مؤسسة موقع The Modist غيزلان قنز لـ"هي" : نعرض الأزياء المحافظة بشكل عصري
بعد أن لمست معاناة المرأة المحافظة في إيجاد قطع تناسب متطلّباتها ، وبعد 13 عاما من العمل الدؤوب في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية، قرّرت غيزلان قنز إيجاد قفزة محورية في مسيرتها المهنية، وأن تؤسس موقع The Modist المختص ببيع الأزياء المحافظة لأكثر من 120 بلداً.
من يتابع قنز على صفحتها على إنستجرام يعي تماما أن النجاح ثمنه مجهود كبير، فمعظم وقتها تمضيه في السفر، سعياً نحو تطوير الموقع وتأمين أفضل خدمة ممكنة. ومن يتابع الموقع لا يُصدّق أنه مرّ عام واحد فقط على تأسيسه نظرا للخدمات المميزة التي يقدّمها، وللصدى الكبير الذي ناله في الشرق الأوسط، وحتى عالميا.
"هي" التقت قنز التي عرضت لنا بعض مفاتيح النجاح في عالم البيع الإلكتروني.
دبي :سينتيا قطار Cynthia Kattar
تصوير: محمد هلو Mohamed Hallou
تم التصوير في مطعم سوشيليستا
دبي "Socialista "
انتقلت من مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية إلى مجال البيع الإلكترونيمن خلال تأسيس موقع The Modist. متى وكيف قرّرت اتخاذ هذا القرار المصيري في حياتك المهنية؟
أمضيت نحو الـ 13 عاما في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية في الشركة نفسها. وبعد كل هذا الوقت كنت أسعى إلى تجديد مسيرتي المهنية. فكرة The Modist ليست جديدة بالنسبة إلي، ففي عائلتي سيدات يرتدين أزياء محافظة ويعانين من إيجاد قطع تناسب أسلوبهنّ. عندما تركت الشركة التي أعمل بها، كان الهدف إطلاق عمل خاص بي. وبدأت فورا السفر لإجراء الأبحاث الضرورية لتطوير فكرة الموقع. تحدّثت مع الكثير من النساء من مختلف الخلفيات لأعرف فعلا ما يردن، وما متطلّباتهن من مواقع البيع الإلكتروني. بدأت بـ 75 علامة تجارية، أما الآن فأصبح العدد 150 .
أطلقت الموقع قبل أن تبدأ ثورة الأزياء المحافظة، وقبل أن تُلقي الضوء عليها الكثير من الدور العالمية. كيف تلقّى القيّمون على الدور العالمية الذين تواصلت معهم مفهوم الموقع؟
لأنني من خلفية اقتصادية، كنت جاهزة تماما لإيصال مفهوم الموقع بمختلف أوجهه. 99 في المئة من القيمين على الدور العالمية الذين اجتمعنا معهم أُعجبوا بالفكرة حتى قبل جهوزية الموقع. أردنا أن نعرض الأزياء المحافظة بشكل عصري ومبتكر، وأن نؤمن للمرأة كل الخدمات التي تحتاج إليها في موقع واحد، وقد استطعنا أن نوصل هذه الفكرة لأهم الدور العالمية وأن ننال ثقتهم. وفعلا النجاح كان حليفنا، فقد اقتنعوا بفكرتنا وبالأسلوب الذي نعتمده، وأرادوا أن يسلّطوا الضوء على الأزياء المحافظة بأسلوب جديد يصل إلى المرأة التي تعتمد الأسلوب المحافظ في إطلالاتها.
الكثير من الدور العالمية مثل "دولتشي أند غابانا" Dolce & Gabbana ،"ماكس مارا" Max Mara و"غوتشي" Gucci وغيرها أطلقت أزياء محافظة للمرأة المحجبة أثارت الجدل. ما رأيك بهذه الظاهرة؟
أنا أنظر إلى الأمور بشكل إيجابي. أرى أنّ المرأة المحجبة موجودة وبقوة عالميا، وعلى الدور العالمية أن تصمم أزياء تناسبها. وأرى أنّ الدور العالمية بحاجة إلى المزيد من الوقت لتعي تماما متطلبات المرأة المحجبة. وهنا يأتي دورنا، أن نكون صلة الوصل بين المرأة المحافظة والمحجبة وبين الدور العالمية، وأن نوصل متطلباتها واحتياجاتها للدور العالمية لتطوير التصاميم وتأمين الأفضل للزبونات. من جهة أخرى، أرى أنّ الدور العالمية ومن خلال اعتمادها ابتكار أزياء خاصة بالمحجبات، أثبتت أنّ المرأة المحجبة هي أنيقة وعصرية، وليست محصورة بخانة محددة.
