Wrap dress... أبرز رموز الموضة المتحررة
إعداد: VALENTINA MARIANI
تصوّره كان طبيعيا وعفويا. بسرعة، دخل إلى خزانة عصره دخولا صامتا ومهيمنا في الوقت نفسه. وفي وقت قصير جدا، تفجّر رواج الفستان الملفوف، فصار أحد أبرز رموز الموضة المتحررة.
نجاحه أتى عام 1974، حين انتقلت المصممة البلجيكية "ديان فون فورستنبرغ" التي كانت بعمر 26 سنة فقط، إلى الولايات المتحدة، حيث أطلقت "الفستان الملفوف" WRAP DRESS في السوق الأمريكية، وهو فستان من قماش الجرسيه يلتصق بمنحنيات الجسم، ويلتف حوله كباقة زهور. "فون فورستنبرغ" تخيّلت هذه القطعة فستانا مريحا من دون سحابات أو أزرار، وحوّلت تصوّرها إلى رمز للحرّية والأنوثة والاستقلالية. على غرار ثوب الكيمونو، يلتف هذا التصميم ليلتقي نصفاه عند الجهة الأمامية، فيُربط على الخصر، حيث يتم شدّه بحزام يبقى ثابتا على جانب واحد، ويدخل في عروة على الجانب المقابل، حتى يظل خط العنق مرتفعا. وبفضل تعددية استعماله وإمكانية ارتدائه في النهار وفي المساء بآلاف الطرق التي تتماشى مع مختلف الإطلالات والإكسسوارات، فاز هذا التصميم الاستراتيجي بقلوب ملايين النساء. وصار هذا الفستان الذي وصفه خبراء الموضة بالمتعدد الاستعمالات والانتقائي، فستانا نسويّ الروح وعلامة على التحرر والأناقة.
استثمرت "ديان فون فورستنبرغ" مبلغ 30 ألف دولار أمريكي في مجموعتها، وابتكرت خط ملابس نسائية تكوّنت من فساتين مطبّعة. وأعادت بذلك تحديد إطلالة جيل بأكمله كان آنذاك يعتبر السروال هو الزي الوحيد للمرأة المتحررة. نفاده الفوري من الأسواق وضع المصممة الشابة على رأس قائمة مبدعي قطاع الأزياء، وقد نجح هذا الفستان الملائم لكل أنواع الأجسام في جعل كل امرأة تشعر بأنها أنيقة ومستعدّة لأي مناسبة. في السبعينيات والثمانينيات، صار الفستان الملفوف أحد رموز تحرر الجسم، وأحبّت المرأة المستقلة والقوية والجذابة ارتداءه، لأنه تصميم مجرّد من أي قيود.
نجاح الفستان وجد بعدا عالميا أيضا بفضل محررة الموضة "ديانا فريلاند" التي صوّرت بعض تصاميم "فون فورستنبرغ" لمجلة "فوغ" بنسختها الأمريكية. بعدئذ، باعت "ديان فون فورستنبرغ" مليون قطعة خلال سنتين، وظهرت على غلاف مجلة "نيوزويك" التي لقّبتها بامرأة الموضة الأقوى في العالم كلّه. جاذبية الفستان الملفوف كانت مغناطيسية، واستمر في التحليق صعودا. ومع مرور السنين، ظهر في نسخ طويلة وقصيرة، وخفيفة وثقيلة، ومطبّعة وأحادية اللون، فرسّخ قدرته على التكيف مع كل الإطلالات وكل المناسبات.
على مر العقود، ارتدت نجمات كثيرات تصاميم أيقونية حملت توقيع "ديان فون فورستنبرغ". رأينا "سيبيل شيبيرد" ترتديه في فيلم "سائق التاكسي" للمخرج "مارتن سكورسيزي" في 1976، وقد اعتمدت فستانا مربوط الخصر ومطبعا بنقشة هندسية في إطلالة جذابة وعفوية الأناقة ألهمت بها نساء كثيرات في السبعينيات. في 2006، ارتدت الممثلة "كيت هادسون" فستانا ملفوفا طويلا للعرض الأول من فيلم "أنت وأنا ودوبري"، وأطلّت في هذا التصميم الشقيقتان "ماري-كيت" و"أشلي أولسن" لحفل "ميت غالا" في عام 2008 حين كان موضوع الحفل "الأبطال الخارقين". اختارت "ميشيل أوباما" في 2010 أحد تصاميم "فون فورستنبرغ" لأول صورة رسمية لها لبطاقة مناسبات نهاية العام، وصار الفستان الملفوف بفضل طوله المحتشم وكمَّيه المجمّلَين للقامة، أحد التصاميم المفضّلة لدى السيدة الأولى. وصار الفستان العصري مفتاح إطلالة الممثلة "إيمي آدامز" في دور "سيدني بوسر" لفيلم "احتيال أمريكي" (2013)، وكان فستانا أخضر مطبعا بنقشة الأغصان التي كانت من أشهر الزخرفات النمطية التي طبعت فساتين "فون فورستنبرغ" في السبعينيات.
اليوم، لم يعد الفستان الملفوف مجرّد قطعة أزياء نتباهى بها بكل فخر ونلبسها بطرق عديدة، بل هو لباس يدرسه طلّاب كلّيات الأزياء وبطل معارض ومتاحف كثيرة. وبمناسبة عيده الأربعين، أطلقت "ديان فون فورستنبرغ" مجموعة فساتين مصغّرة لموسم ربيع وصيف 2015 فيها تسعة موديلات تاريخية مزينة بسبع نقشات مأخوذة من الأرشيف.
بجماله الأيقوني والعابر للزمن، صار الفستان الملفوف قطعة أساسية في مجموعات الكثير من دور الأزياء مثل "فالنتينو" و"فرساتشي"، وما زال حتى اليوم تصميما يجعل كل امرأة أنيقة وواثقة بإطلالتها.