موجة جديدة من التمرد الإبداعي تقودها قوة الموضة قِطع وتصاميم ملهمة تعمل كبوابة للتعريف بالمواهب الناشئة
التجدد والتغيير هما القيمتان الثابتتان بين المتغيرات، إذ إن العنصر الوحيد الذي لن يتغير أبدا هو وجود التغيير نفسه، وينطبق ذلك على صناعة الأزياء وعالم الموضة. من الخصال الجميلة التي يتصف بها عالم الأزياء ولوج المواهب الجديدة وصعود لا مُنتهٍ لأسماء حديثة تظهر لتثبت نفسها، وتعيد تشكيل الصناعة في الوقت الحالي، وتُولد حركة إبداعية لها القدرة على إحداث تغيير بحد ذاتها. من التغيير يُولد التمرد، ولكن التمرد ليس بالضرورة أن يعني مخالفة النظام والسير بعكس التيار، بل هو حركة مقاومة الموضة الراسخة أو المهيمنة أو الرائجة، وتقديم وجهة النظر الإبداعية والهوية الفنية بطاقة جامحة يتم تفسيرها بالتمرد الإبداعي يُحركها للأمام دوافع مختلفة، من الرغبة في إحداث صدمة، أو جذب الانتباه، أو الاحتجاج على النظام الاجتماعي التقليدي، وتجنب الاتجاهات الحالية، ومن ثم تجنب الصيحات التي سرعان ما تعتبر قديمة أو عتيقة الطراز. وإذا كان بإمكانك إحداث ثورة إبداعية لها أصداء تصدح برسالتها وتفاصيلها المعنوية والإيجابية والهوية الفنية.. فلماذا لا تفعل ذلك؟ تَجَسَد التمرد الإبداعي في تصاميم عدة متميزة بتباينها، واتخذ هيئات متحولة من مصممات مختلفات، كل منهن تشق طريقها الإبداعي، وتحيك حكاية إرثها في نسيج الأزياء وصناعتها. وهذه التصاميم التي نسلط عليها الضوء في هذا المقال ليست إلا صفحة من قصة ما زالت تُكتب، وعنوانا تعريفيا لقدراتهن الجبارة وعلاماتهن الصاعدة.
منى الشبل
والتمرد النابع من القيم المتناقضة بتصاميمها العصرية وتفاصيلها التقليدية
يتألق اسم المصممة السعودية منى الشبل ووهج علامتها الناشئة والصاعدة كأبرز العلامات السعودية اليوم، وهو إنجاز مثير للإعجاب لسرعة ترسيخ هويتها الفنية، وتوسيع صيت علامتها الرائعة الشائع بحدة تصاميمها الأنيقة وخطوطها النظيفة، والتي تُحاكي بصورة كبيرة المرأة السعودية، وميولها للفخامة الكلاسيكية، وحِس الأناقة الخالدة التي تُضفي قوة للحضور، وترتكز جماليتها في الذاكرة لتعقيد وبروز التطريز والشك والتفاصيل التي تأخذ الإرث السعودي كمرجع لها.
علامة منى الشبل التي أسست في عام 2020 اكتسبت اهتماما وثقة من أبرز شخصيات المجتمع النسائي، ومنهن صاحبات السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية، والأميرة نورة بنت فيصل آل سعود، والأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود، وأيضا الرئيسة التنفيذية للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام الأستاذة جمانا الراشد. هذا الانجذاب الطبيعي لتصاميم منى الشبل وحصدها لأسماء مهيبة تزينَّ بتوقيع علامتها شَكل تناظرا باهرا وتحقيق رسالة العلامة التي تحتفي بأنها علامة تجارية فاخرة ومعاصرة ومستدامة تحتفل بنجاح المرأة من خلال القطع الأنثوية الخالدة.
ولكن في الخط المتدفق من التصاميم الأنيقة والمجموعات الكلاسيكية والأنثوية تمرد ناعم، معنوي وذكي بجماليته الظاهرة ورسالته ضمنية، وهو تصادم الطابع العصري مع التفاصيل التقليدية النابعة من عمق التراث السعودي المعماري والاجتماعي والجمالي.
