الفرق الملحوظ بين إعادة ابتكار قطعة ملابس أثرية ذات أهمية تاريخية وإخراج الأصلية لليلة واحدة
في المهرجان المعروف ببريقه ومرادفته للسحر والأزياء الراقية التي تضيء سجادته الحمراء بومضات لا حصر لها من الكاميرات التي تلتقط الصور في وقت واحد، يأخذ مهرجان كان السينمائي دورته السنوية ال 76 هذا العام.
قدمت الممثلات والممثلون ونجوم صناعة الأفلام جنبا إلى جنب مع السفراء والمتعاونين لبعض العلامات الراقية إطلالات جميلة على السجاد الأحمر للتعبير عن شخصياتهم الفردية واللباس المبهرج الذي يتناسب مع مهرجان كان.
إطلالة ناتالي بورتمان تعيد إحياء "جونون" أجمل تصاميم ديور على الإطلاق
في اليوم الرابع من المهرجان، حضرت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار ناتالي بورتمان السجادة الحمراء لفيلم "ماي ديسمبر" خلال مهرجان كان السينمائي وأذهلت الحضور والاعلام تماما في ثوب ضخم لافت للنظر من تصميم كريستيان ديور.
أرسلت إطلالتها موجات من الصدمة والإعجاب والحاجة إلى تأكيد ما إذا كان الفستان هو التصميم الأصلي أم مجرد اعادة احياء.
يعد الفستان اللامع بدون حمالات الذي يتميز بتنورة ضخمة صدفية مع طبقات من الخرز الأزرق المزخرف أحد أبرز تصميمات كريستيان ديور في التاريخ ويعتبر أحد أجمل الفساتين على الإطلاق. يسمى "جونون" من خريف 1949 لمجموعة هوت كوتور "Milieu du Siecle".
Junon وهي كلمة فرنسية تعني "Juno".
جونو هي إلهة ميلاد رومانية قديمة، وما يعادلها هي الإلهة اليونانية "هيرا". يرتبط جونو وهيرا بالطاووس كيف يزداد ريشه في الحجم لأعلى وللخارج، جماله في ألوانه ومبهر في عرضه. الفستان عبارة عن صدرية رقيقة بدون حمالات مصنوعة من الحرير الباهت مع ظهر عميق وتنورته تحمل كل البريق والسحر، بتلات متلألئة من الترتر بألوان الطاووس وعمق اللون البرونزي إلى الأخضر ومن ثم الأزرق كلها مرقطة ومتناثرة على البتلات متفاوتة الحجم والمتداخلة.
ما ارتدته ناتالي بورتمان كان ببساطة اعادة احياء رائعة لـ "جونون".
النسخة الجديدة أصغر في الحجم والكثافة وتميزت بخرز وسطوع أقل في الألوان حيث تبدو أكثر زرقة من الأصل، وتتنوع بين درجات اللون الأخضر والأزرق.
يعد كل من "Junon" و "Venus" من خريف عام 1949 من أبرز إبداعات السيد ديور وتعتبر قطعا أثرية تاريخية تتطلب الحفظ والأمن الشديدين. عند زيارة معرض كريستيان ديور: مصمم الأحلام في باريس، كان كل من "جونون" و "فينوس" خارجين من العرض لمدى الهشاشة في حالة القماش، والهيكلة وقيمتهما المعنوية والتاريخية.
تم استبدالها بمقاييس المسرح الصغير، النسخة الأصغر من المقاس الطبيعي.
يكرم اعادة الاحياء إرث إبداع أرشيفي بهذا الحجم من الجمال والتاريخ دون المساس بسلامة القطعة الأثرية أو تعريضها لضرر من أي نوع.
حركة تظهر الاحترام والوعي من الدار والنجمة التي ترتديه. ناتالي بورتمان هي سفيرة دار ديور منذ فترة طويلة مما يجعل التكليف بإعادة إنشاء مثل هذا الفستان الأيقوني أمرا معقولا ومناسبا لمكانتها التي تحتلها في الدار الفرنسية العريقة.
إطلالة كيم كارداشيان بفستان مارلين مونرو تثير ضجة
هذه اللحظة على السجادة الحمراء لإعادة إحياء ثوب أرشيفي عتيق، ذهب بنا لإدراك مدى أهمية الحفاظ على القطع الأثرية التاريخية والحفاظ على سلامتها بدلا من تعريض الأصل للتلف.
نتذكر السيناريو المعاكس عندما تسببت كيم كارداشيان في ضجة وانقسام في عالم الموضة ووسائل التواصل الاجتماعي عندما ارتدت فستان مارلين مونرو الأصلي في حفل Met Gala لعام 2022 تحت عنوان: "في أمريكا: مختارات من الموضة" أطلق عليها اسم "السحر المذهب".
