المصممة مريم مجدي عبد الغني لـ"هي" مجموعتي الجديدة مستوحاة من فن القط العسيري السعودي
مريم مجدي عبد الغني، مصممة مصرية عشقت تصميم الأزياء منذ نعومة أظفارها، حولت حلمها إلى حقيقة من خلال تأسيس دار MAMZI عام 2014، سعيا منها إلى تقديم قطع أزياء مميزة وأصلية مع لمسة عصرية. وها هي اليوم تُطلق مجموعتها الخاصة المستوحاة من فن القط العسيري المتجذّر في الثقافة السعودية في جلسة تصويرية باهرة.
كيف نما عشقك للموضة وتحوّل حلمك إلى حقيقة من خلال تأسيس دار MAMZi؟
اعتادت والدتي على خياطة الأزياء الخاصة بمناسبة أعياد ميلادي منذ أن كنت في الثامنة من العمر، وكنّا نتبادل الأفكار والآراء خلال عملية التصميم، حيث أدركتُ قدرتي على ابتكار الملابس، وليس شراءها فقط. وهكذا زاد شغفي في تصميم الأزياء، وهو ما قادني إلى تأسيس علامتي التجارية MAMZI، والتي تمثّل وسيلتي الوحيدة للتعبير عن نفسي وتعريف العالم بإبداعاتي.
لماذا اخترت هذا الاسم؟
MAMZI هو لقبي الخاص، فعندما فكرّت في اسم علامتي التجارية أردته أن يعكس شخصيتي، لأنه يشكّل الواجهة التي أقدّم من خلالها تصاميمي.
ما أبرز قيم الدار؟
أسعى لتقديم أزياء أصلية تواكب العصر الحديث، وتتميز بلمسة فريدة وحضور ملهم يترك انطباعا قويا.
سعيت من خلال مجموعتك الأخيرة إلى نشر الثقافة السعودية. أخبرينا عن أحدث مجموعاتك. وما الرسالة التي تحملها؟
جاءت تشكيلتي الأخيرة بإلهامٍ من فن القط العسيري المتجذّر في الثقافة السعودية، وكان ذلك مجرد مصادفة. وأنا أستمدّ دائما الإلهام من العالم المحيط بي وتجاربي الشخصية وكل ما يحرّك مشاعري؛ فعندما سافرتُ إلى الرياض قبل أزمة "كوفيد-19"، صادفت سيدة سعودية قديرة، وهي تنقش زخرفة القط العسيري خلال إحدى المناسبات، وقد أذهلني ما رأيت وأحببته على الفور، وقررت تصميم تشكيلة أزياء بوحي من هذا الفن، خصوصا بعد البحث عن أصله وتقنياته، والتعرّف أكثر إلى منشأة في قرية رجال ألمع. وكان هدفي تقديم تشكيلة مميزة تسلّط الضوء على فن القطّ العسيري في تلك المنطقة المغمورة من المملكة، وتقديمها بصورة أزياء عصرية تعكس أسلوبي الخاص في التصميم.
لفتتنا الحملة الإعلانية للمجموعة بلقطات فنية باهرة. أخبرينا عن هذه الحملة الإعلانية التي لاقت صدى كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
أردت أن أعرض هذا التراث بأسلوب فني يعكس قيمته العريقة، ويُبرز في الوقت نفسه الجهد المبذول في إنجاز التشكيلة التي استغرق تنفيذها نحو عامين. كما حاولت إظهار كل هذه التفاصيل في الفيديو الترويجي الذي جرى تصويره خصيصا للتشكيلة.
تشهد المملكة العربية السعودية تطوّرا استثنائيا على مختلفة الصُعُد، ومنها على الصعيد الفني وتصميم الأزياء. كيف لمست هذا التطور شخصيا؟ ؟
التطوّر الذي تشهده المملكة عززّ رغبتي في زيارة الرياض، ورؤية هذا الفن والتفاعل معه بطريقة حرّكت في داخلي الإلهام. وحين تعاونت مع فريق عمل سعودي لمساعدتي في تصوير تشكيلتي ضمن المملكة، أظهروا الكثير من المهنية والإبداع. كما التقيت العديد من الفنانين السعوديين الرائعين، وأعتقد أن ما تشهده المملكة من تطوّر في الوقت الراهن سيسهم في التعريف بإبداعاتهم على الصعيد العالمي.
من المرأة التي تحبين أن ترتدي من تصاميمك؟ ومن المرأة التي تلفتك بأسلوبها وأناقتها؟
تلفت السيدة الواثقة بنفسها اهتمام الجميع، بمن فيهم أنا. لذلك أصمم أزياء تعزّز من ثقة المرأة بجاذبية بشرتها، وتمكّنها من التعبير عن جمالها الداخلي والخارجي في الوقت نفسه.
اختاري 5 قطع في خزانتك لا يمكن أن تستغني عنها.
قميص أبيض مميز وفستان بشكل سترة رسمية أو بتصميم يشبه القميص والسراويل الرياضية العملية أو السراويل الضيقة عند الركبة مع قصة تتسع نحو الأسفل.
تشهد ساحة الموضة زحمة بين المصممين والملهمين وكثرة التصاميم المتشابهة. برأيك كيف تستطيع الدور المحلية أن تبرز وسط هذه الزحمة؟
تأتي الأصالة والتميز من خلال تقديم تصاميم مبتكرة وفريدة، والتفاني دوما في العمل. وهذا يحتاج إلى عمل دؤوب وبحث دائم لتجنّب الوقوع في التقليد، وهذا أمر يستحقّ العناء برأيي، لأن العالم بحاجة إلى مزيد من القطع الأصلية بدلا من اتباع الموضة السريعة.
كيف غيّرتك أزمة جائحة "كوفيد-19" كإنسانة وكمصممة؟
ابتكرت تشكيلة أزياء مستوحاة من العاملين في الصفوف الأمامية خلال الأشهر القليلة الأولى من انتشار كوفيد-19، حيث تأثّرت شخصيا بهذا المرض وازداد تعاطفي مع الأطباء لدرجة قررت معها إطلاق هذه التشكيلة. وعلى الرغم من أن الأزمة الصحية العالمية دفعتني لتأجيل الكثير من الخطط والمشاريع مثل السفر وحضور المعارض التجارية الدولية، فإنها منحتني في الوقت نفسه فرصة للتركيز بشكل أكبر على السوق المحلية والإقليمية. فأنا أحاول دائما رؤية الجوانب المشرقة من كل التجارب، وأعتقد أن "كوفيد-19" فتح لنا المجال كي نتواصل أكثر مع أنفسنا وكل ما هو قريب منا.
ما مشاريعك المستقبلية؟
أخطط مستقبلا لدخول السوق العالمية، لأننا كعلامات تجارية محلية وإقليمية نمتلك مقومات المنافسة على الصعيد الدولي.