النوع الجديد من الصيحات والموضة الرائجة.. التوجه الموضوعي بقيادة جوهر الباليه
الصيحات والموضة الرائجة هي وليدة التكرار والتركيز وتصادف اتحاد مصممي الأزياء والعلامات التجارية في تقديم لون معين ودرجاته، صورة ظلية أو خطوط خارجية وحتى التفاصيل الجمالية والقماش والمادة المُستعملة لإحياء مجموعاتهم الإبداعية.
ولكن هنالك تطور ملحوظ في طور الصيحات والموضات الرائجة في تصنيفها وطريقة النظر إليها، حيث توسعت من إطار الصيحة الواحدة بمواصفاتها الواضحة الى توجه موضوعي كامل يتمحور حول جمالية خاصة بموضوع وثيم معين يشمل الكثير من الأساليب والقصات والتفاصيل التي تشكل دلالة بصرية وحسية توحي بانتماء هذه الإطلالة الى جوهرٍ محدد.
في عام 2023 اكتسحت التوجهات الموضوعية بقوتها وسائل التواصل الاجتماعي وكانت بمثابة تحدي يطبقه ويخوض به صُناع المحتوى باختلاف أساليبهم الشخصية وطابعهم الفني، من Barbiecore, cottagecore وغيرهم، هنالك توجه لَمع بجماليته الرقيقة بالنسبة لي، كما أجد استمراريته وتمدده خلال المواسم القادمة في 2024 وهو جوهر البالية أو الـBalletcore.
مفهوم جوهر الباليه أو الـBalletcore
الجمالية المشتقة من جوهر الباليه لها أبعاد متعددة كونها تؤخذ من رقصة الباليه وكون الحركة وسرعتها ودقتها عناصر مهمة في التمكن الكامل وتحقيق أعلى مستويات هذه الرياضة والفن الادائي المتأصل في التاريخ، انتقلت الحركة وأهميتها للأزياء المرتبطة بجوهر البالية أيضا.
ومن الأبعاد المتعددة هو تاريخها الفني، حيث تعود بي جمالية جوهر الباليه الى لوحات الفنان الفرنسي الانطباعي "إدغار ديغا" التي رسم بها بضربات فرشاة حالمة وخطوط دقيقة، ولكنها مموهة وبألوان عتيقة ودرجات دافئة راقصات البالية الصغيرات وتنانيرهم المنفوشة وأحذيتهم اللامعة المقوسة والمربوطة برقة على الساق، ترجع لوحاته الشهيرة الجميلة الى القرن التاسع عشر كالـ Dancers, 1899.
فيما يتعلق بالعوامل الجمالية التي تُحدد انتماء القطعة أو التصميم أو الأسلوب الشخصي لجوهر الباليه هو رؤية مزيج من الدلالات التي تكون مؤشر على مظهر راقصي الباليه أثناء الاداء والاستعراض أو خارجه.
على سبيل المثال، أثناء تواجد راقصات الباليه على خشبة المسرح، عادةً ما يرتدين التول أو الشيفون وهي الأقمشة التي تتكون وتصنع منهاالتنورة الشهيرة المزينة بالكريستال أو الكشكشة أو أي شكل آخر من أشكال الزينة.
أما خارج المسرح، تركز راقصات الباليه على الراحة، وهو ما ينعكس من خلال الأقمشة الأكثر مرونة وتنفس والتي يسهل الرقص بها، مثل الجيرسي والقطن والكشمير.
الذي يميز التوجه الكامل عن الصيحة هو توسع نطاق تبني الموضة وتطويعها للأسلوب الشخصي دون اتباع تفصيل أو تصميم حرفي، ألوان الباستيل وشرائط الساتان والحرير بمختلف الأحجام وتُزيينها للتصميم أو إضافتها كإكسسوار للشعر.
السترات المحبوكة والشيفون والتل والأحذية المسطحة وهالة من الرقة وخفة الحركة تعمل كإطار للتشكيل ليتم تحقيق هذه الجمالية الشهيرة.
من أبرز المجموعات والمصممين الذين ساهموا في تغذية الـ BalletCore
أحذية Miu Miu
أحذية راقصة الباليه مع أحزمة على طراز "ماري جين" مطرزة بالشعار والتي تسببت في ضجة كبيرة. مع الجوارب السميكة المحبوكة، كانت هذه علامة حقيقية على أن Balletcore لن تذهب إلى أي مكان في أي وقت قريب.
مجموعة Richard Quinn ربيع وصيف 2024
اكتسحت الفساتين الأنثوية بتنانيرها المنفوشة المجموعة الرائعة للمصمم البريطاني.
حيث أعطت درجات الأبيض والأقمشة الناعمة كالساتان والتل مع الصورة الظلية الـA-Line طابع يساهم بحد كبير في تغذية جوهر البالية.
الشرائط الرقيقة لـ Simone Rocha
لو تَجسد جوهر البالية في مجموعة أزياء واحدة لكانت مجموعة "سيمون روشا" ربيع وصيف 2024 حتماً.
فساتين وإطلالات من الشيفون الرقيق ودرجات دافئة من الوردي الفاتح والورد الذي اتخذ صورة تجريبية ودراماتيكية حيث رأيناه يتخلل التصاميم ويتواجد تحت الطبقات في مرأى للعين المجردة خلف الشيفون الرفيع، بينما زينت الشرائط الأنثوية غالب المجموعة.
"جاكموس" في فيرساي
قدمت علامة "جاكموس" مجموعة خريف وشتاء 2023 في قصر فرساي، بينما تأرجحت المجموعة بين اتجاهات مختلفة، منها شاعرية المكان التاريخي وجمالية القرن الثامن عشر الذي اشتهر بأبرز شخصياته الأيقونية "ماري أنطوانيت" وبين الأميرة ديانا وغيرها عوامل أخرى كانت المنبع متعدد الأوجه لإلهام "جاكموس" إلا أن انتشار الشيفون وتنورة التل والشرائط المربوطة والدانتيل الرقيق أدى الى الملائمة المثالية لما يمكن أن يُطلق عليه جوهر البالية.