غموض يخيّم على أقدم دار أزياء فرنسية
في أبريل من عام 2023، المدير الإبداعي لدار الأزياء الفرنسية Lanvin برونو سياليلي غادر المنصب بعد أن كان على رأس القيادة منذ عام 2019 والذي يمثل عامه الرابع في الخدمة الابداعية للانفين.
وتزامن رحيله مع إعلان لانفين Lanvin عن إنشاء قسمين جديدين بجانب الأعمال الرئيسية للرجال والنساء في مجال الملابس الجاهزة: قسم السلع الجلدية والإكسسوارات مع فريق إبداعي متخصص، ومختبر لانفين Lanvin، وهو قسم جديد مخصص للمجموعات التعاونية.
وهذا يشكل تحولاً هيكليا في لونفان ، مع التركيز على السلع الجلدية والإكسسوارات والمشاريع التعاونية الخاصة في المستقبل.
برونو سياليلي الذي كان قبل منصبه في الدار العريق يصمم الملابس الرجالية في Loewe منذ عام 2016.
جلب Sialelli إحساسا بالتنوع في الانماط الجمالية، حيث قفز بين عقود واشتق عناصر تاريخية من حقب زمنية مختلفة لتصميم مجموعاته في Lanvin.
تعمق برونو أيضا في الأرشيف وفي عدة مناسبات أعاد تفسير الصورة الظلية الأيقونية لفستان Robe de style، وهو ابتكار يحتفل بإرث مؤسسة لانفين Lanvin.
يمكن تذكر الصورة الجميلة التي تسترجع تفاصيلها بسهولة حيث فَتحت اطلالة تمثلت كإعادة تفسير مباشر لتصميم جان لانفين Robe de style في مجموعة ربيع 2021 للملابس الجاهزة التي عُرضت في Yu Garden ، شنغهاي ، الصين.
The Robe de style هو فستان رومانسي ذو تنورة بهيكلة داخلية على شكل طوق، مستوحى في الأصل من الصور الظلية للقرن الثامن عشر ويعتبر بخطوطه صورة ظليه أساسية ومحورية.
كانت العلامة التجارية في طريقها الى الاستقرار بعد مرورها بوقت مضطرب بعد رحيل المدير الإبداعي لفترة طويلة ألبير إلباز في عام 2015.
كان الباز يشغل المنصب لمدة 14 عاما استثنائيين، مليئين بالبذخ والأناقة والمجوهرات المميزة التي حددت بجماليتها وبريقها هذا العقد من الزمن.
كافحت العلامة التجارية ماليا. وأدت الخسائر المتزايدة والبحث المستمر للمديرين الابداعيين إلى ترك العلامة على حافة الإفلاس، قبل أن تشتري مجموعة فوسون الصينية العلامة التجارية في عام 2018 وأنشأت مجموعة فاخرة جديدة “مجموعة لانفين Lanvin".
في العنوان أَذكر جُملة "أقدم دار أزياء فرنسية" دعونا نلقي نظرة على تاريخ لانفين Lanvin.
كان لدى جان لانفين Jeanne Lanvin، مؤسسة أقدم دار أزياء باريسية لا تزال تعمل حتى اليوم، واحدة من أكثر القصص التأسيسية دفئاً ولطافة عندما يتعلق الأمر بكيفية بدء إرثها وعلامتها التجارية وتأسيسها.
لانفين صانعة القبعات
بدأت قصة لانفين في عام 1889، في متجر قبعات صغير في قلب باريس.
كانت جان لانفين قد بلغت للتو 22 عاما وأنهت تدريبها المهني عندما افتتحت أول متجر لها للقبعات في عام 1889 في الطابق العلوي من متجر يقع في شارع 16 Boissy d'Anglas. حتى في تلك السن المبكرة، كانت موهبتها مبهرة حقا.
بعد أربع سنوات، جاءت نقطة تتويج جان لانفين. حصلت على عقد إيجار تجاري في شارع Rue du Faubourg Saint-Honoré المرموق وأنشأت دار الأزياء التي تحمل اسمها. كان نجاحها فوريا، وكان الباريسيون يتدفقون على متجرها ، المسمى "Lanvin (Mademoiselle Jeanne) Modes".
في عام 1897، عام ميلاد مارغريت، وسعت جان عملياتها لتشمل بجانب القبعات الموضة، وهو قرار يغذيه حب ابنتها مارغريت.
طفلتها الأولى والوحيدة، أعظم حبها وإلهامها وملهمتها. كانت تصمم فساتين لصغيرتها وحتى دمى مارغريت كانت ترتدي أزياء لانفين. جذبت الفساتين التي ارتدتها مارغريت الكثير من الاهتمام في الغالب من الأمهات اللواتي كنَ مفتونات بأسلوب ابنة جان المميز لدرجة أنهن طلبن تصميمات مماثلة لبناتهم، وسرعان ما كان للبنات الصغيرات الأكثر نضجا نصيب من الطلبات واتسعت الحصة التسويقية والسوق المستهدف للانفين وامتدت إلى الملابس النسائية.
فالأمهات أيضا رغبن ايضا في حس اللبس المفعم بالأنوثة والأناقة اليافعة.
وُلدت شركة مثمرة، وهيمنت تصاميمها الأنثوية الأنيقة على القرن التاسع عشر وأوائل 20s و 30s وما بعدها.
كانت رائدة أعمال ومصممة لديها صورة ظلية خاصة بها من ابداعها المتفرد "Robe de style".
طموحة وحازمة، أصبحت جان لانفين عضوا في Chambre Syndicale de la Couture (مجلس الأزياء الباريسي) في عام 1909، وغيرت وضعها رسميا من صانعة قبعات إلى مصممة ازياء.
كانت جان لانفين معجبة بالألوان، وخاصة الأزرق الذي لا تزال العلامة التجارية وشعارها يتلونان به حتى يومنا هذا، وكانت مهتمة جدا لدرجة انها افتتحت مصنع الأصباغ الخاص بها المخصص لتجربة الألوان في عام 1923. تشعبت العلامة التجارية من الملابس إلى أكثر من ذلك بكثير، وتعمقت في إنتاج القبعات، وملابس الأطفال، ومجموعات الشابات الصغيرات والنساء، والفراء ، والملابس الداخلية ، وفساتين الزفاف ، والملابس الرياضية ، ومجموعات الرجال ، والعطور ، وحتى الديكور.
"من خلال جرأتها، بنت جان لانفين إمبراطورية تدريجيا وبشرت بثورة في نمط الحياة."