تصاميم دار Azzi & Osta للهوت كوتور لخريف 2021 مستوحاة من مكونات العطور
منذ أن أسس الثنائي جورج قزي وأسعد أسطا دار Azzi & Osta في العام 2010 في بيروت، رسما هوية هندسية وهالة راقية لكل تصميم يقدمانه. في مجموعة الهوت كوتور الجديدة لموسم خريف وشتاء 2021-2022، التي تحمل اسم La Matière du Vent قادتهما ذاكرتهما إلى رحلة قديمة لهما إلى غراس، فقطفا منها أجمل المواد والأزهار وحوّلاها إلى أشكال حرفية تُقطّر بأنامل الخياطة الراقية لتخلق بالتالي تأثيراً شاعرياً، كنفحات العطور. مجموعة جديدة هي مزيجٌ بين الطبيعة، الازهار، الرياح، الهندسة والحرية في قالبٍ عصريّ وفنيّ مطعمّ بالرومانسيّة والأنوثة. تعرّفي أكثر على تفاصيلها في هذه المقابلة الخاصة لموقع "هي".
"حياكة الريح" هو اسم المجموعة الجديدة. لماذا اخترتما الالتجاء إلى الطبيعة كمصدر إلهام؟ كيف استطعتما حفظ كل المشاعر المختبرة من رحلة غراس في العام 2017 وتحويلها إلى مجموعة جديدة في العام 2021؟
جورج: كان موضوع هذه المجموعة في أذهاننا منذ زيارتنا إلى غراس، لكن أردنا أن يتطور أكثر، ومع أيام الإغلاق الطويلة، والحاجة إلى الهروب من الواقع، والأحاديث التي زادت حول الاستدامة والحاجة إلى إنقاذ الأرض، وجدنا أنه الوقت المناسب للعمل على هذا الموضوع.
تعودنا على Azzi & Osta الدار التي تقدم تصاميم قوية، حادة وبطابع هندسي متقن. لكن في هذه المجموعة تأخذنا بالأكثر نحو أسلوب حالم إن في الألوان أو في القصات. هل تريدان أن تكون امرأة الدار أكثر هدوءاً ورومانسية من الآن وصاعداً؟
جورج: امرأة AZZI & OSTA موجودة في أساليب عديدة ومختلفة. هي دائماً المرأة القوية التي تستمتع بماضيها وتختار أن تكون مختلفة. بقيت التفاصيل التي تعبّر عن هويتنا ظاهرة في هذه المجموعة، إلا أننا دخلنا في مشهد مرتبط بالأكثر بعصرنا الحالي، بالحرية، بالمساحات الشاسعة... ليكون كل شيء خالد، وهذا ما تشعرين به في تصاميم المجموعة.
كيف مزجتما بين عدة أقمشة بحرفية وعلى ماذا اعتمدتما في اختيار باليت الألوان؟
أسعد: اشتهرنا في الأساس بقدرتنا على التلاعب بالأقمشة ورموز الألوان. وقد جعلنا ذلك أكثر بروزاً في هذه المجموعة. أردنا تعزيز عامل الاستدامة في إبداعاتنا، وبالتالي أدخلنا الرافيا المنسوجة يدويًا لحياكة الفساتين، وهي مادة صديقة للبيئة ولكن نادرًا ما تستخدم في الأزياء. قمنا أيضاً بتكييف قماش الأورجانزا ليعطي شكل الريش، لأننا لا نستخدم الريش الحقيقي. أما بالنسبة للألوان، فنقوم في غالب الأحيان بابتكار ألواننا الخاصة، تخيّلنا التدرجات التي تناسب الموضوع المرتبط بمكونات العطور، وبتأثيرها المتجدد والشفاف.
ما هو التصميم المفضل لديكما، وما هي قصته؟
جورج: في الواقع نحن نحب كل التصاميم، ولكن لدينا عاطفة خاصة تجاه فستان Pivoines ، لأنه الفستان الوحيد في المجموعة الذي يروي القصة كاملة من الألف إلى الياء. القسم النصفي مصنوع من الرافيا المنسوجة يدويًا ليعطي شكل سلة قطف الأزهار، التنورة تحمل أزهاراً مصنوعة يدوياً بأيادي حرفيين مذهلين في بيروت، كل زهرة مصنوعة من الأورجانزا والجازار وفقاً لأشكال من زهور حقيقية. نحب النتيجة النهائية لهذا اللوك فقد تطلب انجازه الكثير من الوقت والتطوير.
