مصممة الأزياء ريما دحبور لـ "هي": التعدد في الثقافات زودني بالطاقة والشغف لاكتشاف رحلتي في عالم الأزياء
ريما دحبور، مصممة أزياء فلسطينية أردنية تعيش مابين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، شغفها في عالم تصميم الأزياء هو دافعها في التميز، وتقديرها لثقافتها العربية هو سر إبداعها، في حوار حصري مع "هي" نتعرف على تفاصيل رحلتها كمصممة من نقطة الصفر إلى مرحلة التفرد.
حدثينا عن نفسك؟
لا أتفق مع فكرة تعريف الذات بإستخدام المهنة ولكن في الحقيقة أنا ومهنتي تجمعنا أمور عدة وأرى جزءً كبيرًا من نفسي بها، أنا مصممة أزياء عربية الهوية، فلسطينية وأردنية بالدم والثقافة متغربة الروح بحكم عيشي في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، هذا التعقيد والتعدد في الثقافات زودني بالطاقة والشغف لاكتشاف رحلتي في عالم الأزياء لتوظيف أحلامي ورؤيتي الإبداعية في القطع التي أصممها لكي تعكس من أنا كشخص.
متى بدأتِ استكشاف موهبتك؟
منذ صغري وأنا مهتمة بالألوان والأزياء وتصميم القطع الفنية، وعندما بدأت حياتي المهنية في وظيفة مكتبية في قطاع تكنولوجيا المعلومات عام 2013 وجدت أني لا أنتمي لهذا العالم وقررت أن أعمل على تنمية وتطوير موهبتي التي كنت متأكدة من حبي وشغفي لها.
كيف عملتِ على تطوير الموهبة في تصميم الأزياء؟
لم تكن رحلة سهلة وذات ملامح ووجهات واضحة، بالنسبة لي أجد أنني في بداية رحلتي في تطوير نفسي وموهبتي عن طريق التجربة للتعلم، أحاول أن لا أقع في فخ المساحة المريحة، وأعمل على خلق بيئة أساسها التجربة والابتكار في التصاميم، القصات، الأقمشة والألوان وإعادة تعريف المتعارف عليه، كما أحاول أن أغذي عيني وعقلي بما يلهمني عن طريق القراءة خصوصا فيما يتعلق بتاريخ التصميم والتطريز في منطقتنا العربية، أحب أن يكون هنالك بعد تاريخي وحضاري لكل تصميم وليس فقط الجانب البصري والجمالي.
متى بدأتِ بتحويل الموهبة إلى تجارة؟
منذ عام 2014 عملت على ترويج تصاميم بسيطة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وكنا في مرحلة أهتم بها المجتمع المحلي بالمصممين الشباب المتواجدين في مساحة قنوات التواصل، ومنذ ذلك الحين توسع عملي وشريحة الناس المهتمة بتصاميمي لتشمل أناسًا مهتمة بشراء تصاميمي في مناسباتهم الخاصة، طبعاً جزء كبير من تحويل الموهبة لتجارة تكمن في بناء علامة تجارية وليس منتجات وتصاميم، كل استثماري الفكري والمادي توجه في بناء علامتي التجارية والرحلة التي أقدمها لعميلاتي ومن بعدها يأتي المنتج الذي يتنافس مع العلامة التجارية، اليوم الناس تبحث عن علامة تجارية تشبههم وتمثل ما يؤمنون به وليس عن منتج. ابن العلامة الصحيحة والمنتج الصحيح سيأتي ومن ثم العامل التجاري.
حدثينا عن تفاصيل بداية علامتك التجارية؟
علامتي التجارية متواجدة في السوق منذ 2014 ولكنني أعتقد أنني قمت بتغيير مساري بشكل جذري منذ عامين حيث قمنا بإعادة تعريف من نحن وما نعمل على تقديمة، بدأت العلامة بتقديم تصاميم تمثل الهوية الغربية ومن ثم قمنا بخلق علامة مختصة بالتطريز الأردني والفلسطيني عن طريق تصاميم تمكن هويتنا الثقافية من التواجد في عالم الأزياء الراقية اليوم للوصول لأبعاد مؤثرة في هذا المجال.
