EAST MEETS WEST... لقاء الشرق والغرب
حين نفكّر في الموضة، تتبادر إلى أذهاننا فورا عواصم الموضة العالمية الأربع.
لكن ماذا عن لبنان؟ والمغرب؟
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مركز للإبداع والتصميم، يحمل في تاريخه آلاف السنين من الخبرة في صنع الأنسجة وتجارتها. لذلك، أجد أن تأخّر العالم الغربي في الاعتراف بعلامات الأزياء العربية الصاعدة، أمر مؤسف، خصوصا في ظل ظهور عدد متزايد من المواهب الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
حين تصطدم ثقافتان مختلفتان، تكون النتيجة انصهارا جميلا بين الأشكال والألوان والمواد والزخرفات. ينجح المصممون الإقليميون اليوم في نسج خيوط هذا المزيج الذي يلقى إعجاب الجميع، وسنحتفل هذا الشهر بالمواهب التي تجمع هذه العناصر وتدمجها.
"إيلي صعب" و" جورج حبيقة" و" زهير مراد" هم روّاد فن تصميم الأزياء في لبنان، بفضل إتقانهم إطلالات السجادة الحمراء وابتكاراتهم النابضة بأروع فخامة وبسحر راقٍ لا مثيل له. وبالنسبة إلى الجيل الأصغر، تكرّم "أروى البنوي" إرثها السعودي بمقاربة منعشة تجدد فيها تصاميم أزياء الشارع؛ فيما تمزج علامة "بوقصة" التي تتخذ من دبي مقرا لها، أحدث صيحات الموضة لابتكار ملابس محتشمة ورصينة في قصات معاصرة. في كل ما يبتكره الثنائي الإبداعي خلف علامة الملابس الخارجية "أتلييه حكايات" ، لمسة متألقة تسلط الضوء على حكايات مستوحاة من ثقافتهما.
فن التطريز الفلسطيني المبني على تقنية القطبة المتصالبة ظهر للمرة الأولى قبل أكثر من ٣٠٠٠ سنة، ويعتبر أحد أشهر الرموز الفلسطينية وجزءا لا يتجزّأ من الثقافة والإرث والهوية الفلسطينية. تستعمل المصممة "ميرا عدنان" هذا الفن الحرفي التاريخي رمزا لنضال الحرية، وهو من أكثر الرموز المؤثرة والملهمة على الإطلاق التي رأيتها في عالم الموضة.
من خلال تصاميمهم الفاخرة، يعبّر هؤلاء المصممون عن رسالة حرّية باطنية، ويمزجون القيم الشرق أوسطية بالمعايير المعاصرة التي تلتزم بها موضة الغرب، والنتيجة تحف فنّية قابلة للارتداء. وبالنظر إلى التباين بين الكلاسيكيات التقليدية والاتجاهات الجديدة، يحيي المصممون العرب إرث الشرق الأوسط، كلّ بلمساته الشخصية الحديثة.
المصممون الصاعدون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يصنعون أكثر بكثير من مجرد ملابس. بعضهم يدلي بتصاريح سياسية، والبعض الآخر يغيّر الطريقة التي نستهلك فيها الأزياء، لكن الجميع يعبّر عن تراثه الإبداعي ويخبر قصصه للعالم. وبرأيي، إنهم يستحقون التقدير الدولي نفسه الذي يلقاه نظراؤهم الأوروبيون بدلا من حصرهم بالقنوات المحلية والإقليمية فقط.
قد تكون بعض هذه المواهب غير معروفة نسبيا اليوم، ولكن ذلك لن يطول.
السترة THE JACKET
من القصات الصندوقية القصيرة إلى القصات الطويلة الأنيقة، تبقى السترة التغطية المثالية لأي إطلالة من النهار إلى المساء.