السبب في أنها واجهت الكثير من الانتقادات بسبب اختيارها وقرارها المتهور لإخراج مثل هذا الثوب المهم تاريخيا لليلة واحدة.
نبع جزء كبير من الانتقادات من نظامها الغذائي القاسي حيث اتهمت كارداشيان بإرسال رسالة ضارة حول اتباع نظام غذائي، بعد أن قالت إنها فقدت (7.3kg) في ثلاثة أسابيع لتتمكن من ارتداء الفستان الذي كانت ترتديه مارلين مونرو.
علقت كيم على نظامها الغذائي الصارم لمجلةVogue "لقد كان تحديا كبيرا ، كان مثل الدور. كنت مصممة على ملاءمته. لا أعتقد أنهم اعتقدوا أنني سأفعل ذلك، لكنني فعلت ذلك".
بغض النظر عن جهودها، ظل الفستان بالقياس الخاطئ بالنسبة لها ورفض ان يتم اغلاقه تماما من الخلف مما أدى إلى ارتداء نجمة الواقع شال فرو أبيض لتغطية الجزء السفلي من الظهر غير المغلق.
وبحسب ما ورد ارتدت كيم نسخة طبق الأصل بعد ظهورها على السجادة الحمراء للتتحرك بشكل مريح طوال الليل ولتجنب أي أضرار مما يجعلنا نتساءل، لماذا لم ترتدي نسخة طبق الأصل من الفستان منذ البداية وحافظت على هذه القطعة التاريخية ؟
الفستان عبارة عن فستان لامع بلون البشرة وضيق بطريقة تحتضن الجسد تماما، مزين بأكثر من 6000 كريستالة مخيطة يدويا.
يعد الفستان اللامع أحد أكثر إطلالات مونرو شهرة حيث غنت "عيد ميلاد سعيد سيدي الرئيس" للرئيس جون إف كينيدي في عام 1962.
الفستان الذي تم تصميمه منذ أكثر من 60 عاما من قبل مصمم هوليوود جان لويس، بمساعدة من مساعد جان لويس آنذاك ، بوب ماكي الذي رسم الفستان الذي تم إعارته إلى كارداشيان من قبل "ريبليز صدق أو لا تصدق!" المتحف الذي اشترى الفستان مقابل رقم قياسي قدره 4.8 مليون دولار في مزاد عام 2016.
علق مصمم الأزياء الأسطوري بوب ماكي على ارتداء كيم كارداشيان الفستان الذي تم سحبه من المتحف عندما سئل عن رأيه ومسار فكره.
"اعتقدت أنه كان خطأ كبيرا. كانت [مارلين] إلهة. إلهة مجنونة، لكنها إلهة. كانت رائعة. لا أحد يٌصور هكذا. وقد تم تصميم الفستان ذلك من أجلها ولها. لا ينبغي رؤية أي شخص آخر في هذا الفستان.
في الواقع، لم يكن الفستان مصمما لمونرو فحسب، بل تم صبغه ليتناسب مع لون بشرتها بالضبط وتم خياطته على جسدها قبل أدائها الشهير لأغنية "عيد ميلاد سعيد يا سيدي الرئيس في ماديسون سكوير جاردن." قال ماكي في حديث لـEntertainment Weekly.
لم تنته ليلة كيم كارداشيان من الاقتراض من خزانة مونرو بالفستان الشفاف المزين بالخرز ولكنها امتدت إلى إطلالة ما بعد الحفلة وصندوق جوائز مارلين.
حيث ارتدت فستان مارلين الأصلي لحفلة الغولدن غلوبز، 1962 الذي صممه نورمان نوريل. فستان أخضر مطرز بفتحة ظهر منخفضة.
وقامت بالتقاط صور وهي تحمل جائزة الغلودن غلوبز الاصلية التي فازت بها ماريلين والتي كانت جائزة هنريتا للفيلم العالمي المفضل.
المعارض التي تحمل قطعا تاريخية من الملابس والعناصر التي تعرضها هي وسيلة لنا في الحاضر والوقت الحالي لاكتشاف العقود والقرون الماضية في أشكالها المادية واحجامها الاصلية عن قرب.
إن العبث بالقطع الأثرية المتواجدة في المعارض للاستخدام الشخصي عندما يكون لديك الوسائل والرفاهية لإنشاء نسخة طبق الأصل يترك الخيار الجريء التي اختارته نجمة تلفزيون الواقع للسجادة الشهيرة ل Met Gala في عام 2022 خطوة تولد الاستنكار والاستفهام بما يخص مراعاة القيمة التاريخية لهذا الموروث الفني المتجسد في الازياء.