للجميع وأن جميع النساء جميلات ومميزات.
نجمات وفاشينيستاز ممتلئات يتألقن في عالم الموضة:
هنالك العديد من النجمات العالميات الممتلئات اللواتي أثبتن أن الموضة ليست حكراً على النحيفات فقط، بل بالعكس فقد رأيناهن بأجمل الاطلالات على السجادة الحمراء مثل “آشلي غراهام” Ashley Graham و”آديل” Adele، وكذلك أصبحنا نشاهد الكثير من الفاشينيستاز صاحبات القوام الممتلئ اللواتي ينسقن اطلالات عصرية ومواكبة للموضة مثل الفاشينسيتا الكويتية روان بن حسين التي أصبحت تعتبر اليوم من الأكثر شهرة في الوطن العربي.
الموضة يجب أن تكون للجميع لكن على النساء أن ينتبهن لصحتهن وأن يحاربن السمنة أو النحافة الشديدة اللتان من الممكن أن تشكلان خطر على حياتهن، ليتمتعن بقوام صحي رشيق ويتمتعن بالموضة أيضاً.