100 براند سعودي: تقدّمٌ لامحدود لمبادرة هي الأولى من نوعها
إعداد: NORA ALBESHER
يوما بعد يوم، يثبت هذا البرنامج الجماعي قدرته الخارقة على تخطّي الحدود في سعيه إلى توسيع نطاقه، وإزالة الحواجز، وتعزيز الجانب العالمي للمصمّمين والعلامات التجارية المشاركة. أطلقت هيئة الأزياء برنامج "100 براند سعودي" للمرّة الأولى في عام 2021، بهدف دعم علامات الأزياء وصقلها وتمكينها ورعايتها لتحقّق إمكاناتها الكاملة، وتصل ليس فقط إلى المستوى الأعلى، بل إلى ما بعده.
يسعى البرنامج إلى إرشاد مصمّمي الأزياء السعوديّين، وتوفير الفرص لعرض أعمالهم، وذلك من خلال برامج تدريبية وتوجيهية متخصّصة وصارمة لمدة عام كامل بقيادة أبرز خبراء صناعة الأزياء الدولية.
على مدار السنة، يستفيد المصممون المشاركون من جلسات إرشاد فرديّ، ويشاركون في ورش عمل تثقيفية حول جوانب تجارية شاملة، بما في ذلك التصميم، والابتكار، والتسويق، واستراتيجيات المبيعات.
ويعني التدريب والتعليم المشار إليهما سابقا اللقاء بأسماء عالمية مرموقة، من مجموعات مثل "مويه هنسي لويس فويتون" و"كيرينغ" و"فالنتينو" إلى شركات مثل "شانيل ليمتد" و"كالفن كلاين" و"توم فورد"، فضلا عن "بولغري" و"سواروفسكي" في مجال المجوهرات الفاخرة. وإلى جانب أفضل الخبرات، يستفيد البرنامج أيضا من القدرات التعليمية الهائلة لبعض أبرز المؤسسات في العالم، مثل كلّية "سنترال سينت مارتينز "، وكلية "بارسونز" للتصميم.
آتت مبادرة "100 براند سعودي" ثمارها في ديسمبر 2021، حين أقيم معرضها الأوّل في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية. المعرض الأول ألقى الضوء على ثمانية مجالات مختارة بعناية، من الأزياء الجاهزة إلى الموضة المحتشمة، مرورا بالتصوّر، الموضة المفاهيمية والتصاميم الأولية، والديمي-كوتور، وصولا إلى أزياء العروس، والحقائب، والمجوهرات.
يقـــول "بــــوراك شـــاكمـــــاك"، الرئيـــــس التــنـــفيـــــذي لهيئة الأزياء: "من خلال برامج مثل "100 براند سعودي"، نتطلّع بكل ثقة إلى وصول المصممين السعوديين إلى مكانتهم المرموقة المستحقة على الصعيد العالمي".
وقبل صعود المسرح العالمي، كما ذكر الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء وحصل بعد فترة قصيرة، هدف هذا المعرض إلى تعزيز الجذور التراثية، ومراعاة الجوانب الثقافية من خلال تصاميم عُرضت محليّا، للنظر إليها عن كثب.
كما أنّه يغوص أبعد من تقوية قطاع الموضة وإثرائه إبداعيا في المملكة، ليصل إلى توسيع آفاق هذا القطاع من خلال إبراز المواهب الموجودة، وتصدير المنتجات الفاخرة التي صمّمها مبدعون سعوديّون إلى العالم. فيسهم بالتالي في صقل الثقافة والاقتصاد.
أثارت مبادرة "100 براند سعودي" ضجّة كبيرة في عالم الموضة بعد أن لاقت نجاحا بارزا وصدى إيجابيّا، حين سافر المعرض إلى نيويورك، إحدى عواصم الموضة العالمية الأربع، حيث كان له وقع كبير. وذلك بعد سبعة أشهر فقط على إطلاق البرنامج في الرياض، واحتلاله العناوين الأولى في المنطقة كلها.
أقيم معرض "100 براند سعودي" من 26 يوليو إلى 7 أغسطس 2022، في مبنى "آيرون 23" في منطقة مانهاتن. برعاية الأميرة ريما بنت بندر آل سعود، افتتحت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية المعرض بإلقاء خطاب ذي معاني عميقة: "الإبداع لا يولد في بلد واحد. الثقافة غير معرّفة بحدود. وما أنتم على وشك رؤيته هو رمز لا علاقة له بالسياسة، ولا علاقة له بالحكومات، ولكن له علاقة بالروح البشرية".