ماهي نقطة التحول في علامة مصممة الأزياء ريما دحبور؟
قبل سنتين في حفل خطوبتي، قمت بتصميم فستان مطرز يدويًا برموز مدينة رام الله في فلسطين لأنني أحببت أن أرتدي ما بعبر عن هويتي والمنطقة التي تواجد بها أجدادي في هذا اليوم المميز، في اليوم التالي انتشرت صور هذا الفستان في جميع أنحاء الأردن وفلسطين نظرًا للتصميم المبتكر وطريقة دمج التطريز به، الاهتمام الذي تلقاه هذا التصميم كان بداية شغفي لأكون علامة تجارية مختصة بتصاميم مستوحاة من الثوب الكلاسيكي وفتح الأبواب أمام المرأة العصرية العربية لتبني هذا التقليد بكل فخر في فرصة للاحتفال بثقافتنا، ولكن الأهم من ذلك، أن هذا التوجه في في العلامة يعمل كبيئة فعالة لحماية وتنمية هذه الحرفة وممارسيها من النساء في عالم الموضة السريعة الذي يهيمن عليه طابع عالمي متجرد من الهوية العربية، كل قطعة نعمل عليها هي ناتج لساعات من العمل الجماعي الجاد والمحب الذي قامت به نساء من المجتمع المحلي لخلق قطع تتحدى الزمن وتجسد قصة منطقة وشعب بإستخدام خيوط من الحرير.
كيف استطعتِ تحديد مسار تصاميمك التي تقدمينها للعملاء؟
بدأت من جوهر العلامة التجارية التي يتمثل وتتمحور حول المجتمع، الموروث الثقافي وتحدي الهوية التي تحتاج إلى من يحمل على عاتقه مسؤولية تمكين وحماية هذا الفن، لإعطائه الفرصة التي يستحقها للظهور والانطلاق لأبعاد مؤثرة في عالم الموضة والأزياء الراقية.
ماهي أهم إنجازاتك كمصممة أزياء؟
كل قطعة نعمل عليها بشكل قريب من صاحبته تمثل إنجازاً بالنسبة لنا حيث كنا جزءً من أحد أهم الأيام في حياتها بشكل يسمح لها أن تحتفل بهويتها باستخدام أحد قطعنا، والإنجاز الأكبر هو عندما نعمل مع نساء من خارج حدود الأردن وفلسطين لأن هذا يعطينا الفرصة لنشر هذا الفن الرائع مع جمهور يقدر هذا العمل وهذه الثقافة.
ماهي طموحاتك وتوجهاتك المستقبلية كمصممة أزياء؟
أن تصل ثقافتنا للمكانة التي تستحقها في عالم الأزياء الراقية وأن نتواصل مع الجيل الشاب بشكل أقوى لكي نعمل على ربطهم مع ثقافتهم بشكل عصري وفعال.
حدثينا عن تفاصيل أحدث مجموعاتك؟
استخدمنا في هذه المجموعة ألوان مفعمة بالحياة لتمثل الجانب الأنثوي باتخاذ قصات تعبر عن المرأة المحبة للتميز بهدف إظهار جمالها، وأيضاً مدى تمسكها بأصول متجذرة في هويتها، أما بالنسبة لمساحات التطريز فتم استخدام مجموعة من أقمشة الميكادو والساتان، بالإضافة إلى خيوط الحرير أحادية اللون لرسم لوحات وأشكال هندسية يتخللها حدائق من الورود والأزهار، وكذلك إضافة أفكار مبتكرة مثل أقمشة بطابع ثلاثي الأبعاد مع أحجار من الكريستال لتوظيف الضوء في هذه القطع الفنية.
وفيما يخص الحلي والاكسسوارات، فقد صنعت خصيصًا لهذه المجموعة عن طريق تحديد نقوش معروفة في عالم التطريز وقصها بتقنية الليزر بأحجام مدروسة، لكي لا تطغى على عناصر التصميم الدقيقة بأسلوب يتماشى مع روح القطعة والتوجه الإبداعي للتصميم مع الحفاظ على رونق الصورة العامة لصاحبة الفستان