حروب عالم الأزياء لا تنتهي.. وأدواتها الملابس والأحذية
لا يخلو عالم الأزياء من مذاق مر يتجرعه من أراد الخوض فيه، فرغم كل الجمال والانبهار الذي ترسمه مخيلتنا عنه، إلا أن مهنة تصميم الأزياء هي ككل مهن العالم، هناك المنافسات، والخلافات وتبادل الاتهامات، والنزاعات التي قد تصل إلى فضاءات المحاكم.
وتعد "السرقات" أو بمعنى"استنساخ" الأفكار والتصاميم، من أكثر القضايا التي تثار في عالم الأزياء.
ومن الغريب أن نعرف أن تهمة سرقة الإبداع قد طالت حتى كبرى دور الأزياء والعلامات، التي هي في الحقيقة تساهم في رسم خطوط الموضة بالعالم، كعلامة شانيل و سان لوران.
"هي" ترصد لكم أبرز الخلافات التي أثيرت في عالم تصميم الأزياء على خلفية تهم سرقات واستنساخ أفكار وتصاميم.
كريستيان لوبوتان و سان لوران
من يستطيع أن يحتكر لونا معينا أو يجعله ملكا له، ولكن من لا يعرف أن يميز أحذية كريستيان لوبوتان بباطنها عن غيرها.
لهذا قاد كريستيان لوبتان حروبا طويلة للدفاع عن ابتكاره الذي يرتكز على اللون الأحمر في باطن الأحذية، ولعل أشهرها كان الخلاف الذي شب بينه وبين دار سان لوران على خلفية قيام الأخيرة بإصدار مجموعة أحذية في عام 2011، تتبع نفس أسلوب كريستيان في تلوين أرضيتها باللون الأحمر.
اقام كريستيان دعوى ضد علامة "سان لوران"، في نيويورك، يطالبها فيها بالكف عن إنتاج أحذية بنعال حمراء، وبتعويض قدره مليون دولار، متهما اياها بالغش والتقليد.
إلا أن قرار المحكمة الأولي رفض طلب كريستيان أول مرة، ثم قتم باستئناف الحكم، ليصدر القرار النهائي بأحقية كريستيان في تسجيل النعال الحمراء للأحذية النسائية ذات الكعب العالي بأنها علامة تجارية خاصة به ومحمية، إذا كان لون الأرضية يخالف وجه الحذاء، وبهذا سمحت لـ سان لوران بتصنيع أحذية بنعال حمراء مادامت هي حمراء اللون.
شانيل والمصممة ماتي فنتريون
من يستطيع أن يصدق أن علامة عريقة كدار شانيل يمكن أن توجه لها تهمة نسخ وسرقة تصاميم.
ولكن هذا ما حدث بالفعل في عام 2015، حيث اتهمت مصممة أزياء تقليدية تدعى ماتي فنتريون دار شانيل باستنساخ تصاميمها في عرض قدمته الدار في روما.
وقد نشرت المصممة حينها عبر حسابها على السوشل ميديا، صورة توضح وجه الشبه بين تصميمها والتصميم الذي استنسخته شانيل في العرض، موضحة أن اثنين من موظفي الدار العريقة، اشتريا منها عدة قطع بهدف البحث والدراسة، ولكنها لم تتوقع ابدا قيام شانيل بالاستنساخ.
بدوها اعتذرت شانيل وأوضحت أن ما حدث كان بسبب خلل في فريق العمل.
زارا والفنانة تيوسداي باسين
شعرت المصممة الأمريكية تيوسداي باسين بالصدمة عندما قال لها متابعوها إن شعارتها وتصاميمها تشبه إلى حد كبير التصاميم التي توجد لدى علامة زارا، متسائلين إذا كانت تعمل مع هذه العلامة فعلا.
ما دفع المصممة الأمريكية للتقصي والتحقق من الأمر، لتقوم بجمع التصاميم التي تقول إن زارا استنسختها دون إذنها، حيث نشرت عبر "انستغرام" صورة تظهر مقارنة بين تصاميمها الحقيقية وبين ما قامت زارا باستنساخه بحسب تعبيرها.
وتقول إنها استعانت بمحام لمتابعة الأمر، ولكن زارا رفضت الاتهام، مدعية أن تصاميم تيوسداي باسين ليست مميزة بما فيه الكفاية.
صورة الفنانة الأمريكية تيوسداي باسين التي وضحت من خلالها مدى التشابه والتطابق بين تصاميمها وتصاميم زارا.
دولتشي آند غابانا والمصمم فيليب بلين
هذه سرقة من نوع آخر، فقد اتهمت الدار الإيطالية دولتشي آند غابانا، المصمم فيليب بلين، بمحاولته للاستحواذ على موظفي الدار الإيطالية، للعمل لديه.
فقد أرسلت الدار الإيطالية عبر محاميها، رسالة إلى المصمم فيليب بلين، تنص على اتهام واضح وصريح للمصمم الشاب بمحاولته الاستيلاء على فريق عمل دولتشي آند غابانا ومحاولة جذبهم بالمال.
نشر فيليب بلين جزءا من الرسالة على الانستغرام، مستنكرا تصرف دار دولتشي آند غابانا، قائلا أن من حقه ومن حق أي شخص اختيار من يريد العمل لديه وتساءل لماذا يترك الناس العمل، إذا كانوا سعداء في وظائفهم!
ورغم أنه لم يقدم أي اعتذار، إلا أنه أظهر مدى حبه للعلامة الإيطالية العريقة وأنها كانت مصدر إلهامه.