6 طرق تمكّن صناعة الأزياء من أن تصبح أكثر استدامة في عام 2024
لم تعد الاستدامة مجرد كلمة طنانة أو صيحة، وهي بالتأكيد ليست وسيلة للتحايل التسويقي. إذ من المتوقع أن يشهد عام 2024 ازديادًا كبيرًا في تركيز صناعة الأزياء على الاستدامة، مدفوعًا بالوعي المتزايد للمستهلكين بالتأثير البيئي للأزياء وطلبهم على خيارات أكثر استدامة. فقد أصبح الوعي البيئي والممارسات المسؤولة أمرًا ضروريًا وأساسيًا على المجالات كافة أخذه بعين الإعتبار إذا أردنا أن يكون لدينا أي نوع من المستقبل أو إذا أردنا تحقيق أي نوع من التقدّم.
موضوع الاستدامة هو على قائمة الاهتمامات في 2024، فمعظم العلامات باتت على دراية بأن تغييب الأمر سيكون له عواقب طويلة الأمد عليها وعلى المتسوقين على حد سواء.
هل تتكيّف العلامات مع الطلب المتزايد على الاستدامة؟
مع ازدياد الطلب على خيارات أكثر استدامة من قبل المستهلكين، ستضطر العلامات التجارية إلى التكيف مع هذه الاتجاهات الجديدة من خلال التركيز على المواد المستدامة والإنتاج الأخلاقي وتقليل هدر النفايات.
لكن وفق تقرير حديث صادر عن Stand.Earth، يبدو أن الموضة لا تزال بعيدة عن تحقيق أهدافها المناخية، فقد أظهر التقرير أن من بين 14 علامة تجارية كبرى، هناك 4 فقط مستعدة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بالقدر اللازم لإبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري أقل من 1.5 درجة مئوية. ومع حلول عام 2024، سنحتاج إلى رؤية تسارع وتيرة العمل في جميع أنحاء صناعة الأزياء، وهو ما يقول الخبراء إنه يتطلب تعاونًا أكبر.
من الناحية القانونية، وافق الاتحاد الأوروبي على تشريع جديد للتصميم البيئي في ديسمبر، والذي سيتضمن حظرا على تدمير المنسوجات ومنتجات الأحذية غير المباعة، إضافة إلى متطلبات هدفها تحسين دائرية المنتجات. كما ضغطت الحكومات ومجموعات الطاقة المتجددة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) في دبي من أجل اتخاذ إجراءات لزيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، ودعت إلى التخلص التدريجي من الفحم "بلا هوادة" بحلول عام 2030.
وفي الوقت نفسه، يمكن للابتكارات المثيرة، من الأصباغ الصديقة للبيئة إلى تكنولوجيا إعادة التدوير الجديدة، أن تساعد في توفير بعض الحلول اللازمة.
كما يشير تقرير Stand.Earth إلى أن العلامات التجارية للأزياء السريعة تتفوق على العلامات التجارية الفاخرة والرياضية في إزالة الكربون، وجاء في التقرير أن "من المفاجئ أنه من بين القطاعات الفرعية الثلاثة، أظهرت العلامات التجارية للأزياء السريعة التقدم الإجمالي الأكثر ثباتًا نحو خفض الانبعاثات، في حين أظهرت العلامات التجارية الفاخرة والرياضية أو المتخصصة بالملابس الخارجية التغييرات الأكثر دراماتيكية على المدى القصير والطويل."
طرق فعّالة تمكّن صناعة الأزياء من أن تصبح أكثر استدامة في عام 2024
أصباغ صديقة للبيئة
تعد الصباغة عملية ملوثة للغاية - حيث تحوّلت الأنهار في دول عدة مثل بنغلاديش والصين إلى ألوان مختلفة تمامًا بسبب التصريف الكيميائي. ولحسن الحظ، هناك موجة جديدة من الابتكارات، مثل Colorifix (الأصباغ البكتيرية التي تستخدمها Pangaia)؛ Living Ink (أصباغ تعتمد على الطحالب، تم استخدامها في تعاون حديث بين Nike x Billie Eilish)؛ وحبر الهواء (الذي يحول التلوث إلى أصباغ).
الأعشاب البحرية إلى الاستخدام أكثر فأكثر
بعد تصدّر الجلود المصنوعة من الفطر عناوين الاستدامة لفترة طويلة، أصبحت الأعشاب البحرية الآن تحت الرادار. أطلقت علامة ستيلا مكارتني لأول مرة خيوطًا جديدة تعتمد على الأعشاب البحرية، Kelsun، ضمن مجموعتها لربيع 2024، في حين عقدت علامات تجارية مثل Another Tomorrow شراكة مع SeaCell، التي تم إنشاؤها من خلال الحصاد المسؤول للأعشاب البحرية من مضايق أيسلندا.