تقول الشبل لمجلة "هي" عن التمرد: "يتضمن التمرد في الموضة والإبداع تحدي المعايير والحدود التقليدية داخل الصناعة. يتعلق الأمر بدفع الحدود والتعبير عن الرؤية المتفردة والتحرر من الصور النمطية. يمكن أن يتجلى التمرد في الموضة في مزيج من الجماليات السعودية التقليدية مع التأثيرات المعاصرة، والحفاظ على التراث الثقافي مع دفع حدود الإبداع. التمرد هو وسيلة للإدلاء ببيانات قوية وإثارة المحادثات وإلهام التغيير من خلال الموضة".
في الحدث التاريخي الذي كان أسبوع الرياض للموضة، تَجسد بالنسبة لي الجانب المتمرد للمصممة منى الشبل حين اصطدمت الأناقة بالجانب المسرحي، فظهرت العارضة على المدرج بتصميم قطعة خارجية مميزة من الجلد الصناعي بلون بني وبتفاصيل هندسية مثيرة للاهتمام. ولإبهار الجميع عمدت العارضة إلى شد أعلى القطعة لتنسدل وتتحول إلى تصميم آخر، وهو فستان أشبه بالمعطف مُزين بأجزاء متباينة الحجم من المرايا العاكسة.
وتؤكد لي المصممة عن تميز تصميم "مرايا العلا" الذي عُرض أيضا في معرض SAUDI 100 BRANDS في مؤتمر "هيَ هب" لعام 2023، فتقول: "هذا التصميم يحمل مكانة خاصة بالنسبة لي، فهو يمثل مزيجا فريدا من التراث والتعبير عن الذات والطابع المسرحي، شَكل "مرايا" تحديا معماريا، ولكنه كان يحمل معنى عميقا للمملكة العربية السعودية، وخاصة العلا ورؤية 2030. بدءا من الاعتقاد الخاطئ بأن السعودية دولة مغلقة وغير مُرحِبة، صممت عباءة مغلقة لتمثيل هذا التصور. ومع ذلك، عند فتحها، تكشف عن فستان على شكل سترة عاكسة، يرمز إلى جمال وحداثة السعودية والعلا. ويعكس التصميم المستوحى من "مرايا" في العلا، أكبر مبنى عاكس على مستوى العالم لتراث العلا وثقافتها. الجلد الذي يشبه أرض العلا، وقطع المرآة تمثل المرايا".
كان "مرايا" من التصاميم القليلة في حدث أسبوع الرياض للموضة الذي عُرض بأداء مســــــرحي يولــــد تــــجربة استــــــعراضية. وقــــالت المـــصــــمــــمــــة عن هذا الــــقرار الاستــــــــراتيجي المتـــــمرد: "كان الأداء المــــســـــــرحي في تقديم هذه القـــــطعة مقصـــــودا، بــــهدف خـــــلق تــــجربة ساحرة وغامرة للجمهور. وبالاستناد إلى العناصر الدرامية للفنون المسرحية، حيث تم تقديم التصميم من خــــلال عـــــرض أزيــــــاء صُـــــمم بعــــناية، حيث شملت الإضاءة والموسيقى، وتدريب العارضة على كيفية ووقت إجراء الافتتاح الدرامي للعباءة. أعتقد أن "مرايا العلا" ساعدني حقا على الانفتاح على قدراتي الإبداعية وعدم التراجع. لقد ساعدني على النمو بصفتي فردا ومصممة، لأنني الآن أعلم أنه يمكن للمرء تحقيق أي شيء يضعه في ذهنه.
تلقـــــت هذه القــــطــــعــــة الكثـــــير مــــن ردود الـــفـــعـــــل الإيجابية. وبمجرد أن يفهموا المعنى الأعمق لهذه الـــقـــطـــعــــة، ينـــدهشـــــون. أنــــا سعيدة جدا بالنتيجة، وكلي حــــمــــاس لتـــقـــديـــــــم المزيد من التصاميم التي تتمرد خارج الصندوق".
فرح المسباح..
العرق النابض بحرفة الكوتور للجيل الجديد في الشرق الأوسط
عند وصف بعض العلامات التجارية ودور الأزياء وحسها الإبداعي يتبادر إلى ذهني تشبيه تصاميمها الجميلة التي تتسم بالرقة والبريق بالحلم أو قصة من وحي الخيال. وعندما تتجه تصاميمها إلى الجانب المظلم الذي تكتسحه الدراما والغموض يمكنني وصفه بالكابوس الجميل، ولكن عندما أبدأ بوصف علامة المصممة الكويتية فرح المسباح أجد أن تصاميمها تتجاوز حدود الحلم، وتتراقص ما بين عالم من الخيال والكوابيس. وأصل إلى استنتاج أن دار فرح المسباح هي بوابة عبر الزمن، تأخذنا إلى رحلة تاريخية نقفز فيها بين حُقب زمنية مُختارة تعد من أهم العقود والقرون تأثيرا في تاريخ الأزياء، وتحولها إلى تُحف فنية قابلة للارتداء بهيكلة تاريخية تقاوم العناصر العصرية التي تتولى المسباح تركيبها ولحمها ببعض.
