أصالة البشوت السعودية ووصولها للعالمية

البشت جزء لا يتجزأ من الزي السعودي الرسمي الذي يتميز بخامات و ألوان متعددة ويعرف في بعض اللهجات باسم مشلح وهو عباء رجالية يرتديها العرب منذ آلاف السنين ،قد يكون أقدم سجل تاريخي ذكر فيها البشت في كتاب المؤرخ الإغريقي هيرودوت، حيث كان يلبسه الأمراء والحكام والنبلاء والكبار حتى عد رمزًا للوجاهة في المجتمع.

يصنع البشت من وبر الجمال وصوف الماعز، حيث يتم غزل المادة ثم يصنع منها القماش، وتبدأ عملية خياطة البشوت بخيوط قطنية حسب لون البشت وتأخذ وقتا طويلا لأنها تحاك بدقة ومهارة. 

تتعدد أنواع الخياطة إلى نوعين الدربوية وهي خياطة يدوية يكون التطريز بها من الزري الأصلي بنقشات مختلفة منها المنديلي، والملكي والمكسر. أما النوع الآخر التركيب فهو عبارة عن دربوية جاهزة يتم طيها على شكل شريط و تثبيتها على البشت.

و تختلف أنواعه حسب جودتها، وقد اشتهر أبناء مدينة الأحساء في شرق المملكة العربية السعودية بصناعة أجود أنواعه والذي تم اعتماده لدى الملوك والأمراء وكبار الشيوخ في المحافل المحلية والدولية، كما يلبسه السعوديين في مناسباتهم واحتفالاتهم، فاكتسب البشت الحساوي شهرة محلية وعالمية مما جعل منطقة الأحساء المورد الرئيسي للبشوت للأسواق السعودية والخليجية .

ويستعمل في حياكته أشكالًا مختلفة من الأقمشة الداكنة والفاتحة حسب الذوق والطلب، من أبرز أنواعه من حيث الحياكة ،الملكي والمخومس والمتوسع والطابوق والمروبا والمقطع، وتستغرق عملية حياكة البشت الواحد من ١٢إلى ١٥ يومًا أو أكثر.

عرفت بعض العوائل بامتهان هذه الصناعة لامتلاكهم المهارات والخبرات التي تم توارثها عبر الأجيال للاستمرار بالمحافظة عليها، وتتراوح أسعارها حسب صناعتها ودقتها مابين المتوسطة وباهظة الثمن.

أصبحت صناعة البشوت مصدر إلهام للكثير من الفنانين والمصممين السعوديين ، فمثلا استوحت المصممة نوف السديري من تصاميم البشت في مجموعتها من العباءات النسائية التي عرضت بمعرض إكليل الشتاء والذي أقيم في Recherché Fashion Gallery ، وأيضا المصممة ضي بعلامتها Stitches by Dhai التي تطبعت في تصاميمها تفاصيل زري مميزة باللونين الذهبي أو الفضي كما نراه في البشوت التقليدية. 

المصادر
https://www.spa.gov.sa/

كتاب الاكديةالعربية للدكتور علي فهمي خشيم ،ص ١٤٠
https://www.alarabiya.net/