محاور المشاهير عدنان الكاتب يحاور Princess Antea Brugnoni Alliata
حوار: عدنان الكاتب Adnan Alkateb
إنها حكاية لا تشبه إلا حكايات الطفولة المفعمة بالخيال المسافر دوما إلى خلف الحدود، والمحلّق بين الحضارات القديمة والروايات الشعبية.. الحكاية متوّجة بأحلام الإنسان الراقية، وسعي الإرادة الصلبة للإنجاز، وطموح القلب إلى الجمال! إنها قصّة الزوجين المبدعين اللذين أسّسا دار "روا دو لاك" Roi du Lac الأميرة الأرستقراطية الإيطالية "آنتيا برونيوني ألياتا" Antea Brugnoni Alliata ، وزوجها الرسام الأسكتلندي "ماركو كينلوك" Marco Kinloch .
أسس الزوجان علامتهما التجارية سنة 2016 ، وسرعان ما أرست اسمها في عالم الديكور المنزلي بفضل جمال تصاميمها، وجودة أقمشتها. وتتباهى الدار اليوم أيضا بمجموعات الملابس الجاهزة النسائية والرجالية، والإكسسوارات النسائية التي تميزها النقوش القوية المرسومة يدويا، وخلطات الألوان البارزة، والأقمشة المختارة بعناية، والصناعة الإيطالية الفاخرة. وفي كل ابتكار، تروي "روا دو لاك" Roi du Lac قصة رحلة خيالية عبر ثقافات وحقب ووجهات متنوعة، فتعكس ألوانها ورسومها مصادر إلهام الثنائي من مناظر طبيعية، وحضارات وبلدان أثرت فيهما، وتركت في مخيلتيهما انطباعا خاصا.
لنكتشف المزيد عن حكاية “روا دو لاك”، نتحدث إلى الأميرة الإيطالية "أنتيا برونيوني ألياتا" التي عاشت جزءا من طفولتها في الشرق الأوسط، وتأثرت جدا بالحضارة الإسلامية.
أمضيت مرحلة من طفولتك في الشرق الأوسط. أخبرينا عن تجربتك في هذه المنطقة، وكيف انعكست على جمالية "روا دو لاك"؟
تأثّرت كثيرا بالبيئة التي نشأت فيها، خصوصا بالحضارة العربية وبالعالم الإسلامي عموما. كان والداي شغوفين بالشرق الأوسط، وكانت لديهما معرفة جيّدة باللغة العربية الفصحى، كما تنقّلا على نحوٍ واسع في المنطقة، وسافرا إلى عدّة بلدان عربية. تعرّفت والدتي إلى الشيخ زايد شخصيا، وكانت قد نشرت رواية معروفة جدا عن تجربتها في الخليج في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. كما كانت أحد الأشخاص القليلين الذين تخصّصوا في القانون الإسلامي في إيطاليا.
لقد حظيت منذ طفولتي بفرصة زيارة لبنان مرات عديدة، وأذكر أيضا أنني أمضيت فترة طويلة مع عائلتي في دمشق. كذلك عشت ثلاث سنوات قبل المرحلة الثانوية في فاس في المغرب، حيث درست اللغة العربية، وتعلّمت بعض التعابير المحلّية. من الصعب جدا بالنسبة لي أن أحدد الجوانب من عملي التي تأثّرت بتجربتي في العالم الإسلامي. لا شك في أنني استلهمت في بعض المجموعات بشكل واضح من حكايات الشرق، مثل قصّة الفيروز الناجحة أو قصّة إمبراطورية المغول. وفي المجموعات الأخرى كان التأثير حرفيا أكثر عبر التناغم الخفيّ بين العديد من الأنماط التي كان متحف دمشق الوطني مدرستها الفريدة. هكذا يلتقي في لوحة الألوان جمال التقاليد بلمسة الفن، ليولد الانبهار بالمنسوجات الخام والطبيعية الثمينة التي كانت شائعة جدا في الشرق الأوسط منذ العصور الوسطى، واستمرّت في عصر النهضة، أكثر ممّا كانت عليه في أوروبا.
أخبرينا أكثر عن "روا دو لاك" Roi du Lac .وكيف بدأت القصّة؟
أسسنا أنا وزوجي علامة "روا دو لاك" عام 2016 ، حين كنّا نعمل على أوراق الجدران والمنسوجات في منزل العائلة في جزيرة صقلية الإيطالية قرب العاصمة "باليرمو". وهو منزل قديم يعود تحديدا إلى القرن الثامن عشر، ويضمّ زخارف جدارية جميلة، وبعض البسط الجدارية المزخرفة القديمة التي كانت تالفة بشكل كبير. ومن ثمّ توالت الأحداث، وبعد وقت قصير جدا، وجدنا أنفسنا ندير شركة نمط حياة، ونمزج من خلالها الملابس الجاهزة مع البورسلان المطليّ يدويا، أو مع مصابيح الطاولة. لم يكن هذا كلّه ممكنا بالطبع لولا موهبة "ماركو" في الرسم وإحساسه المرهف بالألوان! وقد تعلّم ذلك بنفسه، واكتسب معرفة ذاتية، إضافة إلى العاطفة التي تختلج في أعماقه تجاه كل شيء يعتبر تفسيرا غربيا للشرق. ولحسن الحظ، هناك دائما روح الدعابة الخفيّة لتجنّب البهرجة المفرطة.