مُنذ تأسيسها لعلامتها الصاعدة المتخصصة في الأزياء الراقية في عام 2016، كشفت المسباح عبر تصاميمها الخلاقة وجمالية هويتها الفنية عن رسالتها المُلحة وإصرارها وإخلاصها في إعادة الإحساس بالسحر والأنوثة الراجع إلى حرفة الكوتور التقليدية.
بصورها الظلية التي تتبع شكل الجسم، والمُصمَّمة لتظهر جمالية القوام وتحسينه وإضفاء انطباع مميز لا تحمله إلا عميلة المسباح.
من التطريز الذي يعكس أصداء الروكوكو والشرائط الأنثوية التي تُعيدنا إلى "ماري أنطوانيت" في القرن الثامن عشر، حيث تصمم فرح للمرأة الحديثة والمعاصرة التي تتوق إلى سحر الخمسينيات والمولعة بالتاريخ بشكل واضح.
فلسفة المسباح بحد ذاتها نابعة من فكرٍ متمرد، حيث تقول فرح في حوار خاص مع "هي": "التمرد بالنسبة لي هو عدم اتباع الموضة، ولدي وجهة نظر، وهي ألا أفعل ما يفعله الآخرون، ولا أنفذ ما يريده الآخرون، فأنا لا أفكر بتصميم قطعة لأنها مطلوبة وشائعة في السوق وفي خطوط الموضة والصيحات الحالية، بل أنفذ تصاميم تحث العملاء على طلبها والرغبة فيها، وليس العمل على رغبة السوق أولا. وأحرص على أن تمثل التصاميم رؤيتي الفنية، وتعكس القيم التي أتبعها.
بالنسبة لي هذا التمرد، يتمثل في ألا أُولي الصيحات أي اهتمام، وأن أعمل فقط ما أريده ويعجبني حقا. ولا يهمني أن يعجب أحدا آخر، فهذا آخر ما أفكر فيه. فهدفي أن أصنع ما يعجب العملاء ويحوز اهتمام الصناعة بطريقة عضوية، وهو النهج الذي تبنى عليه جميع مجموعاتي.
افتراضيا لو نفذت تصميما مستوحى من صيحة قائمة، فسيكون منفذا بطريقة تمردية. بمعنى ألا ينفذ بطريقة تقليدية، ويحتوي على علامة فارقة تجعله غير طبيعي ومميزا، فتخرجه مرة أخرى عن سياق التوجهات الرائجة. التمرد الإبداعي هو ما يقود علامتي التجارية".
عندما أنظر إلى مجموعات المصممة وتصاميمها الاستثنائية التي تتخذ من التاريخ مصدرا للإلهام الذي يشكل بحد ذاته تحديا كبيرا بتحويله إلى أزياء معاصرة تصطدم قيمتها التاريخية بالهوية الفنية، أجد أن أغلب تصاميمها تُجسد معنى من معاني التمرد الإبداعي، ولكنْ هنالك تصميم معين اختارته فرح يجَسَد تمردها الفني عندما سألتها عن أجرأ تصاميمها. تقول: "خلال العملية الإبداعية التي أتبعها في مرحلة التصميم دائما أفكر بالعميل، وقابلية الارتداء وهذا ما يشكل حدودا بالنسبة لي، أستطيع تصميم قطعة فنية بحتة يمكنها أن تنتهي في معرض ما لحدة عناصرها الدرامية وجرأة تفاصيلها، ولكن دائما ما تسبح في مخيلتي النسخة التجارية من الأفكار المجنونة، لأنني أفكر بالعميلة ومن سترتديها.
