لقاء حصري بـ"هي" - علامة "تماشي" الخليجية تنادي بلغة الحرفية المحلية وصوت الاستدامة العالمية

الرياض: "مشاعل الدخيل" Mashael Al Dakheel
تصوير: "علي المتروك" Ali Al Matruk

بدأت قصة ومسيرة ماركة "تماشي" الخليجية في عالم التصميم من دبي بتوجه ثقافي وأهداف اجتماعية تشكل مبادئها الأساسية. اتحدت رائدة الأعمال السعودية منيرة التميمي مع رائد الأعمال الإماراتي محمد كاظم لإنشاء علامة خليجية متخصصة في تصميم وصناعة النعال والصنادل الجلدية التقليدية والإكسسوارات تسعى إلى الحفاظ على الهوية الوطنية الخليجية، والترويج لها من خلال تسليط الضوء على الثقافات الجغرافية المختلفة في المنطقة، والحرفيات الفنية والتراثية الموجودة فيها. اسم "تماشي" مستمد من كلمتين في اللغة العربية؛ الأولى هي "مشي"، والثانية "يتماشى". انطلقت العلامة الخليجية من منبر التوافق والتوازن الذي تسعى العلامة لخلقه، وذلك من خلال فلسفة العلامة، ومفاهيمها في تصميم منتجات تجمع بين الماضي والحاضر بروح محلية ولمسات عالمية.. تعرفي معنا إلى هذه العلامة الخليجية المميزة التي تنادي بصوت الاستدامة ولغة الحِرف المحلية الماهرة.

تهتمان بالحرف المحلية وتروجان لها كثيرا، سواء من خلال التصاميم أو الفعاليات الفنية التي تنظمانها. ماذا يعني لكما ذلك؟
منيرة: نركز في المقام الأول على الحرف والمبادئ المحلية، ونلقي الضوء على عناصر جميلة من ثقافة المنطقة في شبه الجزيرة العربية. نؤمن بأننا بذلك سوف نستطيع الوصول إلى أهدافنا السامية، إضافة إلى خلق حس الانتماء والفخر للأجيال القادمة.
كيف تحقق "تماشي" أهدافها الأخلاقية والمستدامة؟
محمد: تحقق "تماشي" أهدافها من خلال ثلاثة مسارات عمل تتأصل في روح "تماشي" من خلال ورش عمل، وفعاليات وخدمات استشارية حول الثقافة والتصميم نقدمها للجهات والمؤسسات المحلية على مستوى المنطقة. أما المسار الثاني، فيركز على منتجات "تماشي"، وتضم تصاميم صنادل تقليدية وإكسسوارات جلدية وغيرها من الإكسسوارات العملية والدارجة. وأخيرا وليس آخرا، نقدم تجارب "تماشي" الفريدة التي تتضمن جولات استكشافية وثقافية في المنطقة.
هل تؤمنان بنجاح مفهوم الموضة المستدامة في سوقنا؟ وكيف تطبقانها بطريقة صحيحة؟
منيرة: الموضة المستدامة هي مسؤولية الجميع، سواء في الصناعة أو في الاستهلاك. نحاول تجنب الجلود المدبوغة بمادة الكروم في التصميم، ونحرص على استخدام جلود حيوانات تذبح للحومها، مثل البقر والماعز والإبل. إضافة إلى ذلك، نهتم بنشر المعلومات عن مبادئ التشكيلات كجزء من استدامة العناصر والحِرف، وبذلك نسهم في صناعة محتوى خاص للقطاع بوجه عام.
ما جديدكم في 2020 ؟
محمد: تشكيلة "تماشي" الجديدة لعام 2020 مستوحاة من الآثار والنقوش الصخرية والكتابات القديمة من شبه الجزيرة العربية. أضفنا عناصر مرئية قديمة بشكل معاصر في منتجاتنا، حيث استلمهناها من مناطق سكنت فيها حضارات مختلفة في شبه الجزيرة العربية، مثل حضارة دلمون وماجان التي كان لها صلة بالحضارات السومرية والبابلية والآشورية.
ما أبرز الجلود والمواد التي تستعملانها في التصميم؟
منيرة: الجلود الطبيعية بوجه عام، أما بالنسبة لأبرز جزء من الصناعة، فنحاول التركيز على تصاميم أفقية تُضاف عن طريق الحرق بالليزر أو الكي بالحرارة. التصاميم تتمحور حول مبدأ التشكيلة للسنة.
ما انطباعكما عن السوق الخليجي والحرفية المتاحة، إضافة إلى الإبداع الموجود في عالم تصميم الإكسسوارات الجلدية؟
محمد: هنالك مبادرات جميلة، ولكن نعتقد أنها بعيدة عن الاستدامة المالية والربح، لأن التركيز بوجه عام على ماركات أجنبية أو تصميم بمعنى تجميع. يحتاج القطاع الإبداعي في المنطقة إلى وقت وتحول جذري في الدوافع المالية والاجتماعية من خلال تطبيق واتباع أنظمة، وتغيير عادات المستهلك الشرائية.
هل تواجهكما تحديات في تصميم القطع الجلدية في المنطقة؟
منيرة: نواجه صعوبة في الصناعة، حيث لا توجد ثقافة التشطيب الحديثة وأساليب الصناعة المطلوبة. وأيضا في عالم الأحذية، لسرعة تطوير المنتج نحتاج إلى صناعة الأجزاء التي لا تتوفر محليا.

تشاركون في الكثير من الفعاليات والدورات وورش العمل المتخصصة في الفنون والتصميم، ما دوركم بصفتكم علامة أزياء وإكسسوارات في تطوير هذا المجال؟
محمد: نربطها بالعناصر التي نحاول إحياءها وترتبط بأهدافنا بصفتنا ماركة أزياء تهدف إلى الحفاظ على الحرفية والثقافة والتراث بأسلوب أخلاقي ومستدام.
ماذا عن تجارب "تماشي" والرحلات السياحية التي تنظمانها؟
منيرة: تقدم "تماشي" رحلات ثقافية بالتعاون مع مرشدين سياحيين محليين في المنطقة، وتتمحور هذه الرحلات حول عناصر بحث "تماشي" الثقافية والتاريخية والجغرافية من حيث الآثار والحرف. والجدير ذكره هنا أنني ومحمد مرشدان سياحيان مرخصان في إمارة دبي، ولدينا علاقات قوية مع مرشدين آخرين حول العالم العربي.
ما نصيحتكما لكل علامة تسعى إلى إدراج قيم الموضة المستدامة في أعمالها ونشاطاتها؟
محمد: من المهم أن يقتنع أصحاب العلامات بموضوع الاستدامة في مجالاتهم، بدلا من مجرد مواكبة الموضة بشكل عشوائي وعابر.