أين يمكن العثور على منتجاتكم؟ وما خطّتكما للتوسّع؟
مع الوقت ازداد تطوّر أعمالنا، فنرى مثلا أن ورق الجدران الذي كنا نصنعه قبل أربع سنوات، قد بدأ للتوّ يكتسب شهرة عالمية. كما أن المواد التي ذاع صيتها بشكل سريع جدا قد استنفدت طاقاتها (للوقت الحالي على الأقل). تعلّمنا العوم في الأمواج العاتية في عالم الأزياء وسوق الديكور، لندرك أن المرء بحاجة في بعض الأحيان لأن يجرفه التيار.
بدأنا بنجاح كبير مع متجر متواضع، أي بواجهة عرض واحدة في "بيرغدورف غودمان" في الجادة الخامسة في نيويورك، ومن ثم توسّعنا سريعا ضمن سلسلة من المتاجر الراقية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، كانت اليابان تعتبر سوقا جيدا جدا بالنسبة لنا، فأرسلنا إكسسواراتنا لتباع في أفضل المتاجر. وبالنسبة إلى أوروبا، فإننا نبيع منتجاتنا في عدد من المتاجر التي لا تزال تجذب فئة من الزبائن رفيعي المستوى، مثل متجر "جان بول باريول" في "أفونو لويز" في مدينة بروكسل. وافتتحنا متجرنا الأول في روما في عام 2020 ، على الرغم من انتشار جائحة كوفيد- 19 ، ونحن راضيان جدا عن النتيجة التي صارت نموذجا يمكن تكراره في العديد من المدن الأوروبية. وبالنسبة إلى الشرق الأوسط، نحن متحمّسان للإعلان عن بداية شراكتنا الحصرية مع "بلو كاكتوس" Blue Cactus ومسؤوليها الذين سيشاركون في عمليّة توزيع العلامة التجارية.
نحن نخطّط لتنظيم سلسلة من الفعاليات الخاصة، وبالتحديد في كل السعودية والإمارات وقطر. كما أننا على اتصال بالتجّار الرئيسيين أصحاب المتاجر الخاصة، بهدف توزيع منتجاتنا من الملابس النسائية والرجالية والأدوات المنزلية في المنطقة. إن دار “روا دو لاك” تعتبر الشرق الأوسط سوقا مهما جدا، وتطمح إلى تحقيق وجود راسخ في المنطقة.
ما الفئات التي تضمّها "روا دو لاك"؟
سجّاد اللينوليوم المشمّع والملابس الجاهزة للرجال والنساء، وورق الجدران والمنسوجات المنزلية وأطباق السيراميك والبورسلان والشموع والعديد من فئات الديكور المنزلي. نحن نعشق الإبداع المتعدّد المواهب.
هل يمكنكِ أن تأخذينا في جولة على عالم تصميم الملابس الجاهزة؟
يبدأ كل شيء حين يقدّم "ماركو" مفهوما جديدا، ننطلق منه للعمل على مشروع جديد أو مجموعة ملابس جاهزة جديدة. أولا، يرسم بيديه جميع عناصر الطباعة الجديدة مستعملا الألوان المائية، ومن ثم نعمل مع بقية الفريق من أجل ضمّ تلك العناصر إلى تشكيلة منسوجات. مما لا ريب فيه أن هذا العمل معقّد، فيجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار العديد من المتغيّرات: من لوحة الألوان حتى نمط الملابس. ونحب مشاركة هذه العمليّة قدر الإمكان مع بقية الفريق لتصبح فعليا عمليّة إبداعية مشتركة.
عام 2019 ، افتتحنا مصنعا قرب مدينة ميلانو في شمال إيطاليا، وهو ما يعني أننا نصنع كل شيء مصنوع من القماش بأنفسنا. إننا نراقب النماذج بعناية ودقّة، لضمان أن يكون لكل منتج التوازن الصحيح بين معايير الجودة الخاصة بالصناعة اليدوية والحديثة.
ما مصدر إلهام مجموعة 2021 ؟
ولدت مجموعة 2021 خلال أسابيع وأشهر من الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا. مع شكوك الحاضر والقلق على المستقبل وتوقع مستقبل أفضل، وفي ظل تعاقب الأمل واليأس، تركّزت اهتمامات "ماركو" على المعاناة ما بين العتمة والنور في مصر القديمة.