إلهام خريفي متدفق لقطع أزياء وإكسسوارات يمكنك استعارتها من خزانة زوجك
"تصميم ملامح الذكورة" Fashioning Masculinities هو عنوان المعرض الذي تدعمه دار "غوتشي" في متحف "فيكتوريا أند ألبرت" اللندني، ويفتح أبوابه حتى الأسبوع الأول من نوفمبر. ولموسم خريف وشتاء 2022، كانت الكثير من العروض غير محددة الجنس، مثل عرض مجموعة "غوتشي" وغيرها من الدور العالمية.
مرارا وتكرارا، رأينا علامات أزياء عديدة تقول إن ما تقدّمه يلائم الجنسين، وصارت هذه الصفة تصريحا رائجا تستخدمه شركات كثيرة كحل شامل للشمولية والتنوع في قطاع الأزياء. قد تبدو فكرة ارتباط قطعة أزياء معينة بجنس محدد مفهوما عفا عليه الزمن، خصوصا لأنها نبعت من الصور النمطية التي شاعت في الماضي. اليوم، هناك قطع من الخزانة الأنثوية أعتقد أنها تبدو جميلة في إطلالة الرجل، والعكس صحيح.
يعود مصطلح unisex أي "للجنسين" إلى ستينيات القرن العشرين التي شهدت على أكبر تحوّل ثقافي في صفوف الجيل الشاب. سمح وقتها مشهد الموضة الباريسي بانتشار موجة أذواق جديدة داخل المجتمع، وتبلورت هذه الأفكار والمفاهيم الجديدة على أيدي مصممين صاعدين أرادوا تدمير نموذج الأزياء المحدد المنقسم بين ذكوري وأنثوي، ومنهم "أندريه كوريج" و"باكو رابان". هكذا ولدت فكرة "للجنسين"، دامجة أدوار الجنسين النمطية في مفهوم واحد.
تغيرت طريقة تنسيقنا للملابس بشكل هائل بعد الجائحة الأخيرة، فشقت الملابس الرياضية مثلا طريقها إلى لحظات تأنقنا اليومي. وتركز الخزانة الرجالية عموما على الانتباه إلى التفاصيل، وعلى الفخامة بدلا من الموضة السريعة، وهو الأمر الذي صار جزءا من مسؤوليتنا تجاه الكوكب في زمن لم يعد مقبولا فيه غض النظر عن موضوع الاستدامة البيئية. يمكننا أن نتعلم الكثير من خزانة الرجال، مثل البذلات، والأنسجة الفخمة، والخياطة حسب الطلب التي ليست حكرا على الهوت كوتور. وفي الواقع، إن ارتداء القطع التي تبدو عابرة للزمن بأناقتها كانت دائما مفهوما رجاليا في عالم الموضة. غير أن الرجال بدورهم يتعلمون من إطلالات النساء، ويستقون منها نزعات مثل التجرؤ على تجريب الجديد، والتخلي قليلا عن التمسك الصارم بكل ما هو كلاسيكي.
ليس غريبا أن نلقي نظرة على الأقسام الرجالية في متاجر دور الأزياء. وحين كان "هادي سليمان" مديرا إبداعيا لأزياء "ديور" الرجالية، كنّا ننتظر كل جديد يقدّمه، وهو الأمر الذي لم يتغير تحت إشراف المدير الإبداعي “كيم جونز”. في الواقع، إن التعاون بين أزياء “ديور” الرجالية وشركة “بركنستوك” لخريف 2022 أثمر قطعا شقت طريقها إلى سلال التسوق النسائية والرجالية على حد سواء.
"كيم جونز" الذي عرفناه دوما مصمم أزياء رجالية، عيّن في سبتمبر 2020 مديرا إبداعيا لدار "فندي"، ولدى إعلان الخبر بدت الخطوة غريبة، خصوصا أنه بعد وفاة "كارل لاغرفيلد"، اتجهت "فندي" إلى الإطلالات البناتية والطبعات الأنثوية والألوان السكرية. ولعل مجموعة شتاء 2022 هي المجموعة التي ظهر فيها نهج "كيم جونز" بأقوى شكل، حين تلاعب بالبذلات المتقنة الخياطة وانسيابية القطع الناعمة.
وحين رأت المصممة "ميوتشا برادا" أن دار "برادا" تتجه كثيرا نحو عالم الكوتور الصارم، فكرت في كيفية جذب جيل الشباب، فاستعانت بالمصمم "راف سيمونز"، ليساعدها في رسم اتجاه جديد. وعادت العلامة اليوم إلى محاكاة أذواق الجيل الجديد مع مزيج من العناصر الذكورية والأنثوية.
أما نحن، فنعتقد أن طريقة تنسيق الأزياء الجديدة التي تعتبر نقطة لقاء وتقاطع ستبقى لفترة طويلة.
جينز "بويفريند"
جينز "بويفريند" هو سروال مترهل من الدنيم بقصة واسعة عند الفخذين والخصر، والمقصود منه هو أن تبدو من ترتديه كأنها استعارته من خزانة صديقها. يمكن إيجاد سراويل الجينز المعروفة باسم "بويفريند" في قصات عالية الخصر، لكنها تقليديا تبدأ من نقطة منخفضة على الخصر للحصول على قصة فضفاضة.
أطلقت دار "شانيل" CHANEL ساعة "بروميير بوي" Première Boy عام 2015 مع جمالية ذكورية، في حوار جميل مع هوية علامة تقدّم الملابس النسائية فقط. ويسمح لك موقع “شانيل” الإلكتروني الآن بالتلاعب بتصميم ساعة "بروميير بوي"، وتخصيصه عبر اختيار الحجم والهيكل والسوار.
انتظرنا نتائج تعاون "ديور" و"بركنستوك" Dior x Birkenstock على أحر من الجمر، بعد أن رأينا ثماره للمرة الأولى في يناير ضمن مجموعة "ديور" الرجالية لموسم خريف وشتاء 2022. نجح تعاون الدار الفرنسية مع شركة “بركنستوك” في إدخال لمستي جرأة وقساوة إلى عالم الأزياء الرجالية التقليدية، عبر تحويل حذاء "طوكيو" Tokio المفتوح الخلف وصندل "ميلانو" Milano إلى قطع أنيقة تنبع فخامتها من الصوف المترف المتلبد التأثير وجلد العجل، والمشابك التي صارت توقيعا للمصمم "ماثيو م. ويليامز"، والنعل الخارجي الذي صمم خصيصا لهذا التعاون.