ابحثي عن تفاصيل زخرفية مثل المخرمات أو الترترة المسائية في مجموعة "إيلي صعب"، أو اختاري الطبعات اللافتة للنظر من "أباديا" والقادرة على الارتقاء بإطلالة النهار. القصات الماكسي خيار جيّد لإضفاء الطول والأناقة على الإطلالة المسائية، فتشكّل هذه السترات تغطية فورية أو طبقة إضافية تحمل بعدا آخر.
أقمشة مطرّزة EMBROIDERED
الحرف التقليدية مثل التطريز اليدوي محبوبة للغاية في ثقافتنا العربية، ونراها اليوم في ألوان وزخرفات ترتقي بالقطع إلى مستوى آخر.
أشكال الأزهار المطرّزة أضفت أنوثة راقية على مجموعة "رامي العلي" ، فيما حملت تفاصيل الحبال لمسة جريئة وحديثة إلى تنورة بسيطة لدى "بوقصة" . لفتتنا في مجموعة "إيلي صعب" رسوم الحدائق المتفتحة بمنتهى الرقّة والنعومة فوق فستان ماكسي قطني ذكّرنا بصيحة "أناقة البراري".
طبعات PRINTS
تتناثر نقوش مثالية لفصل الصيف فوق المجموعات الجديدة، لتحضّرنا فورا للموسم الحارّ.
من رسوم الأزهار الضخمة المموهة والعابقة بعبير عصري جميل، إلى الخطوط الغرافيكية التجريدية النابضة بالرقيّ كما رأينا لدى "بوقصة" ، لا تتبع النقوش المتوفرة صيحة معيّنة بالضرورة، لكنها تنسجم مع مقاربة كل مصمم ومع الاتّجاه الموسمي العامّ.
اختاري ألوانا زاهية لإطلالات صيفية فاخرة، وأبقي ثنائي الأبيض والأسود للأشهر الربيعية.
أبيض ناصع PURE WHITE
بجماليته المنعشة والنقية، يشرق اللون الأبيض في أجواء الأشهر الصيفية الدافئة، ويبقى بكل بساطة بديهي الأناقة في الموسم الجديد.
لدى "ميزون ربيع كيروز" ، تطايرت القصات الضخمة بخفّتها الهوائية الملائمة لمن تبحث عن تنسيق سهل لإطلالاتها. وحملت الخامات والملامس الجميلة لمسة مشوّقة ومختلفة إلى هذه الدرجة التي لا تعتبر لونا حقيقيا. السترات المسترخية لدى "أباديا" و" بوقصة" جذابة ومفعمة بمزاج نقي ومهدئ ينعّم البذلات العصرية.
تألق ساحر GLAMOUR
طبقات الأقمشة الشفافة تضفي الدراما، فيما تنثر حبات الترترة ورشّات البريق جرعة سحر متألق، حتى تمنحنا المزيج المثالي لإطلالة مسائية مميزة ولافتة. فقامت الفساتين الطويلة اللائقة بحفلات الأوسكار، والسترات الطويلة المزخرفة، والقطع المنفصلة المتلألئة بدفع السحر والغموض العربيين إلى مقدّمة كل صيحات الموضة.
قطعتان TWO PIECE
نجد في التصميم المؤلف من قطعتين متناسقتين مقاربة مبسّطة وسهلة للإطلالات النهارية العصرية.
القصات الناعمة تنبض برقيّ يعيدنا بالذاكرة إلى صيحة البيجاما التي راجت قبل عدة مواسم. ويتزين سروال ذو قصة متسعة تدريجيا من "مدية الشرقي" بطبعات مغشاة ذات تأثير الصباغة بتقنية القماش المربوط، فبدا في منتهى الجمال؛ في حين أن التصميم المزخرف بالأزهار من "أروى البنوي" يعكس مرحا حيويا.
والمكافأة التي نفوز بها مع هذه الصيحة هي قابلية مزج قطعها وتنسيقها مع قطع أخرى موجودة في خزانتك من قبل.