المصممة عبير العتيبة لـ"هي": التصاميم التي أبتكرها تصوّر القيم الجمالية لحضارة الشرق الأوسط
تأخذنا المصممة عبير العتيبة صاحبة علامة "سمسم" إلى عالمها الخاص المتأثر بتجربتها الفريدة المتأثرة بالكثير من التفاصيل والجمال والأحاسيس المعبرة عن شخصيتها الرومانسية وحنين الأم الذي لا يتساوى مع أي شيء.
كان لنا معها هذا الحوار الخاص ل"هي" شاركتنا فيه قصتها مع عالم الموضة والأزياء وتفاصيل مجموعة ربيع صيف ٢٠١٩ المستوحاة من روح وجرأة المرأة المغامرة ...
درست الهندسة المعمارية ورغم ذلك أسست دار أزياء خاصة بك. كيف بدأ عشقك لعالم الموضة ولتصميم الأزياء؟
منذ طفولتي وأنا أنظر إلى الموضة كوسيلة للتعبير عن كل ما يدور بداخلنا. فلطالما رغبتُ بإضافة لمستي الشخصية على الأزياء التي كان يهديها والديّ لي بعد كل زيارة لهما إلى أوروبا.
وأذكر أن أول تعديل حمل بصمتي الخاصة كان على سروال جينز وقميص، حيث بدى لي السروال عادياً ومملاً، لذلك قمت بتقصيره لتبدو الحواشي في الأسفل أكثر عشوائيةً. وبعدها بدأت بتعديل وقصّ أزياء الدنيم. أمّا بالنسبة للقمصان؛ فقد أحببت أن أفصل الأكمام عنها لإبتكار إطلالة فريدة تعكس هويتي.
وأثناء إقامتي في الإمارات العربية المتحدة، عملتُ في مجال الهندسة المدنية، ما أتاح لي فرصة التطوّر في عالم الموضة، ومكّنني من إظهار رؤيتي الإبداعية وتطبيقها بأساليب مختلفة من خلال علامة ’سمسم‘ التي أفخر بها.
متى وكيف قررت تأسيس دار Semsem؟
أطلقتُ علامة ’سمسم‘ عام 2014 تيمنّاً بلقب ابنتي سامية التي تمثّل بلا أدنى شكّ مصدر الإلهام وراء العلامة، فأنا أجد في الروابط الخاصة التي تجمع بين الأمهات وبناتهنّ نقطة الإلهام الأساسية بالنسبة لي.
ولم تقتصر رغبتي في تأسيس ’سمسم‘ على شغفي الدائم بعالم الموضة فحسب، وإنّما جاءت انطلاقاً من رغبتي في بناء منصة إبداعية متميزة، تقوم في جوهرها على الوعي بأهمية الفكرة التي تنادي بدعم السيدات لبعضهنّ البعض، وتسلّط الضوء حول هذه المسألة وتعزز انتشارها في المجتمع.
وفي كل موسم، أقوم بدعم جمعية خيرية جديدة لأني أفهم جيداً رسالتها بضرورة التغلّب على التحديات الشخصية، لذلك أكرّس جهودي لدعم المرأة سواء من خلال التبرعات المالية أو عبر الدفاع عن حقوقها ومشاركتها المعرفة.
أنت أم لولدين وزوجة السفير الإماراتي في الولايات المتحدة الأميركية. كيف تنسقين بين حياتك المهية والعائلية؟
أعيش حياةً دائمة التنقل بوصفي زوجة سفير ورجل أعمال مرموق، ولكن مهامي كأمّ تأتي في طليعة أولوياتي، لذلك أضع طفلاي على الدوام في المرتبة الأولى، حيث أحرص دوماً على منحهما حنان الأم، وعلى التواجد بجانبهما عندما يستيقظان من النوم وقبل أن يخلدا إلى الفراش. لذلك أبدأ يومي كل صباح بتناول وجبة الفطور معهما، وأصغي إلى مغامراتهما في اليوم الفائت.
وبعد أن أوصلهما إلى المدرسة؛ أوزّع وقتي بين تنفيذ واجباتي الدبلوماسية والتزاماتي الخيرية وأنشطتي الترفيهية وأعمالي التجارية. وكغيري من الأمهات العاملات، فأنا غالباً ما أتأخّر في الردّ على رسائل البريد الإلكتروني ومتابعة الأعمال، لذلك أكرّس وقتي في السهر والصباح الباكر لتنظيم سير العمل في العلامة التي تمثّل شغفي الأساسي.
ولكني تعلّمت أن أحيط نفسي بمجموعة من الأشخاص الداعمين سواء على الصعيد الشخصي أو المهني، والذين أعتمد عليهم وأشاركهم تفاصيل حياتي.