وأكملت قائلة: "سأخبركم أن المجموعات التي ترونها هنا مستوحاة من شبه الجزيرة العربية، لكنها صُنعت للعالم. هذا هو السحر الذي نثرته هيئة الأزياء السعودية من خلال إحضار المجموعات إلى نيويورك، قلب عالم الموضة".
ولكونه معرضا يجوب العالم، حطّ طبيعيا رحاله في موقعه التالي: ميلانو. هناك تعاونت هيئة الأزياء السعودية مع "وايت ميلانو" WHITE MILANO التي تقيم معرض "إكسبو وايت"EXPOWHITE ، من أجل تنظيم فعالية يقدّم من خلالها المصمّمون مجموعاتهم لربيع 2023. وأقيم معرض البيع الدولي خلال أسبوع الموضة في ميلانو، من 22 إلى 25 سبتمبر.
عُرضت أزياء تجسّد حرفية المصممين السعوديين وموهبتهم، وتركّز على دمج الحداثة والرؤية الإبداعية بالتراث والثقافة، أو تحكي بكل بساطة قصّة أرض أسلافهم. وقد صدر عن المعرض المتنقّل تجربة بيع نجومية بالتجزئة هذا العام.
التزاما باغتنام الفعاليات الاستراتيجية المخصّصة للعرض ونقاط البيع، والتي تضمن تعريف المصمّم إلى العميل بفضل هيكلها التنظيمي، أطلق معرض "100 براند سعودي" متجر "بوب-أب" مؤقتا مخصّصا لشهر رمضان، يعرض تصاميم أكثر من 170 مصمّما وعلامة أزياء من المملكة العربية السعودية. تجربة التسوّق المؤقتة استمرّت من 5 إلى 8 أبريل خلال شهر رمضان الفضيل، وقدّم المصمّمون من خلالها مجموعاتهم لرمضان والعيد، بما يتلاءم مع رزنامة الموضة في أرجاء المنطقة.
هي خطوة ذكية وحكيمة من الناحية التجارية لترجيح كفّة الميزان لمصلحتهم، في ظل تقديم أبرز العلامات الفاخرة العالمية مثل "ديور"، و"إيترو" و"غــــوتشي" في السنـــوات الأخيرة مجـــــــموعـــــــــــات كبسولية خاصة بالشرق الأوسط بمناسبة حلول رمضان. المجموعات المتكيفة مع العادات الرمضانية تستمد إلهامها من الملابس التقليدية والمريحة التي نلبسها في الشهر المبارك من حيث الأسلوب والألوان والقصّات، من دون التركيز بشدّة على ارتباطها بها.
إنّ المصمّمين الإقليميين الذين يملكون وجهة نظر مباشرة ونظرة المصمّم والموهبة اللازمة للتنفيذ، هم منافسون أساسيون يتمتّعون بالمعرفة العميقة التي تخوّلهم تقديم تفسير دقيق للأزياء التقليدية. وهو ما سيجذب العملاء إلى مجموعاتهم بشكل طبيعي بفضل تصاميمهم المبتكرة والفريدة، بدلا من البحث عن اسم علامة مشهورة على ملصق الملابس.
ضمّ المتجر المؤقّت أعمال مجموعة واسعة من المصمّمين من مجالات فاخرة مختلفة: الأزياء الجاهزة، والموضة المحتشمة، والعباءات، والمجوهرات، والإكسسوارات.
عرضت المصمّمة "كوثر الهريش" من خلال علامتها التجارية "كاف باي كاف"، تشكيلة عباءات مزينة برسوم مستقاة من الزخارف التقليدية للسجّاد جرى طبعها والتلاعب بها في أحجام مختلفة وألوان جذابة على قصّات واضحة البنية ومجمّلة للقامة.
وأعادت المصمّمة "نورة آل شيخ" تجسيد مقاربتها العصرية للأزياء التقليدية من خلال تصاميم وقصّات أنثوية ساحرة.
كما عرضت المصمّمة "نور الظاهري" زخرفة رائعة بحبات الخرز جعلت تصاميمها خيارات مسائية مدهشة.
أمّا د. "خلود عرب" مؤسّـســـــة دار "مجوهــــــرات لودا"، فـقدّمت مجـــــموعة مجوهراتها المفعمة بالرقّة والأنوثة، والتي تستوحي تصاميمها غالبا من أشكال الأزهار المصوغة والمقولبة في ذهب بعيار 18 قيراطا وأحجار كريمة. هذه القطع النفيسة تستطيع أن ترتقي بكل إطلالة، مانحة إياها أناقة خالدة تومض بهالة من التميز والرقي.