من الأزهار إلى الأكتاف القوية إلى الموضة التي تذهب الى مستوى أعمق مما تراه العين... تعرّفي على Trends Summer 2023
إعداد: نورا البشر
مع استمرار موسم الصيف في التمدد والازدهار في أشهُر منتصف العام من يونيو إلى أغسطس، نرى اختلافات في الرموز والأساليب والتنسيقات تتكرر وتصطدم على منصات العرض لمختلف المصممين والعلامات التجارية التي تنبثق من المدن الأربع الرئيسية للأزياء لتُشكِل دليل بارز لخزانة ملابس أنيقة لربيع وصيف عام 2023. من الأزهار والورد لتتناسب مع طبيعة الموسم إلى تناقض لوحة ألوانها مع الأسود والدرجات المحايدة. تتجه الموضة الرائجة إلى مستوى أعمق مما تراه العين هذا الموسم مع الملابس المفاهيمية والواعية، التي تمت صياغتها في الفخامة الهادئ والاستدامة. سواء كنتِ تفضلين الشيفونات بحركتها الرقيقة أو صورة ظلية حادة وهيكلة بارزة، فإن الموضة الدارجة تتجمع وتتأكد من الوجود والحضور المتكرر ولكن الشخص الوحيد الذي يحدد ما يتماشى معكِ هو أنتِ.
FLOWERS ‘ARE’ FOR SPRING
نستشهد بما قيل في الفيلم السينمائي الكلاسيكي المــرتبـط بعــالم الموضـــــة THE DEVIL WEARS PRADA 2006، ونتــــذكّر كــــلاما ســــاخــــرا لاذعـــا لشخصية رئيسة التحرير "ميراندا بريستلي"، حين قالت: "أزهار في الربيع؟ فكرة مبتكرة".
تفتُّح الأزهار هي الطريقة التي تشير بها الطبيعة إلى بداية جديدة، وإلى موسم آخر يضمحل على أبوابه هواء الشتاء القاسي، فيحل محله دفء أشعة الشمس والندى الربيعي المنعش. ويحملنا الربيع مباشرة إلى الصيف، حيث تصير الألوان مشرقة أكثر، وتزداد حيوية إلى أبعد الحدود.
أن نستمد إلهامنا من هذا المشهد الموسمي، ونقلّد أشكال الأزهار وألوانها في ملابسنا، يعني أن نحاكي الطبيعة نفسها وتوقيتها العضوي الذي يحضّنا على الانسجام مع محيطنا وعناصره الحيّة. نعم، صحيح أن الأزهار صيحة متوقعة في الربيع، لكنها كلاسيكية، ولا تبطل موضة النزعات الكلاسيكية يوما.
يواصل المصممون إطلاق قوة الأزهار في مجموعاتهم الربيعية الصيفية، ملتزمين برموز علاماتهم وهوياتها وبمقارباتهم الشخصية في التصميم، الأمر الذي يسمح لهذه الصيحة بالتجدد في كل موسم، على غرار أوراق الطبيعة المتقلبة.
فلا تخافي من محاكاة أبرز عناصر طبيعة الربيع والصيف، لأن الزهور تنتصر في كل مرّة.
SHOULDERS AS STRONG AS YOUR WILL
الموضة عبارة عن حلقة متّصلة إلى الأبد، فتدور باستمرار لينتهي بها الأمر في النقطة نفسها.
في السنتين الأخيرتين، شهد عالم الموضة عودة بارزة لصيحات التسعينيات وصولا إلى بداية العقد الأول من الألفية الجديدة، وذلك من خلال السروال المنخفض الخصر، والتي-شيرت الجريء، ومشبك الشعر، وحديثا حقيبة "باغيت" من "فندي" التي تم الاحتفاء بها مع مجموعة تعاونية جمعت الدار الإيطالية بالمصمم الأمريكي "مارك جيكوبز" في سبتمبر الفائت لمجموعة "ريزورت" 2023.
واصلت حلقة الموضة دورانها لتحط رحالها في الثمانينيات، الأمر الذي أثبتته مجموعات الموسم الحالي. ومن ركائز موضة الثمانينيات والملامح التي حدّدت إطلالتها الرئيسة، هي الأكتاف القوية، أي المحشوة أو الكبيرة أو المبالغ بها. يضفي هذا العنصر على القصة طابعا لافتا، معبّرا عن القوة ومعززا الأناقة والثقة الذاتية، إلى جانب كل ما يسطع به من جاذبية ساحرة تردد ألحان الماضي.
قدّم المصممون لهذا الموسم تشكيلة متنوعة رائعة من الملابس المميزة بقصة الأكتاف القوية، ضمن مجموعات برهنت تأثيرها الكبير، وغزت قطاع الموضة الفاخرة بموجة حب وهوس لا أستطيع إلا أن أتّفق معها.
الأكتاف البارزة والقوية المظهر صيحة ستبقى معنا.
QUIET LUXURY
إن التعامل مع الفخامة الصامتة أو الهادئة على أنها صيحة قائمة بذاتها يتعارض تماما مع ما تمثّله. مع ذلك، لا شك في أنها رائجة!
