بعد تصميم فستان زفاف الأميرة جورج قزي وأسعد أسطا في حوار خاص مع "هي"
دبي: "سينتيا قطار" Cynthia Kattar
خلال فترة وجيزة، وعلى الرغم من كل الظروف المعاكسة، حلّقت دار "قزّي وأسطا" AZZI & OSTA من بيروت إلى العالم، لتصل إلى أهمّ النجمات العالميّات والعربيّات. التقى كل من جورج قزي وأسعد أسطا في معهد "إسمود" Esmod العالي للأزياء في بيروت، وتلقّى كلاهما جوائز عند التخرّج، لينطلقا معا في مغامرة استثنائية في عالم الأزياء، ويرسخا اسم دار AZZI & OSTA في سماء الموضة العالمية. ومن أحدث إبدعاتهما تصميم فستان عازفة البيانو محكمة نافابي لزفافها من ألكسندر أمير شمومبرغ-ليبي. اكتشفي المزيد في هذا الحوار.
كيف كانت البداية؟ وكيف تمكّنتما من تحقيق كل هذا النجاح؟
بعد لقائنا في معهد "إسمود" Esmod العالي للأزياء في بيروت، انتقلنا إلى مرحلة التدريب معا، وأدركنا بعد ذلك أن لدينا الكثير من القواسم المشتركة، وخاصة على مستوى الجماليّة التي نتصوّرها. لذا قرّرنا إطلاق علامتنا التجارية الخاصّة التي ما لبثت أن حظيت باهتمام كبير بفضل هويّتها المميّزة أو الـ DNA الخاص بـ AZZI & OSTA من حيث النحت والتلاعب بالأقمشة والبنية والأحجام والاختيار المتميّز للألوان.
لفتت علامتنا أنظار المشاهير، فتألّقت النجمة "بيونسيه" Beyonce بثوب مميّز من تصميمنا بمناسبة حضورها الحفل السنوي The Clive Owen Pre Grammys لعام 2018 في مدينة نيويورك. كذلك في العام نفسه، وعند إطلاقنا الخط الجديد للألبسة الجاهزة، طورنا فريقنا التنفيذي، معتمدين عقلية استراتيجية قوامها الأعمال. هذا الأمر وضع علامتنا على الخط السليم للنمو استراتيجيا ودوليا، ورافق انطلاق خط الألبسة الجاهزة.
تصاميمكما أنيقة، من دون عناء ظاهر. كيف تصفان سيّدة A & O؟
سيّدة AZZI & OSTA هي كل امرأة مبدعة في جوهرها. هي منجزة، تمثّل نموذجا يحتذى به، وهي مدعاة فخر للإنسانية. وهي تعشق جوهر ما هو فاخر وتكون قيّمة عليه، لكنّها بسيطة تستمتع بتفرّدها، تقدّر تراثها وتحتضن مستقبلها. هي امرأة صوتها مسموع، وتنير مكان وجودها بكلماتها وطلّتها وأناقتها.
برأيكما ما كانت أبرز محطّة في حياتكما المهنية؟
ليست محطّة، بل سلسلة من الأحداث البارزة في السنوات القليلة الماضية، نذكر منها اختيار "بيونسيه" Beyonce لفستان من تصميمنا لمناسبة بهذه الأهميّة، وإطلاق خط الأزياء الجاهزة، وتقديم مجموعاتنا للهوت كوتور أو الأزياء الراقية في باريس، وتواجد تصاميمنا الجاهزة في جميع أنحاء العالم، وارتداء الملكة رانيا العبدالله لتصاميمنا، ومؤخرا اختيار علامتنا التجارية لحفل زفاف ملكي في ألمانيا.
اختارتكما عازفة البيانو محكمة نافابي لتصميم فستان زفافها إلى ألكسندر أمير شمومبرغ-ليبي. هل يمكنكما إخبارنا المزيد عن تصميم وتنفيذ هذا الفستان ومدى مشاركة العروس في هذه العملية؟
لقد شعرنا بسعادة غامرة وحماس كبير عند اختيار محكمة لنا لتصميم فستان زفافها الملكي من ألكسندر أمير شمومبرغ-ليبي. بدأت محادثاتنا بهذا الخصوص قبل أن تضرب جائحة "كوفيد-19" العالم، وبقيت مستمرّة دون انقطاع. كانت العروس محكمة منخرطة بشكل كبير في عملية تصميم الفستان من حيث تقديم أفكارها ودعمها وصداقتها. شكّلت هذه التجربة واحدة من أطول عمليات تصميم فستان أحلام خلال فترة الإغلاق في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك بنينا صداقة من أقوى الصداقات، ووصلنا إلى حفل زفاف من نسج الخيال.
