مصممة الأزياء دارين هاشم لـ"هي":العالم كله يواجه في الواقع أزمة غير مسبوقة لم يختبرها أحد من قبل
تحديات كبيرة تواجهها علامات الأزياء الناشئة لإتمام مهامها بأسلوب مثالي وأخلاقي يتناسب مع الوضع الحالي في العالم.
علامة Darin Hachem واحدة من أبرز العلامات العالمية الناشئة التي تسعى الى مواكبة التغييرات بوعي وشفافية، وذلك بالمساهمة ومنح الدعم للقطاعات الحيوية من الناحية الاجتماعية والبيئية والإنسانية.
كان لنا حوار خاص بصاحبة العلامة المصممة اللبنانية دارين هاشم التي تدير علامتها من ايطاليا، عن الأوضاع الحالية التي تمر بها العلامة وعن الخطط التي تتبعها العلامة لضمان استمراريتها بأسلوب أخلاقي.
إليك تفاصيل الحوار ...
كيف بدأت مسيرتك في عالم تصميم الأزياء؟
بالنظر إلى مسيرتي المهنية، أشعر أن هناك تطورًا طبيعيًا قادني إلى دراسة تصميم الأزياء كمهنة، والذي تزامن مع عملية تعرفي على نفسي بشكل أفضل. كنت بحاجة إلى تحدٍ بعيدًا عن راحة منزلي وشعرت في الوقت نفسه أن الموضة يمكن أن تساعدني في الجمع بين حبي للفنون والعلوم. فبعد دراسة تصميم الأزياء في معهد في مرانجوني في ميلانو، كان لدي خياريين، إمًا العودة إلى لبنان أو الاستفادة من المعارف التي كوّنتها أثناء دراستي من أجل أن ابتكار منتج يضمّ مزيجًا من الهويات المحتلفة ويشكّل بالتالي قطعةً مني. اخترت البقاء.
ماذا يعني في الوقت الحاضر أن تتحلّى علامة تجارية في عالم الأزياء بحس المسؤولية؟
العلامة التجارية التي تتسم بحس المسؤولية هي علامة تجارية على اتصال ببيئتها، أي أنها مدركة تمامًا لما يحدث حولها، من الناحية الاجتماعية والبيئية والإنسانية. هناك الكثير من العلامات التجارية للأزياء والعديد من الشركات، ولكن دوري كإنسان يقوم على ابتكار ما يتوافق مع أخلاقي. فأنا لا أرى العلامة التجارية كشيء جامد من دون روح؛ فمن أجل الحصول على قصة وهوية، يجب أن أعتبر أن العلامة التجارية على قيد الحياة. نعم، أود أن تكون مبيعاتي مرتفعة، ولكنني أريد أيضًا أن أحقق ذلك مع احترام البيئة، مع العلم أن صناعة الأزياء هي ثاني أكثر الصناعات تسميمًا للبيئة. أما على الصعيد الإنساني، فيجب احترام الأشخاص الذين أعمل معهم، وتوفير ظروف عمل لائقة لهم من حيث ساعات العمل والرواتب. تتطلب مواصلة التحسين والتطور جهدًا كبيرًا، وهي عملية لا تنتهي أبدًا. وهذا ينطبق الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل أزمة فيروس كورونا.
ما هي المقاييس التي تتبعونها لتطبيق وضمان مفهوم الاستدامة في تصاميمكم؟
الاستدامة تكون على مستويات مختلفة كما يعلم الجميع. نظرًا لأن العلامة التجارية مقرها في إيطاليا ويتم الإنتاج بالكامل في إيطاليا، فهناك بالفعل قواعد صارمة يجب اتباعها فيما يتعلق ببيئة العمل داخل الاستوديو، فعلى سبيل المثال، إعادة التدوير بشكل صحيح هو أمر إلزامي كما يجب على ظروف العمل أن تكون وفقًا لظروف إنسانية لائقة. أما بالنسبة للمنتج نفسه، فنحن نعمل بنشاط للعثور على مواد من المخزون من أجل تجنب إنتاج مواد جديدة ( التي قد تتطلب استخدامًا مفرطًا للمياه والمواد الكيميائية) أو نختار الشركات التي لديها بروتوكولات عمل محددة فيما يتعلق بالبيئة. يمكن إعادة تدوير بعض الأشياء مثل الأزرار وإعادة توظيفها لأغراض زخرفية فقط، ويتم استخدامها من مجموعة إلى أخرى أيضًا. فالهدف هو أن تكون انتقائيًا للغاية عندما يتعلق الأمر بتحديد مصادر المواد، وأن تضع في اعتبارك خيارات إعادة الاستخدام، وإيجاد استخدامات جديدة وإعادة التدوير.
هل واجهتكم خسائر؟
العالم كله يواجه في الواقع أزمة غير مسبوقة لم يختبرها أحد من قبل، ولا أحد يعرف الإرشادات الصحيحة التي يجب اتباعها. فنحن ندير الأمور بالاعتماد على مفهوم كل حالة على حدة، اعتمادًا على المكان الذي نعيش فيه ومكان تواجدنا؛ فإن الوظيفة الفعلية للإنسان هي استيعاب ما يجري وإيجاد حلول تتكيف مع الأزمة بأفضل طريقة ممكنة.وأنا لا أستطيع القول بأنني قمت باحتساب الأمور وأن كل شيء تحت السيطرة؛ الحقيقة أننا جميعًا نكافح على مستوى شخصي أولًا واقتصادي ثانيًا. نحن اضطررنا أن نتوقّف مؤقتًا عن العمل وبعبارة "نحن" أعني العالم كله. إنه أمر مرهق للغاية ولكن عندما تفكر في الأمر على أنه مسألة حياة أو موت، نعلم جميعًا أن حياة الإنسان أكثر أهمية من أي شيء آخر.
أما في حالتنا، بسبب الظروف الحرجة في إيطاليا، أوقفت الحكومة جميع الأنشطة "غير الضرورية"، لذا من الواضح أن شحن كل ما يتعلّق بالموضة ليس بأولوية. الشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به هو القيام بتوقعات ودراسات متعلقة بفترة ما بعد كورونا، والبحث والتصميم وإعداد مجموعات جديدة مع قصص جديدة لنرويها.
هل تتبعون إجراءات معيّنة لتعويض خسائركم؟
بصراحة ، الهدف الرئيسي هو خفض التكاليف قدر الإمكان، والحفاظ على سلامة الموظفين من حيث الحفاظ على وظائفهم. لذا، نعم، لقد انتقلنا من مكتب إلى منزل حتى نتمكن من تجنب دفع أجار المكاتب على سبيل المثال حيث إن الأزمة بدأت في وقت مبكر جدًا في إيطاليا مقارنة بلبنان. ولكن، كشركة إيطالية، نحن محظوظون جدًا من ناحية اتخاذ الدولة لبعض الإجراءات من أجل مساعدة الاقتصاد الإيطالي. وهو ما يعني بشكل حرفي تقديم بعض الدعم المالي المطلوب بشدة في هذه الأوقات الصعبة.
لمزيد من المعلومات والصور زوري حساب الانستقرام الخاص بالعلامة @darinhachemofficial