ايڤ سان لوران من مؤسسي الحداثة في الموضة
الأول من شهر أغسطس يوافق يوم ميلاد واحد من أهم مصممي القرن العشرين والواحد والعشرين، ايف سان لوران المصمم الفرنسي الذي يعتبر من مؤسسي الحداثة في الموضة وغيرها الكثير من الإنجازات.
عند الحديث عن ايف سان لوران وبداياته فنحن نتحدث عن لحظات محورية في عالم الموضة والأزياء بشكل عام، في عمر صغير يناهز الثمانية عشر عاماً في عام 1954 شارك بمسابقة تصميم الأزياء التابعة للأمانة الدولية للصوف.
وفاز بها بجائزة أفضل فستان، في حين توج الآخر، كارل لاغرفيلد، البالغ من العمر واحد وعشرين عاما، فائزا في فئة المعطف.
فستان سان لوران كان مُبشر بموهبته العظيمة، فستان كوكتيل أسود غير مُتناظر، بكتف واحد يغطيه القماش الرقيق ويتجمع ليشكل وردة في الجهة المقابلة تموضعت على الصدر. أعطى ايف سان لوران شعار وجملة تعريفية للفستان تقول "فستان مبهر جدا بحيث لا يمكنكِ ارتداؤه مرتين".
لجنة التحكيم بحد ذاتها تشكلت من نخبة المصممين في هذا الوقت الذهبي في عالم الموضة، ضامةً هوبرت دي جيفنشي وبيير بالمان.
بعد وقت قليل نسبياً حدثت أكبر انطلاقه لسان لوران في عالم الأزياء من أوسع وأشهر أبوابه حيث من خلال مَعارف والده، مايكل ديبرونهوف (رئيس تحرير مجلة فوغ)، وصلت رسوماته إلى كريستيان ديور. بمجرد أن رآهم كريستيان، وَظَف إيف على الفور كمساعد شخصي له.
في رسالة خاصة من السيد ديور الى مايكل جاك رويت في عام 1957، يقول بها مُتحدثاً عن سان لورن " ايف سان لوران شاب صغير، لكنه موهبة هائلة. في مجموعتي الأخيرة أعتبرهُ أباً لأربعة وثلاثين تصميماً من أصل 180 تصميم. أعتقد أن الوقت قد حان للكشف عنه للصحافة. فمكانتي لن تعاني من ذلك."
منذ تلك اللحظة فصاعدا، انفجرت مهنة سان لوران وبحلول سن 21 عاما، بعد وفاة كريستيان ديور، أصبح المصمم الرئيسي في دار كريستيان ديور.
أضاف ايف سان لوران مظهر جديد على "المظهر الجديد" لديور، حيث قدم لأول مره الصورة الظلية ـTrapeze المُعاكسة للـNewLook حيث ترك تحديد الخصر الحاد والتنورة الطويلة الى مُظهر و خطوط مرتخية أكثر تُحدد الخصر بطريقة انسيابية، أما ذيل الفستان فيخرج قليلاً على الجانبين مُشكلاً صورة ظليه مميزة.
حققت مجموعته الأولى نجاحاً كبيراً حيث كانت تصاميمه دائما فريدة ولا يمكن التنبؤ بها.
افتتح داره المستقلة في عام 1962 بعد خروجه من ديور، وأخذ عالم الموضة بعاصفة مع "Le smoking” الثورية والمثيرة للجدل التي تتحدى معايير الملابس وغيرت الموضة إلى الأبد كما نعرفها اليوم، حَول الفن إلى شكل يمكن ارتداؤه مع مجموعته لوموندريان. فقد تفوق في أشياء كثيرة، وبصمته هي الخياطة الحادة الممزوجة بالأناقة الباريسية الخالدة التي تجعل نبضات القلب تتسارع. تصاميمه وإرثه يمتلكون شعورا بالجاذبية الخالدة التي تتجاوز الاتجاهات المُتغيرة عقداً بعد عقد.
مع أول معطف peacoat على الإطلاق في عام 1962، وبدلة السهرة النسائية "Le smoking" في عام 1966، وبدلة البنطال في عام 1967، والجمبسوت في عام 1968، وسترة Safari في عام 1968.
تصاميم مختلفة مع العنصر المشترك المتمثل في طمس ودمج الخطوط الذكورية والمؤنثة وتحويل رموز ارتداء الملابس للرجال لإنشاء خزانة ملابس نسائية ثورية ومبادِرة تُكسر فيها الحدود مابين خزانة الجنسين وتسلط الضوء على قوة الأنوثة الواردة في ملابس الرجل، فتكتسب معنى يتجاوز الملابس، وتشير إلى الاستقلال والمساواة والسلطة بشكل أساسي. ومصرحاً انه يمكن للنساء حقاً ارتداء ما يريدون ويبدون مثل ما يريدون مما يعكس الواقع الآن.
من بين انجازات ايف سان لوران غير المحدودة ومشاركاته الثورية في إثراء وتطوير مجال الموضة، كان أول مصمم أزياء يقوم بتسويق خطه "prêt-a-porter" الملابس الجاهزة، حيث فَهم إن الملابس الأقل تكلفة ستصل إلى عدد أكبر من العملاء. وكان أول من وَظَف عارضات أزياء من البشرة السوداء وعزز التنوع العرقي والشمولية في الموضة.
"أقول لنفسي إنني صنعت خزانة ملابس المرأة المعاصرة"
_ ايڤ سان لوران.