من تصاميمي التي تُجسد التمرد الإبداعي الخاص المتـــــبـع لنـــهــــج علامــــــــتي تصميم BEATRICE من مجموعة ربيع وصيف 2022، حيث شكل لي تحديا كبيرا، لأن تـــصمـــيـــمه تمــــحــــور حول الجرأة، وهو مستوحى من الفساتين البولندية من القرن الثامن عشر ROBE A LA POLONAISE، والعنصر المميز الذي تتصف به هذه الفساتين هو كونها تميل لحد كبير إلى الأزياء التنكرية، فيوجد خط رفيع بين تحويله إلى تصميم عصري وزي تنكري يمثل حقبة زمنية.
وهنالك عامل آخر زاد من طور التحدي، وهو خدمة الجيل الحالي من النساء اللواتي يهتممن كثيرا بما يلائم طبيعة أجسادهن، ويخترن ما يُحسن القوام بإبرازه للمناطق الجمالية، وإخفائه للعيوب النسبية. وهذا التصميم تحديدا يحتوي على الكثير من الكسرات والطبقات في مناطق غير جذابة، ولكنني استطعت جعله ملائما بأسلوب عصري وجمالي، من خلال تعلمي كيفية خياطة الفساتين الأصلية في القرن الثامن عشر، ومن ثم تحديثه".
هنالك تصميم آخر متميز ألتمسُ التمرد فيه لجرأة صورته الظلية ومحاكاته الصريحة للفساتين المشتقة من القرن الثامن عشر، وأجد أيضا التوازن الاستراتيجي في تصميمه، حيث تقابل المسباح العناصر التاريخية في الهيكل بالتفاصيل الرقيقة والأقمشة الناعمة، وهو تصميم بذلة "إليزابيث". تؤكد فرح هذا الشعور وتُخبرنا المزيد عن هذه القطعة الجميلة الخاطفة للأنفاس. تقول: "بالنسبة لجمبسوت ELIZABETH، فهو يتحدى المفاهيم التقليدية، والتي عادة ما تكون مطلوبة من العميلات بطريقة مماثلة ومقاربة لوصف فستان BEATRICE، بل إن جمبسوت "إليزابيث" يركز على تعريض منطقة الحوض التي غالبا ما نخفيها في عملية التصميم.
يمثل جمبسوت ELIZABETH بالنسبة لي التصميم الصادم من حيث التمويه في أبعاد الجسم والخداع البصري، حيث يبدو كأنه فستان باختلاف واقعه وأيضا بانتمائه للقرن الثامن عشر، ولكنه يختلف جدا بمعايير معاصرة، فجميع تفاصيله تتحدى المنطق.
ويعود هذا التصميم بأشكال وتفسيرات مختلفة في جميع مجموعاتي للطلب المستمر عليه، حيث يعطي هذا التصميم الثقة للعملاء على الرغم من جرأته الإبداعية، وهذا بالنسبة لي التمرد".
سمر نصر الدين..
عندما تندمج الجرأة في التصميم بأصالة التراث
تُعد علامة المصممة السعودية سمر نصر الدين التي تأخذ اسمها من أكثر العلامات تميزا في هويتها الفنية التي نشأت من تضارب مفهومين واتجاهين مختلفين في التصميم والموضة، فنتج عن تصادمها اتجاه متميز ومتفرد أطلقت عليه AVANT SAUDI، وهما تقارب كلمتين بعيدتين بالمعنى كل منهما عن الأخرى، ولكن بتضادهما قربتا المسافة الإبداعية وجمعتا روح التصاميم المفاهيمية الجريئة وأصالة التفاصيل المستمدة من عمق التراث السعودي.
تمتلك نصر الدين حسّا متطورا وخبرة فطرية ناشئة من خلفية أسرية فنية استطاعت تنميتها بالتعليم المتخصص من أبرز المعاهد والجامعات من أنحاء العالم.
تُركز المصممة الصاعدة في علامتها التي تسعى في رسالتها إلى الاحتفال بتَفرد المرأة وإبراز حضورها الاستثنائي بالتلاعب بالأقمشة، وتوظيف تقنيات حرفية لتنفيذ تفاصيل ثلاثية الأبعاد في تصاميمها محاكية التضاريس الطبيعية الجميلة التي بوجودها تضفي التعقيد البصري وتُعَرِّف بمهارة صاحبها.
جرأة الصورة الظلية وجاذبية التصميم والتغني بإرث وتراث الوطن الذي أتى بصورة كامنة ورقيقة ومعنوية تدعو للتفكر في معاني رموزها كانت العوامل التي كوّنت التصميم الرائع الذي كان من ضمن معرض 100 براند سعودي الذي أُقيم في مؤتمر "هيَ هبْ 2023".