ما الذي يلفتك أولاً في إطلالة المرأة؟
أول ما يلفتني في المرأة إطلالتها بكل تأكيد، وأنظر بعين الإعجاب إلى مجموعة متنوعة من الأزياء انطلاقاً من الابتكارات البسيطة التي تخفي في جوهرها الكثير من الإبداع وصولاً إلى الملابس المشرقة بحضورها الساحر.
ولطالما شعرتُ بالحماس وأنا أشاهد سيدات يتألّقن بتصاميم من ابتكار’سمسم‘ ولكن وفق تنسيقات متفرّدة تعكس شخصياتهنّ المستقلّة. فليس هنالك ما يمنح الشعور بالرضى أكثر من رؤية المرأة وهي تشعر بالثقة عندما تظهر بإطلالة واثقة غاية في التميز.
ما هي المدينة المفضلة لديلك في العالم ولماذا؟
أجد في باريس مدينتي المفضّلة، فهي لا تشبه أي مكان عشت فيه أو قمت بزيارته، لأن ملامحها غنية بتفاصيل الموضة والثقافة الملهمة بطريقة لا تُصدّق، كما أنه لا يمكن تجاهل ذلك الشعور بالإعجاب والتأثّر بأناقة السيدة الباريسية وحضورها الواثق في إطلالتها اليومية.
إلى جانب تصميم الأزياء، ما الذي يستهويك؟
أسعى لتخصيص بعض الوقت لممارسة الرياضة، وبالأخص رياضة الكيك بوكسينج التي أفضّلها وأجد فيها الخيار المثالي لتجديد النشاط والتخلص من ضغط العمل.
أخبرينا عن ميزات ومواصفات مجموعة SemSem لربيع وصيف 2019
أعتقد بأن أزياء هذا الموسم ستتيح أمام عاشقات العلامة فرصةً لاستكشاف الجانب المغامر من شخصيتهن، حيث تطرح ’سمسم‘ خيارات تمزج بين ألوان الشروق والغروب مع التدرجات الواضحة للأخضر، ضمن انسجام لوني بديع يعود بنا إلى وسط الصحراء الذهبية في مصر. بينما يشكل التناغم بين اللون الزمردي والأصفر البرتقالي والنيلي مع اللمسات الحمراء التي تميز العلامة مشهداً مثالياً يحمل معه نسمات الصيف الدافئة، إذ يتحول كل تفصيل في هذه التشكيلة إلى مصدر جديد للإضاءة، وتبدو رسومات النخيل المطبوعة ونقشة الفهد وكأنها مساحات ذهبية تشرق بضوء القمر.
بينما تشكّل الثنيات والشراريب المزركشة مع زخارف النخيل جزءاً من فضاء سحري بعيداً عن حدود المكان. وفي هذا الموسم تخيلنا في علامة ’سمسم‘ أن كل سيدة بإمكانها الهروب من الواقع إلى عالم خيالي ضمن مساحات خاصة من الواحات والأدغال الحالمة.
كما تبدو التأثيرات الواضحة لطبيعة الأدغال البرية في خط إنتاج العلامة الخاص بأزياء الفتيات، فلطالما تستوحي ’سمسم‘ ابتكاراتها للارتقاء بالفتاة صاحبة الشخصية القوية والحضور الواثق للاستمتاع بتشكيلة مذهلة من الأزياء البهيجة التي تنسجم مع إطلالة والدتها.
وفي خطوة تسعى للتعبير عن الجذور المصرية، تعاونت العلامة مع شركة "قطن" KOTN، وهي مؤسسة صغيرة ومكرّسة لدعم مزارعي القطن المصريين، ويظهر ذلك من خلال استعمال مواد قديمة في ابتكار قمصان تي شيرت.
إلى أي مدى تؤثر هويتك العربية والمصرية على تصاميمك؟
تعكس علامة ’سمسم‘ ارتباطها العميق بجذوري التراثية وتعبّر عن تأثّري بثقافة المجتمعات الشرقية والغربية التي عشت فيها. لذلك أجد في تشكيلات الأزياء التي أقدمها بعداً عالمياً بدأ مساره انطلاقاً من تجاربي الخاصة في التنقّل بين أماكن مختلفة حول العالم، وحمل محبتي الخالصة لثقافتي العربية المتأصّلة. فالتصاميم التي أبتكرها تصوّر القيم الجمالية لحضارة الشرق الأوسط وحوض المتوسط، وترسم لمسات معمارية أنيقة، وخيارات عصرية غنية بالتفاصيل المعبّرة عن ملامح كل منطقة.
أخبرينا عن مشاريعك المستقبلية
لطالما شكّل ابتكار الأزياء الخاصة بكل موسم جديد تحديّاً مشوّقاً بالنسبة لي. ومن الرائع دائماً البحث عن منظمات جديدة للعمل معها على إطلاق تشكيلات مبتكرة تهدف إلى الارتقاء بمستوى حياة المرأة والطفل على حدّ سواء.
موضة، تصاميم، أزياء، ستايل، ملابس العيد