المصمم ربيع كيروز لـ "هي": المصمّم الناجح يجب أن يكون ريادياً وحالماً
لطالما سحرتنا قطع المصمم البناني – الفرنسي ربيع كيروز بتصاميمها العصرية المميزة والملفتة. فبعد مرور 20 عاماً على إطلاق علامته التجارية في بيروت، و10 أعوام على افتتاح فرع آخر لها في باريس، يخبرنا ربيع كيروز عن مشواره في عالم الأزياء في مقابلة خاصة له مع مجلة "هي".
- متى اكتشفت شغفك بالموضة والأزياء؟
منذ صغري وأنا مولع بالموضة، لدرجة أنّنيكنت أصبّ معظم تركيزي على الأزياء التي يرتديها الممثلون والممثلات عند مشاهدتي الأفلام. ولطالما أحببت الثياب الجميلة. فمنذ أن كنت في 18 من عمري، أدركت أنني أمتلك شغفاً كبيراً لتصميم الأزياء.
- ما هي الصعوبات التي واجهتك أثناء سعيك لتحقيق حلمك بدخول عالم الموضة؟
لم أواجه صعوبات بالمعنى الحقيقي للكلمة، لكنني لاحظت بعد مدّة أن مجال الموضة، على الرغم من أنه مجال مسلٍّ جدًا، إلا أنّه ليس سهلًا أبدًا وعلى المصمم أن يعمل جاهداً ليبرز فيه؛ فمع الوقت يصبح هذا المجال أكثر تعقيدًا. ومصمّم الأزياء الناجح يجب أن يجمع بين مزايا وشخصيات متعدّدة، إذ عليه أن يكون رياديًا ورجل أعمال ومصممًا وحالمًا، ولا بد له من أن يتنقل خلال اليوم بين هذه الشخصيات المختلفة ليتمكّن من النجاح.
- هل أنت راضٍ عمّا حقّقته لغاية الآن وما هو هدفك الأسمى؟
لا شكّ أنني سعيد وممتن لقيامي بعمل أحبه وأنا كذلك راضٍ عمّا حققته حتى الآن، ولكن هذا لا يمنع أبدًا من أنّني أطمح إلى تحقيق المزيد من الأحلام والأهداف.
- ما هي القصص التي تحاول أن ترويها من خلال تصاميمك؟
أنا لا أسعى لأن أروي قصصًا معيّنة، فأنا أحاول فقط أن أكون على طبيعتي لأقصى الحدود، وأن أعكس هويتي وقناعاتي وما أحب من خلال تصاميمي. فعلى المصمم أن يتحلّى بالثقة، وألّا يتأثّر بما يقوله الآخرون وما تمليه عليه آخر صيحات الموضة. وهذا أمر طبيعي وأساسي حين تحاول أن تروي قصّتك الخاصّة.
- كيف تعكس تصاميمُك خلفيتَك الثقافية والفكرية؟
كما ذكرت سابقًا، عندما تكون صادقًا مع نفسك ومتصالحًا مع شخصيّتك، كل ما يتعلّق بخلفيتك سينعكس في تصاميمك؛ انطلاقًا من هويتك وعائلتك والبلد الذي ولدت وترعرعت فيه ومدرستك وأصدقائك والناس المحيطين بك الذين يلهمونك ويؤثرون بك.
- ما مدى أهمية اختيارك لموقع ورشة العمل الخاص بك وهل لهذا الموقع تأثير على تصاميمك؟
أحب العمل في الأماكن التي تلهمني وعندما أقول إلهام، أنا لا أقصد فقط ديكور المكان وتاريخه، بل كيف يتفاعل المكان مع ما يحيط به من إضاءة ومساحة وهواء وطبيعة. فأنا لا أستطيع العمل أو حتى العيش في الأماكن الضيقة والمزدحمة والمظلمة، بل أحب الأماكن المفتوحة والمضاءة وأشعر بأنني محظوظ لإيجادي أماكن كهذه للعمل فيها.
- كيف تعكس تصاميمك شخصية المرأة العربية؟
أحب القطع الشرقية بأحجامها وثنياتها، وأحب كذلك الإحساس الشرقي بشكل عام. ولكنني لا أستلهم تصاميمي من امرأة معيّنة. فأنا أستقي إلهامي من النساء بشكل عام ومن المرأة التي تحب السفر بشكل خاص. فقد تكون امرأة عربية ترغب بالسفر والعيش في بلد آخر أو قارّة أخرى، وقد تكون امرأة أوروبية أو أميركية ترغب بالعيش في منطقتنا العربية؛ وهذا المزيج هو ما يميّز تصاميمي عادةً. لكن ما هو مؤكّد أن تصاميمي تعكس الرفاهية والأناقة وهما صفتان أساسيتان للمرأة العربية.
- من هي الشخصية البارزة التي تود أن تصمم لها زيًا خاصًا بها ولماذا؟
أحب المرأة ذات الشخصية القوية، القادرة على التعبير عن آرائها من دون تردّد، فقد تكون كاتبة أو صحافية أو فنانة أو صاحبة معرض فني أو حتى فرد من العائلة المالكة. ولكنني لا أحب بتاتًا الفتيات اللواتي يلعبن دور الدمى الخزفية المزيّفة. فأنا أحب المرأة الفعّالة النابضة بالحياة التي تسعى إلى التأثير بمجتمعها. ودوري هو أن أدعمها وأشجعها من خلال تصاميمي من دون أن أُدخل على أزيائي عناصر تعيق اندفاعها.
- تحتفي اليوم بمرور عشرين عامًا على إطلاق علامتك التجارية. ما الذي تغير خلال كل تلك الأعوام؟
لقد نضجت، هذا ما تغيّر. أنا أعيش عملية تعلّم مستمرّة، فعندما ألتقي بزبونة جديدة لأول مرّة، لا شك بأنني أتعلّم منها شيئًا جديدًا لأنها بالطبع ملهمة ولديها ما تخبرني به وتعبّر عنه. وكذلك أثناء قيامي بعملي، عندما ألتقي بخياطين وخياطات، يقومون بتعليمي أمور جديدة أحملها معي وأطور بها عملي. وهذه ميزة رائعة في مجالنا، إذ تمنحه حركة دائمة وتمنع عنه الملل والركود. فأنا لن أتوقف يومًا عن التعلّم و ولن أصل لمرحلة لأكتفي بها عن الاكتشاف والاستفادة، لأن ذلك يعني موت علامتي التجارية.
- ما الفرق بين تجربتك بالتصميم في بيروت وتجربتك بالتصميم في باريس؟
بالدرجة الأولى، تختلف النساء بشكل ملحوظ في كل من بيروت وباريس. أضف إلى ذلك أن الطقس مختلف بين المدينتين. فأنا لا أستطيع أن أصمم معاطف سميكة من الكشمير في بيروت، بل ستكون تصاميمي أكثر خفة من حيث الأسلوب والحركة. أمّا في باريس، فستكون تصاميمي أكثر هيكلية وذات طابع شتوي. وحتّى إن قمت بتخيّل المرأة نفسها وهي تتنقّل بين بيروت وباريس، ستكون أزياؤها مختلفة بين المدينتين، وهذا المزيج بالتحديد وهو ما جعلني ما أنا عليه اليوم.