تشريع يحظّر تدمير المنسوجات
من المتوقع أن يعتمد البرلمان الأوروبي رسميًا تشريعًا جديدًا للتصميم البيئي في أوائل عام 2024. وعلى الرغم من أنه لم يتم الانتهاء من تفاصيل القرار، إلا أنه سيكون هناك حظر على تدمير المنسوجات ومنتجات الأحذية غير المباعة؛ المتطلبات المتعلقة بمتانة المنتجات وقابلية إعادة استخدامها وقابلية إصلاحها؛ وإدخال جوازات سفر المنتجات الرقمية التي ستساعد في توفير المزيد من الشفافية حول كيفية تصنيع العناصر وتأثيرها البيئي.
الموضة حسب الطلب
يُعد الإنتاج الزائد مشكلة كبيرة في صناعة الأزياء، حيث يقدر أن ما بين 10 إلى 45% من الملابس لم يتم بيعها مطلقًا. والسبب أن النموذج حاليًا يعتمد على توقع تجار التجزئة لما سيشتريه العملاء - وهنا يأتي دور التصنيع حسب الطلب. وقد بدأت بعض العلامات التجارية مثل Weekday وDesigual في تجربة نموذج "التصنيع حسب الطلب"، في حين أن Unspun - التي دخلت في شراكة مع Eckhaus Latta في مجموعتها لربيع 2024، توفر تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد يمكنها صنع الملابس حسب الطلب.
للتكنولوجيا دور مهمّ في إعادة التدوير
لا تزال إعادة التدوير تمثل تحديًا كبيرًا، حيث يتم حاليًا تحويل أقل من 1% من الملابس المستعملة إلى ملابس جديدة. إحدى العقبات كانت صعوبة فصل المواد المخلوطة، وهنا يأتي دور شركة Circ. فهي تقوم بتفكيك المواد القطنية المتعددة إلى ألياف البوليستر واللايوسيل التي يمكن إعادة استخدامها في الملابس الجديدة. في أكتوبر، كانت مارا هوفمان Mara Hoffman أول مصممة تكشف النقاب عن تصميم فستان يستخدم تكنولوجيا شركة Circ.
إعادة تدوير المنسوجات، تندرج أيضًا ضمن استراتيجية الاتحاد الأوروبي. وبحلول عام 2025، تحتاج البلدان الأعضاء إلى إنشاء أنظمة لجمع نفايات المنسوجات، في حين ستكون العلامات التجارية وتجار التجزئة مسؤولين عن تحمل التكاليف. والأكثر إلحاحًا هو أن وضع العلامات البيئية سيكون إلزاميًا بحلول نهاية عام 2024. ونتوقع رؤية المزيد من الاستراتيجيات والتحالفات تتشكل لدعم أهداف عام 2030.
الذكاء الاصطناعي حليف الاستدامة
احتلّ الذكاء الاصطناعي التوليدي (AI) مركز الصدارة هذا العام. واستحوذ ChatGPT على الأضواء. ومع دخولنا عام 2024، ستستمر الصناعة في التحول نحو الرقمنة فقد أصبحت العمليات بأكملها مؤتمتة ومتكاملة بشكل متزايد. بعد أن أثبت الذكاء الاصطناعي كفاءته في تبسيط المهام الروتينية ومنحنا المزيد من الوقت للمساعي الإبداعية، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي حليفًا مفاجئًا في مواجهة التحديات المرتبطة بالاستدامة.
سواء كان الأمر يتعلق باستخدام المبيدات الحشرية لإنتاج القطن التقليدي أو الانبعاثات الناتجة عن نقل البضائع، فإن الموضة تًعتبر واحدة من أكثر الصناعات استهلاكًا للموارد في العالم. في النهاية، تبقى مليارات الملابس غير مباعة كل عام - وهو عامل آخر يجب التغلب عليه. تخيلوا أن تتدخل الخوارزميات لتحسين سلاسل التوريد وتقليل النفايات.
هناك العديد من الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساعدة في مكافحة القضايا البيئية الأكثر إلحاحًا.
ينتظر الموضة عمل جاد في عام 2024 لتحقيق أهداف أكثر وعيًا. ففي حين تظهر الصيحات وتختفي يبقى الالتزام بالاستدامة مستمرًا في النمو.