رحلة إلى الخارج يمكن أن تلهم مجموعات ازياء لا تُنسى
نشاط السفر هو مسعى بشري ذو أبعاد رائعة، عندما يتم حجز رحلة لغرض الاستكشاف والترفيه، فإن الاحتمالات لا حصر لها، ولكن نتيجة التَعرُض لثقافات مختلفة وتعميق المعرفة هي نتائج شبه مضمونة.
بالنسبة للأشخاص الخَلاقين بشكل عام وتحديداً خلال مجال اهتمامنا بشكل خاص، يَعتَبر المصممون السفر بمثابة المعادل المادي للبحث المٌعمق، ولكنه يفوق نظيره المعلوماتي بحيويته والخوض التجريبي الشخصي فقط. فالسفر هو مصدر للأفكار المتجددة ومَنبع إلهام للتجربةِ نفسها حيث يعطي انطباعات نامية من كل منعطف من انعطافات البيئة المحيطة فيصبح انعكاس حسي لها.
هو رحلة عبر الطبيعة والمعالم البارزة والتراث والثقافة الغنية ليتم ترجمتها بعد ذلك إلى مجموعة مزينة بكل تلك العناصر كزخارف جميلة. تُحول من مشاهدة المجموعة الملهمة رحلة في حد ذاتها لكل الأعيُن المُشاهدة أو المُترقبة.
لِنُلقي نظرة على بعض أبرز المجموعات وعروض الأزياء المستمدة من رحلة إلى الخارج.
كريستيان ديور ربيع وصيف 2004 للأزياء الراقية
المدير الإبداعي السابق لدار ديور المصمم جون غاليانو الذي اشتهر بعروض الأزياء المسرحية والمجموعات المُبهرة بالمبالغة التي تم تصويرها بشكل درامي من خلال الخيال ، مما رفع من مستوى احساس كل اطلالة وكللها بشخصيتها التعبيرية المخصصة.
بالنسبة لمجموعة ديور للأزياء الراقية لربيع 2004، قدم المصمم جون غاليانو واحدة من أكثر المجموعات التي لا تنسى في فترة تصدره لديور.
مشيرا إلى أن إلهامه جاء من رحلته إلى مصر حيث تَشبعت مخيلته وعقله بعناصر من التاريخ القديم للفراعنة والأهرامات والكثبان الرملية الحريرية لصحاريها الذهبية.
سارت الاطلالة الأولى على مَدرج العرض وكان من الواضح في تلك الثانية أنه بخطى العارضة يتم كتابة لحظة تاريخية في الموضة.
في عصر غاليانو، كانت عارضات الأزياء تُوجَه لإضافة الحياة والتعابير إلى خطواتهم على المنصة، تفصيل مهم جَعل المجموعة الذهبية أكثر حيوية.
أكمام ضخمة بحجم مُبالغ فيه، وجه يعلوه المكياج المسرحي، وقطعة رأس إمبراطورية ضخمة..هكذا بدت العارضة التي ابتدأت العرض بإطلالة فعلا لا يمكن نسيانها. درس في إعادة تفسير الفراعنة من خلال عدسة الموضة.
كريستيان ديور خريف وشتاء 2006 للأزياء الراقية
نلاحظ التكرار النمطي لهذا المُصمم الاسطوري، حيث استوحى هذه المجموعة من إحدى رحلاته البحثية إلى البندقية وتوسكانا التي من الواضح أنها أعادت إحياء شغفه بفن عصر النهضة الموجود بشكل الإلهام المباشر من قطع الدروع المفصلية، ومزجه مع الصور الظلية الأنثوية المرادفة لدار ديور مع شِدة وحماية الدروع.
دمج خيالي وتصويري ما بين العناصر التاريخية وتمويه الخطوط ما بين الملابس الرجالية والنسائية في آنٍ واحد.
مع كل اطلالة مضت على المدرج، تم استحضار صور تخيلية مرسومة تدعو الى تصور صور لمحاربات من العصور الوسطى في الماضي مثل جان دارك، سيوكسسي سيوكس، بوتيتشيلي.
كتفاصيل أي قصة تاريخية ملحمية بأحداث شَيقة محبوكة، تشابكت المعادن الصارمة والتطريز الانثوي المعقد معا لإنشاء هذه المجموعة التي لن تُنسى.
زهير مراد ربيع وصيف 2020 للأزياء الراقية
مصمم الأزياء اللبناني زهير مراد هو أحد المصممين المؤسسين للسحر والاناقة البراقة ومجموعات لا حصر لها من ملابس السهرة المزخرفة والمطرزة بشكل مفرط مع داره للأزياء الراقية التي يحظى بالتبجيل كواحد من أشهر دور الأزياء في الشرق الأوسط بقدر ما يحظى بشهرة دولية.
في نظرة استرجاعية إلى مجموعات مراد، يتسارع الإعجاب بالتوازي مع الرغبة المتزايدة في ارتداء إبداعاته الجذابة وامتلاك فستان زهير مراد للأزياء الراقية الذي غالباً ما يتمتع بنفس اللمعان والثقل على غرار المجوهرات المحفوظة في صندوقها الخاص الثمين.
مجموعة واحدة تقف في تمييز وأثر يُخلد في الذكرى أكثر من بقية مجموعاته الرائعة الاخرى، حيث تبقى في الذاكرة لفترة أطول بكثير من الآخرين.
وهي زهير مراد ربيع وصيف 2020 للأزياء الراقية
على غرار مجموعة ديور ربيع وصيف 2004 لجون غاليانو، هي ايضا مستوحاة من مصر.
على الرغم من أن تصوير غاليانو للأزياء الراقية كان مفاهيمياً، فتصوير مُراد كان جمالياً للغاية.
تم إعادة ابتكار جمال كليوباترا وتسريحة شعرها في خيوط من اللؤلؤ والكريستال، فساتين مطرزة ومشكوكة بدقة بشكل كبير تلمع بألوان دافئة من المعادن مثل الذهب والفضة إلى الألوان المشبعة مثل المارون والفيروزي المائي.
سلسة السرد، مُفرطة الرفاهية والقيمة الجمالية التي بدورها قادرة على ملائمة الشكل الظاهري للمرأة ومسايرة خطوط الجسم لتجميله. عرض أزياء ضخم بتجهيزه كضخامة وعراقة مصدر الهامة.
كانت المجموعة تكريما مَجيداً لحضارة مصر القديمة.