حصرياً لـ"هي"- ستيفانو غابانا ودومينيكو دولتشي: نقف اليوم جميعا متحدين كما لم يحدث من قبل
دبي: سينتيا قطار Cynthia Kattar
في حوار حصري في الشرق الأوسط ، يكشف الديو الإيطالي الشهير في عالم الموضة ستيفانو غابانا ودومينيكو دولتشي لمجلة "هي" عن رسالتهما للشعب الإيطالي وللعالم أجمع في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها جراء تداعيات أزمة "كوفيد - 19". المصممان المبدعان اللذان لم يترددا عن مساعدة مسقط رأسيهما مادياً ومعنوياً، أكدا ضرورة النظر للأمور بإيجابية، رغم أن النهوض بعد هذه الأزمة لن يكون سهلاً.
كانت إيطاليا من أكثر البلدان تضررا من الأزمة. ما رسالتكما للشعب الإيطالي والعالم بخصوص أزمة "كوفيد - 19"؟
"ستيفانو غابانا" و"دومينيكو دولتشي": نقف اليوم جميعا متحدين كما لم يحدث من قبل. إن عزلتنا توحدنا، لأن التباعد هو دليل حب بعضنا للبعض الآخر ولأنفسنا، فالأنا أصبحت نحن. أبطال المرحلة الحالية هم الطاقم الطبي في جميع أنحاء العالم الذين يخاطرون بالتقاط العدوى لرعايتنا. وأبطال الوقت الراهن هم العلماء في جميع أنحاء العالم الذين يعملون على تطوير أدوية جديدة تعالج أو تمنع الفيروس، وهم يعطوننا الأمل. الآن ننتظر، وبينما ننتظر نعمل، ونأمل أن يحرز العلماء نجاحا. الحب يبقينا معا حتى عندما نكون منفصلين. وسيكون هناك حاضر أفضل من أمس.
قدّمت دار "دولتشي أند غابانا" تبرعات سخية لمحاربة "كوفيد - 19". هلا أخبرتمانا أكثر عن ذلك؟
"ستيفانو غابانا": شعرنا بأنه كان علينا فعل شيء لمكافحة هذا الفيروس المدمر الذي انطلق من الصين، لكنه يهدد البشرية جمعاء. في هذه الحالة، من المهم اتخاذ القرار الصحيح. لذا اعتقدنا أن جامعة "هومانيتاس" Humanitas University ستكون الشريك المثالي، ذلك أن تفوقها وإنسانيتها يجعلان منها مؤسسة متميزة، علما أننا سبق أن تعاونا معها في مشروع للمنح الدراسية.
"دومينيكو دولتشي": في مواجهة مآسٍ بهذا الحجم الواسع، قد يبدو أي عمل غير ذي أهمية. لكن البروفيسور “مانتوفاني” روى لنا القصة الإفريقية عن طائر الطنّان: بينما كانت جميع الحيوانات الأخرى تهرب من حريق في الغابة، حلّق الطائر في الاتجاه المعاكس، واستمر في جلب الماء في محاولة إخماد الحريق. هكذا فهمنا أنه يجب في أي حال من الأحوال فعل شيء ما. حتى لفتة صغيرة جدا يمكن أن تكون لها أهمية كبيرة. إن دعم البحث العلمي واجب أخلاقي علينا، ونأمل أن تساعد مساهمتنا في حل هذه المشكلة الضخمة.
كيف تصفان تأثير أزمة "كوفيد - 19" في صناعة الأزياء بشكل خاص، وفي البشرية عموما؟
"دومينيكو دولتشي": لن يكون النهوض بعد هذه الأزمة العالمية سهلا، إنما علينا أن نكون إيجابيين ونتطلع إلى الأمام من دون أن نكون ساذجين. لهذا السبب نعتقد أنه من المهم تقديم مساهمتنا في البحث العلمي من أجل العثور على علاج طبي لهذا الفيروس في أقرب وقت ممكن والعودة إلى الحالة الطبيعية.
"ستيفانو غابانا": هذا هو هدف الدراسة التي موّلناها في جامعة "هومانيتاس"، والتي يقودها البروفيسور "ألبرتو مانتوفاني" Alberto Mantovani، المدير العلمي والأستاذ الفخري في الجامعة، و"إليزا فيتشنزي" Elisa Vicenzi من جامعة "سان رافاييلي فيتا – سالوتي" - San Raffaele Vita Salute University . كنا نتعاون مع جامعة "هومانيتاس" قبل هذا المشروع البحثي، عبر تمويل المنح الدراسية لطلاب مدرسة "ميدتك"، وهو برنامج الشهادات المبتكر في الطب.
نعتقد أنه من المهم دعم الأجيال الجديدة والبحث الطبي، فالأمر الأهم هو مستقبلنا!
هل تصبحان أكثر إبداعا وأكثر إلهاما عندما تكونان في المنزل وهادئين؟
"ستيفانو غابانا": أنا من النوع الذي يلهمه الناس في الشوارع بابتساماتهم وإيماءاتهم ومشاهد الحياة اليومية التي تبثّ الحيوية والطاقة. ومع ذلك، فإن البقاء في المنزل لا يؤثر سلبا في إبداعي. دائما أبقى مشغولا، أرسم أو أطور فكرة جديدة، أو أشاهد أفلاما بالأبيض والأسود، أو ببساطة أقرأ كتابا. قد يأتي الإلهام من أي شيء!
"دومينيكو دولتشي": الوجود في المنزل يمنحك وقتا ومساحة للتفكير والتأمل، وللاستلهام مما يحيط بك من خلال إيجاد شيء جديد وغير متوقع في كل ركن من أركان منزلك. أحاول دائما أن يكون ذهني صافيا، وأسبر أغوار ما أراه كل يوم من أجل اكتشاف جوانب جديدة فيه.
ما الأشياء التي تفتقدانها أكثر من غيرها؟
معا: عائلتانا وأصدقاؤنا بالطبع. من الصعب ألا نراهم أو نعانقهم أو نظهر لهم حبنا وجها لوجه، خاصة في هذه اللحظة التي يحتاج فيها الجميع إلى لفتة حنان.
ما أول شيء ستفعلانه عند انتهاء الأزمة؟
معا: سنحتفل بنهاية الأزمة، ونحتفي بقوة الجميع في مواجهتها. وطبعا سنعانق أحباءنا!
ما نصائحكم للتكيف مع نمط الحياة الجديد المؤقت في ظلّ أزمة "كوفيد - 19"؟
"ستيفانو غابانا": ما نفعله أو بالأحرى ما نمتنع عنه هو تضحية طُلب منا جميعا. بعد عدة أيام من العزلة، قد يصبح الصمود أصعب، لكن علينا أن نضع في اعتبارنا أن الحجر الصحي هو علامة على الحب والرعاية والاحترام للبشرية جمعاء. وفي هذه الحالة نحن كلنا معا.
"دومينيكو دولتشي": افعل أكثر ما تحبه، وحافظ على هواياتك على قيد الحياة، وأعد ابتكار أيامك! قد تكون العزلة صعبة، فنحن نفتقد جميعا أقاربنا وأصدقاءنا والتواصل البشري ومودة أحبائنا، لكننا بحاجة إلى أن نكون أقوياء وصبورين. وفي النهاية ستثمر جهودنا!