نتالي طراد لـ "هي": تأثرت كثيرا بالمهندسين المعماريين العالميين وتصاميمي نحتية وخالدة
نتالي طراد، مصممة لبنانية موهوبة استطاعت في فترة قياسية أن تُثبت نفسها في عالم تصميم الإكسسوارات، وأن تتزين بتصاميمها أهم النجمات العالميات. وهذا الأمر لم يأتِ بالصدفة أو بالحظ، بل هو نتيجة دراسة وتعب وتخطيط أوصلها إلى موقعها العالمي اليوم. فتصاميمها متوفرة في موقع مودا أوبيراندي العالمي، إضافة إلى متاجر عالمية مختلفة، أبرزها متجر "تريانو" Tryano في أبوظبي. "هي" التقت المصممة الشابة، وجاءت بهذا الحوار ..
متى وكيف اكتشفت شغفك بالموضة والتصميم؟
التصميم يشكل جزءا لا يتجزأ من حياتي منذ فترة لا بأس بها. هوسي بالتصاميم اللامتماثلة - التي تشكل أساس مجموعتي - بدأ منذ سنين. في العام 2007 حين كنت لا أزال أتابع دراستي في جامعة الأزياء "إسمود إنترناشونال" في باريس، اكتشفت مبادئي في التصميم التي ترتكز على أخذ أشكال كلاسيكية آتية من بيئتنا الطبيعية، ثم تحويلها بشكل جذري عبر تفكيكها وإعادة تحديد جماليات الموضة.
في 2008 خلال دراستي في نيويورك، تعرفت صدفة إلى كتاب رسوم "خزانة الغرائب الطبيعية" Cabinet of Natural Curiosities. هذا الكتاب الذي يعتبر أحد أبرز إنجازات التاريخ الطبيعي في القرن الثامن عشر يتضمن صورا لتشكيلة متنوعة من الحشرات المرسومة على أيدي فنانين. صدقي أو لا تصدقي، أن رؤية أشكال الألوان على أجسام هذه الحشرات أطلقت مباشرة في داخلي تدفقا إبداعيا. أتذكر بوضوح كيف كنت مسحورة تماما بالأشكال والرسوم النمطية المعقدة المصورة في الكتاب.
لماذا قررت تصميم الإكسسوارات دون غيرها؟
التصميم بالنسبة إلي عملية تشتمل على مناقشة كل شيء في محيطي في محاولة لإعادة ترجمة ما أعرفه مسبقا، وعلى التمتع بقدرة المراقبة، وعلى السعي الدائم إلى استكشاف شيء جديد. تصميم الإكسسوارات قدم إلي اللغز الذي لطالما بحثت عنه: كيف آخذ أشكالا تقليدية متوافرة في كل مكان من حياتنا اليومية وأحولها جذريا عبر تفكيكها وإعادة ابتكارها من وجهة نظر جديدة.
لم أرغب في ابتكار مجرد إكسسوارات، بل أردت أن أبتدع منحوتات قابلة للارتداء تكسر القوالب. حين وضعت قلمي على الورقة، سمحت لمخيلتي بالسفر في رحلتها الخاصة بلا قيود ولا حدود، فقادتني إلى حقائب اليد.
ما التحدي الأكبر الذي تواجهينه خلال التصميم؟
يهمني جدا أن أحافظ على مبادئ وقيم التصميم الموجودة في جوهر علامتي، أي على الرؤية التي تولي الأهمية القصوى للإبداع ولابتكار قطع فريدة. في بداية عملية التصميم، أحرص على نسيان كل القيود العملية كي أسمح لمخيلتي وأفكاري بالتدفق. في هذه المرحلة، هدفي هو ابتكار المنحوتات والقطع المثيرة للاهتمام بدلا من حقائب اليد. لكن ما إن أرى تصاميمي على الورق، أوجه حينذاك انتباهي نحو تحويلها إلى حقائب من دون مقابض، وأتأكد من أن الخصائص العملية الوظيفية لم تبقَ على الهامش. فمن الضروري أن تكون الحقيبة غير المزودة بمقبض خفيفة مريحة، فتحمل وتتسع بسهولة لحاجات المرأة الأساسية.
أهم جوانب التصميم هو الحرص على أن يطغى الشكل من دون إهمال النواحي والخصائص الوظيفية.
ما أكثر ما يلهمك؟
أحب أن أرى قطعي كأعمال معمارية على نطاق صغير. أنظر إلى الهندسة المعمارية من جانب مادي، أي علم الهندسة، ولعبة النسب، والعوامل البشرية، والهيكلية لأستوحي منها، لكنني أذهب إلى أبعد من ذلك فأدرس المبادئ والمفاهيم والمذاهب المعمارية بوصفها وسيلة لخلق سياق منسجم وتحفيز عملية التصميم.