دور أزياء محلية مثل ديما عياد، ومادية الشارقي وغيرها من الدور الأخرى. كيف تقيّمن أداء الدور المحلية على الموقع؟
هدف الموقع ليس فقط التعاون مع دور عالمية، بل أيضا تسليط الضوء على المواهب المحلية. من هذا المنطلق، أردنا التعاون مع المصممين المحليين الموهوبين وإعطاءهم الفرصة للوصول إلى العالمية، شرط أن يتعاونوا معنا بمهنية تامة، وأن يكونوا متجاوبين مع متطلّبات زبوناتنا. أداء ديما عياد ومادية الشارقي وبوقصة وغيرها من الدور الأخرى جيد جدا على الموقع. نحرص على التنويع في اختياراتنا، فكل دار نختارها تشتهر بأسلوب معين. زبونات The Modist يتصفّحن الموقع لأنهنّ يبحثن عن
قطع جديدة وفريدة من نوعها وهذا ما نسعى إلى تأمينه من خلال انتقاءاتنا الدقيقة.
كيف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي في أداء الموقع بشكل عام؟
العامل الأكبر الذي عزّز من انتشار الأناقة المحافظة هو مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرات اللاتي لعبن دورا جوهريا في هذا الإطار، مثل المدوّنة آسيا وغيرها من المدونات الأخرى. هذا الرابط الذي جمع النساء من مختلف أنحاء العالم واللاتي تأثرن بمؤثرات الموضة، أسهم بشكل مباشر في تعزيز نشر ثقافة الأزياء المحافظة في مختلف أنحاء العالم. شخصيا نتواصل كثيرا مع متابعات الموقع على مواقع التواصل الاجتماعي لنفهم احتياجاتهنّ.
خلال مسيرتك المهنية، هل واجهت صعوبات معيّنة فقط لكونك امرأة وسيدة أعمال ناجحة؟
كلا، لم أسمح يوما لنفسي أن أفكر في أنني أعاني صعوبات معيّنة فقط لأنني امرأة، ولا سيما عندما كنت أعمل في
مجال العمل المصرفي الاستثماري، هذا المجال الذي يسيطر عليه الرجل.
ما الحافز الأهم والأقوى الذي يدفعك إلى إعطاء المزيد وتقديم الأفضل؟
ردّة الفعل الإيجابية التي لمستها من مختلف أنحاء العالم هي ما يحفّزني ويدفعني إلى تقديم الأفضل. من أصعب الأمور التي يمكن أن يفعلها المرء تأسيس عمل خاص جديد به، ولا سيما في مجال البيع الإلكتروني. المرأة العربية والخليجية لا تزال في طور اكتشاف تجربة الشراء عبر المواقع الإلكترونية، ولذلك يشكّل هذا الأمر حافزا كبيرا لنا لتقديم الأفضل ولخلق تجربة مميزة لها تشجّعها على التسوّق إلكترونيا.
أين تُجرى ورشة عمل الموقع؟
أنا فخورة بأنّ ورشة العمل ومركز الموقع في دبي، كما أن لدينا مكتبا في لندن.
ما السوق الأكبر لكم في العالم؟
يشكّل الشرق الأوسط 50 في المئة من نسبة المبيعات، السوق الثاني هو الولايات المتحدة الأمريكية، يليه سوق بريطانيا.
السوق الأكبر في الشرق الأوسط الإمارات العربية المتحدة والسعودية.
ما أبرز القطع والدور التي تحبّها زبونة ؟The Modist
لاحظت أنّ الزبونات من مختلف أنحاء العالم يبحثن عن قطع من الدور الأزياء العالمية ومن دور جديدة في آن. كما تحب المرأة أن تشتري الزيّ كاملا كما ننسّقه لها على الموقع. كما أنّ الفساتين من أكثر القطع التي نبيعها، إضافة إلى الأحذية بالكعب العالي.
اشتهر موقع The Modist بالمجموعات الخاصة أي ال Capsule . هل تحبّ زبونة الموقع أن تقتني قطعا محدودة الكمية؟
نعم. لقد فوجئنا كثيرا بالتجاوب الكبير للزبونات بقطع ال Capsule ، وهو ما شجّعنا على إطلاق المزيد من مجموعات الكابسول مع دور عالمية كثيرة، لأننا نحرص على ابتكار قطع تناسب متطلبات المرأة ذات الأسلوب المحافظ. سبق أن قدمنا مجموعة كابسول في رمضان الماضي، ونحن في صدد تحضير مجموعات كابسول لشهر رمضان المقبل ولمناسبات أخرى.
هل أنت في صدد تطوير أقسام جديدة في الموقع؟
بالطبع، الهدف من الموقع أن يؤمن احتياجات المرأة على مختلف الصعد. من هذا المنطلق، نحن نسعى إلى تطوير أقسام جديدة مميزة في الموقع.
هل يُمكننا أن نقول أن الموقع أصبح عالميا؟
يمكننا القول إنّ الموقع يقدّم خدمات بمستوى عالمي، إذ إننا نؤمن طلبات زبونات من 120 بلدا كما أننا نتعاون مع دور عالمية كثيرة راقية، ونوصل المنتجات بسرعة قياسية وبقالب لافت وراقٍ.