صفة الصمت في نزعة الفخامة الصامتة تشير إلى غياب أسماء الماركات وشعاراتها ورموزها الضخمة التي يسهل التعرّف إليها، إلى جانب تميّز هذه الأزياء بألوانها الرصينة المائلة عموما نحو الدرجات الحيادية والأسود والأبيض.
حُدّد مفهوم الفخامة الهادئة بتحدّي الصيحات، فتّتسم الملابس المصنّفة ضمن هذه الفئة بأناقة تتخطى حدود الزمن، وتصنيع متفوّق الحرفية، وجودة عالية تطيل عمر كل قطعة بشكل هائل.
تصنيف الفخامة الصامتة جديد نسبيا على عالم الموضة ومرتبط بأواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، حين كانت الموضة صارخة أكثر، وظهرت صيحة "هوس الشعارات" المـعــــاكـــســــة. أمـــا في عــــــقــود ســـابـــــــقــــة من القــــــرن العشرين، مثل فترة العشرينيات الصاخبة وحقبة الثمانينيات، فاعتمد المستهلكون بشكل كبير على تصاميم مرتبطة بعلامات وماركات معيّنة من أجل تحقيق التميّز.
اليوم، تقف الفخامة الهادئة في وجه هوس الشعارات والألوان الصارخة والطبعات المبالغ بها، وتلقي الضوء على الأقمشة الفاخرة، والخياطة المتقنة، والحرفية الاستثنائية التي تجتمع معا لتضع صاحبة الإطلالة في المقدّمة بدلا من الإطلالة نفسها.
BACK TO BLACK
في فصلَي الربيع والصيف، تدفعنا عوامل الطقس والطبيعة المزهرة وحتى المناسبات الاجتماعية الموسمية إلى ارتداء ألوان نابضة بالطاقة.
من الدرجات الزاهية إلى الباستيلية، تحتضن هذه الألوان الحيّة الموسمين الدافئين بتناغم تامّ. على الرغم من ذلك، هناك لون لا يدخل لعبة الصيحات الموسمية، لون له القوة على النجاح في كل موسم وكل مناسبة، لون يعتبر الخيار الأوّل لإطلالة أنيقة وقوية في أي وقت من السنة، إنه اللون الأسود.
شهدت منصات عروض ربيع وصيف 2023 حضورا مفاجئا للأسود الذي أدخِل إلى المجموعات بشكل كثيف، إلى حد الهيمنة على مجموعات كانت مفعمة بالألوان لولاه. الأسود خيار لوني يعجب الجميع بسبب طبيعته المتعددة الاستعمال وقدرته على جعل أي تصميم خالد الأناقة. على الرغم من أنه لون أساسي قاعدي، فإن ارتداء الأسود في المواسم الدافئة تصريح جريء بلغة الموضة يعلن دخولك اللافت أينما ذهبتِ.
يبقى الأسود في قمّة الألوان الأنيقة، وقرار اعتماده خيار مضمون النجاح.
SUSTAINABLE FASHION
نمط العيش المستدام حركة عامّة، والموضة المستدامة جانب يسهم في اكتمالها وجزء من قرار شامل يختار المنتجات الأخلاقية بمصادرها وتقنيات تصنيعها.
الموضة المستدامة تشير إلى أوجه متعددة في هذا القطاع، من المنتجات إلى العمليات والنشاطات وحتى أصحاب المصالح. ولا يتوقف موضوع الاستدامة في صناعة الأزياء عند مناقشة الأنسجة والمنتجات، بل يشمل دورة الإنتاج كلّها، أي أنّه يتحدث أيضا عن طرق إنتاج القطع، واستهلاكها، والتخلص منها في المطامر ومكبات النفايات.
ينضم إلى المصممين ودور الأزياء عملاء مخلصون يدعمون مبادرة تقليص التأثير البيئي السلبي لقطاع الأزياء، عبر استخدام مواد صديقة للبيئة مثل القطن العضوي وألياف القنب والخيزران، وتطبيق ممارسات إنتاج مستدامة تستعمل كميات أقل من الطاقة والمياه. فضلا عن ذلك، نتوقع تركيزا أكبر على الموضة الدائرية التي تفرض تصميم أزياء سيعاد استعمالها أو تدويرها أو توجيهها لأهداف جديدة. ومن الصيحات المستدامة الأخرى التي نراها في مجال تصميم الأزياء، نذكر المواد المعاد تدويرها للأفضل أي المواد الموجودة التي يعاد استخدامها لأغراض أخرى وابتكار ملابس جديدة.
صار الكثير من المصممين أمثلة يحتذى بها، بفضل غرسهم مفهوم الاستدامة في كل عناصر مجموعاتهم. وباللجوء إلى تقنيات صديقة للبيئة واعتماد مقاربات أخلاقية في التصنيع والإنتاج، أثبتوا كيف يمكن للأزياء أن تبقى أنيقة وعصرية وفخمة وتفيد كوكبنا في الوقت نفسه. ومن بينهم مثلا، المصممتان "ستيلا مكارتني" و"غابرييلا هيرست".