لقاء إبداعي بين دار FENDI واستوديو BLESS لمعرض DESIGN MIAMI 2023
منذ عام 2005، ينتظر هواة جمع قطع الأثاث والديكور والتصميم الاستثنائية معرض "ديزاين ميامي" DESIGN MIAMI الذي يجتاز القارّات مع فعاليات في مدن عالمية مختلفة رسّخت مكانته بين أهم الوجهات الدولية لأعمال التصميم القابلة للجمع. من الـ6 إلى الـ10 من ديسمبر الجاري، يقام المعرض بنسخته الأمريكية الأساسية في مدينة ميامي، جامعا بين ألمع المبدعين وأكثرهم تأثيرا في فن التصميم المعاصر. وتعود دار الأزياء الإيطالية الفاخرة "فندي" FENDI مرّة جديدة لتلتزم بشراكة بدأت قبل 15 عاما مع فعالية "ديزاين ميامي" ، وتهدف إلى دعم المواهب الإبداعية في إطار مساحة لا محدودة يلتقي عندها الديكور بالموضة، وتنبثق منها إمكانيات وأحلام ومفاهيم لا تنتهي.
عاما تلو الآخر، تتعاون "فندي" مع فنان أو مصمم معيّن للمشاركة في "ديزاين ميامي"، والنتيجة دائما تحف فنّية قابلة للجمع والدمج في بيئات وديكورات عصرية، مثل سلسلة النوافير المصنوعة من الراتنج بتوقيع الفنانة الهولندية "سابين مارسيليس" قبل بضعة أعوام، وتفسير الفنان النمساوي "لوكاس غشفانتنر" في السنة الفائتة لغرف الطعام الرومانية التاريخية عبر المزج بين لغة الجسد والجماليات المعمارية لقطع الأثاث.
هذا الشهر، ينطلق معرض "ديزاين ميامي" ٢٠٢٣، ويستقبل ثمار مشروع إبداعي تعاوني جديد لدار "فندي" يصون قيمها الراسخة مثل الإبداع والبراعة والحرفية، ويجمعها باستوديو "بليس" BLESS المتعدد التخصصات والذي أسسته النمساوية "ديزيريه هايس" والألمانية "إينيس كاغ" قبل أكثر من ٢٥ عاما في سبيل ابتكار حلول جديدة بديلة في ما يتعلق بالأزياء والديكور والفن ونمط العيش اليومي. والجانب الأهم من هذا الحوار الفنّي، الذي يحمل عنوان "باكفرونتال" BACKFRONTAL أي "الواجهة الخلفية"، هو فضول للتعارف ورغبة "بليس" في سبر أعماق هوية "فندي" المعقّدة وجوهرها الفريد وجمالها الباطني، من خلال الدخول عبر منافذ مؤسساتية وشخصية إلى عالم هذه الدار العائلية التي أبصرت النور قبل قرابة قرن.
بين الجمالية والوظيفة.. انعكاس لقيم فنّية ومبادئ أخلاقية
منذ بداياته، ربط استوديو "بليس" بطرق جديدة بين الفن والموضة والهندسة المعمارية، موجّها أنظاره دائما نحو المستقبل، ومعيدا التفكير في علاقة الإنسان بالتصميم. ترى المؤسِستان "ديزيريه هايس" و"إينيس كاغ" في الممتلكات الشخصية امتدادا للذات الداخلية، وتجدان من الضروري أن يعيد كلّ منّا تحديد البيئة التي يقيم أو يعمل فيها من خلال تنسيق المفروشات والإكسسوارات والمقتنيات الشخصية وترتيبها. وتبقى الوظيفة مهمّة جدا في كل ما ينتجه ثنائي "بليس"، الذي يصف تخصصه بمصطلح "تصميم الحالات"، بحيث تكون كل حالة تناقضا بين التطلع إلى تصميم غير مرئي والتوق إلى إضافة المزيد.
لمشروع "باكفرونتال" BACKFRONTAL في معرض "ديزاين ميامي" ٢٠٢٣، يتم الاحتفاء ببراعة مشاغل "فندي" وحرفيتها الاستثنائية، وإظهار أوجه قوّتها وما تمثّله اليوم، وإلقاء الضوء على بنيتها الإنسانية التي صارت بعد مرور نحو مئة عام بمنزلة عائلة كبرى. يتجلّى هذا الإلهام من خلال مساحة فنية تركيبية تتألف من سواتر ذات وجهين بقياس ٣ X ٤ أمتار، على جهاتها الأمامية صور توثيقية واقعية الأحجام لديكورات مرتبطة بعالم "فندي"، بينما تخبئ جهاتها الخلفية المصنوعة من الخشب اللامع مفروشات وظيفية على شكل مقاعد ومناضد وعناصر تخزين. وإضافة إلى هذه السواتر التي يشكّل كل منها كونا مصغّرا، يسمح للمشاهد بالغوص في جزء من عالم "فندي"، نجد تحية إلى إرث الدار وحرفيتها وتاريخها مع الفرو. وذلك مع قطع من الفرو المعاد تدويره بعد أن حوّلها حرفيو الدار إلى بطانية محبوكة برسوم دقيقة تترجم مشهدا من "قصر الحضارة الإيطالية" PALAZZO DELLA CIVILTÀ ITALIANA، وهو المبنى الذي يحوي مقر "فندي" في روما.
هنا، يفتح الباطن ذراعيه نحو الخارج ويعكس كل الشغف والتعب والمسؤولية وأخلاقيات العمل التي تلحّن دقات قلب "فندي" النابض بحب الحرفية والتصميم والجودة العالية.