عند دخولي للمعرض المنظم بعناية ورؤية تصاميم المواهب السعودية المتباينة في اتجاهاتها وهوياتها، شدني طبيعيا تصميم لفستان بدرجة تشع قوة وبروزا من اللون الأحمر الذي لوَّن الإطلالة الخلابة بالكامل.
لم يكن علي التماس التمرد المعنوي أو أن أستشعر الابداع الجريء في تصميم سمر نصرالدين، بل كانت صفة مرئية واضحة من أساس القطعة، حيث تقول المصممة عن التمرد الإبداعي في محادثة شائقة وخاصة: " التمرد في الموضة والإبداع، من وجهة نظرنا في علامة سمر نصرالدين هو الاحتفال بالتعبير عن الذات، فهو يتضمن قرار انحراف إبداعي واعيا عن المعايير الراسخة والالتزام بتجاوز الحدود، وخلق تعبير مميز واستفزازي".
عند وصف تصميم المصممة السعودية الصاعدة لا يمكنني إلا أن ألجأ لوصفه بالعبقري، حيث يجمع بين الجاذبية الأخّاذة، والجرأة في التصميم، والشجاعة في دمج التوجهات الفنية، وذكاء الإهداء الوطني في التفاصيل الأشبه باللغز، لاندماجها الشديد والسلس في بنية وقماش التصميم ككل الذي بحد ذاته يجمع في لون واحد تعدد الأقمشة والأنسجة والأنماط الإبداعية. كما أن لصورته الظلية حكاية أخرى متفردة، فقد جاء التصميم بغطاء للرأس متصل وكأنه سترة "هودي"، مشيرا إلى الثقافة السعودية.
وأكدت سمر نصر الدين أن التصميم من أكثر تصاميمها تمردا حتى الآن، ويحمل مكانة مميزة لديها. وعن ذلك تقول: "القطعة المفضلة لدينا هي التي عُرضت في مؤتمر HIA HUB، فهي تلخص التمرد الإبداعي لعلامتنا التجارية".
وتكمل: "صُمم AVANT SAUDI على أنه احتفال بالتنوع الثقافي الغني للمملكة العربية السعودية، والذي يلخص جوهر المناطق الخمس في البلاد. استخدام خمس قطع مميزة من القماش ترمز إلى وحدة هذه المناطق، وهو ما يخلق صورة ظلية تشيد بالهوية الثقافية الفريدة لكل منطقة.
ويُمثل هذا التجمع المتعمد مزيجا متناغما من التقاليد، وهو ما يعكس الطبيعة المتعددة الأوجه للثقافة السعودية.
تكمن النغمة المتمردة في هذا التصميم في خروجه عن المعايير التقليدية. وبدلا من الالتزام الصارم بجمالية إقليمية فريدة، تجرأ AVANT SAUDIعلى مزج عناصر مختلفة ووضعها جنبا إلى جنب. إنه تصميم يكسر الحدود التقليدية، ويجسد روح الابتكار، ويدفع حدود ما هو متوقع من التمثيلات الثقافية التقليدية.
تضفي الزخارف المقطوعة بالليزر في كل قطعة من القماش طبقة من الرقي والحداثة إلى التصميم. ومن خلال استخدام هذه التقنية المعاصرة لتسليط الضوء على الأنماط التقليدية، تصبح القطعة تمثيلا بصريا للتقاطع بين التراث والابتكار.
ويعمل التركيز على هذه الزخارف على تعزيز كل نسيج وتجميله، ويخلق جاذبية بصرية آسرة. كما يعد استخدام اللون الأحمر خيطا مشتركا ضربة مُعلم، فهو يمثل عنصرا موحِّدا، ويربط بين العناصر المتنوعة للقطعة، مع التركيز على التراث الثقافي المشترك الذي يربط المناطق.
في جوهره، يجسد تصميم AVANT SAUDI في مؤتمر HIA HUB روحا متمردة من خلال تحدي التوقعات التقليدية، وتعزيز الشعور بالوحدة من خلال التنوع. كما أنه يمثل تمثيلا جريئا ومبتكرا لثراء المملكة العربية السعودية الثقافي، ويدعو المشاهدين والزوار لاستكشاف وتقدير الطبيعة الديناميكية والمتطورة لتراث الأمة".