لويس كان، وجيمس ستيرلينغ، ووالتر غروبيوس، وفرانك جيري، وزها حديد بعض المهندسين المعماريين الذين أثرت جمالياتهم ورؤاهم في تفكيري في التصميم وفي بعض القطع التي قدّمتها. ما من ترجمة مباشرة بين تصميم معماري محدد وحقائبي. لكن يمكنني أن أقول إن بعض الحقائب اليدوية التي صممتها تجسد مفهوما تطبقه زها حديد كثيرا، وألخصه بقولها "هناك 360 درجة، فلماذا التقيد بواحدة؟".
كيف تصفين تصاميمك في بضع كلمات؟
معمارية، خالدة، نحتية.
كيف تصفين أسلوبك الشخصي في الأناقة؟
أسلوب أزيائي بسيط نوعا ما، فعادة أنسق إطلالة من لون واحد أو حتى أحيانا من درجة واحدة، وأختار الأشكال الواسعة التي لا تلتصق بالقامة. أفضل أن ألفت وأعبر من خلال إكسسواراتي. ما أرتديه انعكاس لما أكون، لذا من المهم جدا لإطلالتي أن تمثل شخصيتي. ملابسي عادة هي قماشة الرسم الفارغة، وإكسسواراتي هي الطلاء.
النجمات الشهيرات يعشقن تصاميمك. كيف ساعدنك على الدفع بعلامتك إلى الأمام؟
إحدى الطرق التي ندعم بها الإدراك لعلامتنا التجارية ونعزّز بها قاعدة زبائننا هي من خلال شخصية مشهورة أو مؤثرة. بعد مرور شهر فقط على إطلاق علامتنا، تفاجأنا برؤية ماري كاترانتزو ترافق كارولينا كوركوفا في حفل "ميت غالا"، وهي تحمل حقيبتنا "بوليغونيا" Polygonia. كان شرفا حقيقيا لنا أن نرى المصممة الجريئة المبتكرة تختار واحدة من قطعنا. ومن النساء الشهيرات اللواتي حملن حقيبة من دون مقبض من تشكيلتنا ودعمن الماركة، أذكر سولانج نولز، وأوليفيا باليرمو، وسيينا ميلر.
من النجمة التي تحبين أن تريها تحمل تصاميمك؟
ميشيل أوباما، وأنجيلينا جولي، وأمل علم الدين كلوني هن بعض النساء الشهيرات اللواتي أتمنى أن أراهن يحملن حقائبي.
بعد النجاح الباهر الذي حققتيه في فترة قصيرة، بِمَ تنصحين المصممات الشابات اللواتي يسعين إلى النجاح؟
كوني فضولية، كوني قاسية، كوني شغوفة. ولا تسمحي لكلمة "لا" بأن تردعك.
كيف تصفين تعاونك مع "تريانو"Tryano ؟
"تريانو" وجهة تسوق في أحد أكثر مراكز التسوق رواجا في المنطقة. المتجر المرتكز على مفهوم مبتكر يقدم إلى الزوار عالما فريدا ينسجم فيه التسوق والترفيه معا.
فريق عمله يدرك إدراكا عميقا ما يريده الزبائن، ويعدل بخبرة عالية مجموعاته لتلبية رغبات العملاء المحليين والشرق أوسطيين، ويكيّفها أيضا مع الزائرين المتدفقين باستمرار من حول العالم.
نفتخر بإطلاق مجموعة حقائبنا اليدوية للمرة الأولى في أبوظبي مع "تريانو" الذي يجسد بالنسبة إلي مثالا رمزيا للموضة، ويجمع بين الثقافة والتصميم العصري داخل بيئة واحدة. التسوق فيه حقا تجربة من 360 درجة.
ماذا كان مصدر إلهامك لمجموعة ربيع وصيف 2016؟
روح هذه المجموعة التي أطلقت عليها اسم "ساوث بيتش بولفارد"South Beach Boulevard أثارتها نزهة استكشافية عبر عالم الآرت ديكو في حي "ساوث بيتش"South Beach (SoBe) في ميامي. كانت رحلة بين التحف المعمارية الأيقونية الانسيابية التي تحملنا إلى أوج نجومية منطقة "ساوث بيتش" حين أصبحت للمرة الأولى ملجأ استوائيا فاخرا.
خلال نزهتنا الحالمة، ولدت فكرة المجموعة حين دخلنا إلى أحد أعظم كنوز "ساوث بيتش" المعمارية: فندق "ذو رالي" The Raleigh الأسطوري. الفندق الملقب بإحدى أعظم "سيدات" الآرت ديكو والباقي منذ عصر ميامي الذهبي هو تحية إلى سحر عالم ماضٍ. "ذو رالي" ينضح بأناقة بسيطة خافتة تندمج بفخامة الآرت ديكو. مجموعة "ساوث بيتش بولفارد": جريئة، مبسطة ونحتية، مسرحية وساحرة، واسعة الخيال ومفعمة بالحيوية.
ما مشاريعك المستقبلية؟
أفكر في توسيع مجموعتي لتشمل مجوهرات أو ربما إكسسوارات منزلية. ومع ذلك، من المهم لي أن أتقدم خطوة خطوة، وأبقى وفية لنفسي، وأحرص على سلامة الأساسيات طوال الدرب.