هل تعتبران هذه المجموعة بمثابة نقطة فاصلة في مسيرة Azzi & Osta؟
جورج: نحن نرى أن هذه المجموعة ترسم اتجاهاً جديداً للدار، واستمراراً لهويتها. وكأنها حقبة جديدة من المواد، الاشكال والاتجاهات ونحن دائماً نريد تطوير أنفسنا. كما نركز هذه الفترة بالأكثر على فساتين الزفاف.
جسدتما مكونات العطور في فساتين. ما كان التحدي الأكبر؟
أسعد: التحدي الأكبر كان في ترجمة التأثير الخفيف، الشفاف والدائم للعطور بنجاح ضمن تصاميم صلبة. طبقات العطور ومكوناتها ألهمتنا، وكان التحدي الأكبر هو إدخال عالم العطور إلى عالم الأزياء الراقية.
أخبرانا عن رحلة البحث عن السيدة التي تعاونتما معها لتنفيذ التطريز والأزهار؟
جورج: أردنا الحصول على أزهار مصنوعة يدوياً، تصوّرنا كيف هو شكل الفستان والعناصر المتداخلة فيه، كانت تنقصنا الأيادي الحرفية لتبتكر الازهار الجميلة. استغرق البحث عن سيدة تقوم بالمهمة الكثير من الوقت، إلى أن وجدنا سيدة رائعة تعيش خارج بيروت، كانت منعزلة أثناء الوباء، فكان العثور عليها والوصول إليها أمراً صعباً. هي جوهرة نادرة في عالم الحرف اليدوية وعملها لا تشوبه شائبة، نحن فخورون جداً بالتعاون معها.
الاستدامة هي من أوليات الدار، خصوصاً في مجال الهوت كوتور، حيث يكون هناك انتاج لقطع محددة. هل تجدان أن الهوت كوتور هي ملعبكما أكثر من Pret a Porter؟
جورج: في عالم الهوت كوتور نستطيع أن نحلم ضمن عملية التصميم، لكن في خط الأزياء الجاهزة نحن نراعي الاستدامة فنشتري مواد محددة وننتج وفق الطلب. ليس لدينا مخزون. نجد أنفسنا في كلا الخطين، فنحن نحب خصوصيات العملاء في جميع أنحاء العالم في مجال الأزياء الجاهزة، ونحب مقابلتهم ونفرح حين تطلب زبونة مثلاً نفس الفستان بألوان متعددة لأنها أحبته كثيراً. كلا العالمين (الأزياء الراقية والأزياء الجاهزة) مهمان بالنسبة لنا، كل عالم بمعناه المختلف.
ماذا عن الفساتين الخاصة بالزفاف ضمن المجموعة. أية عروس تناسب؟
أسعد: في هذه المجموعة، تخيلنا العروس التي ترغب في إقامة حفل زفاف مقتصر على أسرتها، العروس التي تبحث عن صور خالدة، العروس المستعدة للاحتفال بصوت عالٍ وكبير، العروس التي تريد الزواج خارج البلد، لقد نظرنا إلى كل العرائس بالتفصيل وكيف تغيّر عالمهن منذ الوباء، وما الذي يبحثن عنه في فستان الأحلام.
كيف استطعتما العودة إلى العمل وترميم الأتولييه وانهاء المجموعة بعد الأضرار الجسيمة النفسية والمادية التي لحقت بكما مع انفجار بيروت 2020؟
أسعد: كان الأمر صعباً للغاية، ولم نتوقف عن العمل منذ اليوم التالي بعد الحدث المروع الذي لا يُنسى. لقد نقلنا مشغلنا، وقام فريق عملنا بالتجهيزات وإعادة التشغيل لأننا لم نرد التوقف. وما زلنا نقوم بالصيانة والاصلاحات في الاتولييه حتى الآن. نملك القوة والإرادة الصلبة ونحن هنا كي ننتصر!