أمّا بالنسبة لتواصلنا مع العروس خلال عملية التصميم والتنفيذ، فقد اعتمد بشكل كبير على تطبيق Zoom في بداية الأمر، ثم انتقلنا إلى اللقاءات المباشرة مع العروس والعائلة في باريس عند تخفيف قيود الإغلاق. كما أجرينا رحلات معدودة إلى ألمانيا لجلسات القياس. وارتدت العروس ووالدتها ووصيفاتها فساتين من AZZI & OSTA هوت كوتور. لقد كانت تجربة ممتعة للغاية.
ابتكرنا فستان زفاف يحاكي شخصية الأميرة محكمة، فستانا دراماتيكيا ولكنه رومانسي وأنيق وراقٍ. وقد كان استيحاؤه من اثنين من فساتين الهوت كوتور لدينا، تحديدا تصميم Oyster الذي يتميّز بطبقات من الدانتيل والتطريز الفريد، وSaint- Honoré من حيث طريقة تغطية منطقة الصدر وانسدال التنورة. أردنا تصميم فستان يحتضن الكتفين، ويظهر قواما يليق بأميرات القصص الخيالية، مع الكشكشة التي تميّز AZZI & OSTA وذيل مطرّز من 4 أمتار.
الأقمشة التي استخدمناها هي طبقات من دانتيل ليون وشانتيلي، والمخمل والأورغانزا، إضافة إلى التطريز. وقد استغرق صنع الفستان أكثر من 700 ساعة عمل كرسنا معظمها للتطريز اليدوي الدقيق.
ما أبرز الأمور التي تراعيانها قبل تصميم فستان زفاف ما؟
عندما نتكلّم عن الهوت كوتور، يكون تصميم كل فستان زفاف بطريقة تعكس شخصية العروس، ما هي عليه، ما تحب أو لا تحب، وما تطمح إليه. هذه العوامل أساسية في صنع فستان الزفاف. الإعداد والأجواء العامة للزفاف يشكّلان أيضا عاملين أساسيين في التصميم، وخاصة فيما يتعلّق بالتطريز.
ما أهم التحديات التي واجهتكما في حياتكما المهنية؟ وكيف تمكّنتما من تخطّيها؟
تغيّرت التحديات وتبدّلت على مرّ الزمن. في البداية، التحدّي الأكبر كان في التمكّن من اختراق السوق الذي يعجّ بالمواهب، ثم الاستمرار في التمّيز، وبعدها كان النمو السريع بكل متطلباته، ثم العالم بأجمعه وتغّير المشهد العام خلال جائحة "كوفيد-19". لكنّنا، ومع كل خطوة خطوناها، حرصنا على الحفاظ على أهدافنا النهائية بوضوح، وعملنا بجهد لتحقيقها. أطلقنا خط الألبسة الجاهزة، لتكون علامتنا التجارية مرئية وفي متناول الجميع. ركّزنا على التطوّر الرقمي، وأطلقنا موقعا إلكترونيا في فترة الإغلاق وما إلى ذلك.. نحن نتطوّر مع كل مرحلة مع الحفاظ على جوهر علامتنا التجارية وقيمها.
ما النصائح التي تسديانها للمواهب الناشئة التي تحاول صنع اسم لها في صناعة الأزياء حيث يكثر التنافس؟
أن يحافظوا على هويتهم أو الـDNA الخاص بهم، وألا يسمحوا للتحدّيات بأن تثبط عزيمتهم.
ما رؤية علامتكما التجارية بخصوص الاستدامة؟
AZZI & OSTA علامة تجارية صديقة للبيئة، تعيد تقديم ما تأخذ، وهذا الأمر يشكّل إحدى قيمنا الأساسية منذ بداياتنا. نحن لن ولم نستخدم جلود الحيوانات أو الفراء أو الريش، وذلك منذ انطلاقتنا. نعتمد على ثقافة قوية في إعادة التدوير، نشتري ما ينقصنا فقط عند الحاجة، ونستخدم ما هو متوفّر لدينا. في أحدث مجموعة أزياء هوت كوتور، قدمنا كورسيهات من الرافيا المنسوجة يدويا، وهي مادة صديقة للبيئة، وركزنا أكثر على الحرف اليدوية المحلية في إنشاء مجموعة الزهور التي نحتاج إليها. كما استخدمنا الأورجانزا للحصول على ما يشبه الريش. إنها طريقتنا في إبراز أهمية الحفاظ على البيئة. نحن نخطط لتعزيز تقديماتنا المستدامة مع تطوّرنا، ونبقى في بحث مستمر عن كل ما هو مفيد في هذا الخصوص.
وأخيرا، ما مشاريعكما المستقبلية؟
نخطط لمواصلة خططنا التوسعية على مستوى العالم، وكذلك على مستوى مجموعاتنا.