موضة الأزياء في الأفلام فرصة لإطلاق صيحات بعيداً عن منصات العروض
لا تطلق الموضة وصيحاتها عبر منصات عروض الأزياء فقط، بل من قديم الزمن حتى اليوم تعتبر الأفلام السينمائية فرصة جيدة أمام صانعي الموضة لإطلالق صيحة معينة في عالم الأزياء. غالباً ما كانت الأفلام القديمة بالأبيض والأسود تعرض حكايا وقصص ملفتة عن أشخاص وحالات لكن أيضاً أطلقت عبر بعض الأفلام صيحات للموضة اختارتها بطلات هذه الأعمال. من أودري هيبرن إلى مارلين مونرو وصولاً حتى اليوم، شاهدنا الكثير من الأفلام التي تقدّم الموضة أسلوب جديد بلفت الأنظار من خلال اختيار نجمات هذه الأعمال لتصاميم صممت خصيصاً لهن وأصبحت فيما بعد موضة رائجة. فما هي أهمية السينما في إطلاق صيحات الموضة؟ وما هي أشهر الصيحات التي برزت في السينما؟
ما هي أهمية تصميم الأزياء في السينما؟
عندما نفكر في الأفلام سواء القديمة أو الجديدة نوعاً ما، لا ننسى أننا غالباً ما نتذكر صوراً مذهلة وعروض آسرة وسرد قصصي مقنع. وراء الكواليس، أحد الجوانب المهمة التي تساهم بشكل كبير في التجربة السينمائية الشاملة هو تصميم الأزياء. إن فن تصميم الأزياء يتجاوز مجرد تلبيس الشخصيات؛ فإن أهمية تصميم الأزياء في السينما تبرز من خلال لعبدور محوري في تشكيل هويات الشخصيات وتعزيز الروايات وغمر الجمهور في عالم الفيلم.
كيف يمكن تحديد الزمان والمكان للفيلم من خلال الأزياء؟
يعد تصميم الأزياء بمثابة أداة قوية لتطوير الشخصية، مما يمكّن صانعي الأفلام من توصيل السمات والخصائص الأساسية للجمهور بشكل مرئي. من خلال الاختيار الدقيق للملابس والإكسسوارات وأنظمة الألوان، يمكن لمصممي الأزياء تحديد شخصية الشخصية ومهنتها وحالتها الاجتماعية والفترة التاريخية وحتى حالتها العاطفية بشكل فعال. مثلاً إن كنا نشاهد فيلماً يحكي قصة تاريخية عن شخصية مرّت في التاريخ القديم أي قبل عشرات أو حتى مئات السنين، لا بد من أن تعكس الأزياء الزمان والمكان حيث كانت هذه الشخصيات تعيش.
كيف ساهمت أزياء السينما في خلق مظاهر مميزة أصبحت فيما بعد موضة؟
أيضاً مثل الشخصيات الشهيرة على غرار شخصيى جيمس بوند، تنقل صورة وتصميم ملابسه المميزة على الفور شخصيته المغامرة .أصبحت مثلاً قبعة "فيدورا" ذات اللون البني والسترة الجلدية في فيلم "إنديانا جونز"Indiana Jones طلّة تلازم الممثل وانتشرت بشكل كبير بين رواد الموضة ومحبيها.أيضاً البدلة الرسمية والأدوات الأنيقة لجيمس بوند فهي مرادفة لشخصيته حيث أصبحت هذه الأزياء جزءاً من هويته البصرية وتساهم في استمرار شعبيته. من جهة أخرىبدأت صيحة إظهار الأكتاف في منتصف القرن التاسع عشر، لكن القمصان العصرية التي تكشف عن الكتفين أصبحت موضة بفضل الممثلة بريجيت باردو التي ظهرت في أفلامها مثل Contempt و The Truth. فيما بعد لم تقتصر موضة الأكتاف المكشوفة على البلوزات أو القمصان بل صممت اجمل الفساتين من هذه الصيحة التي نسب لبريجيت باردو وهي الآن قطع رائجة في عالم الموضة وموجودة في خزانة ملابس كل فتاة تقريباً.
كيف يتم تصميم الأزياء باعتباره انعكاس للمجتمع؟
يلعب تصميم الأزياء دوراً مهماً في رواية القصص المرئية، حيث يساهم في السرد العام ويحدد أسلوب الفيلم. سواء كانت دراما تاريخية، أو ملحمة خيال علمي، أو قصة إثارة معاصرة. يمكن للأزياء أن تنقل الجماهير إلى فترات زمنية مختلفة، أو عوالم، أو حتى حقائق بديلة. على سبيل المثال في الأفلام التاريخية، يقوم مصممو الأزياء بالبحث الدقيق وإعادة تصميم الملابس الأصلية من عصور معينة، مما يضمن الدقة والاهتمام بالتفاصيل. من فساتين الحفلات المتقنة إلى الأزياء العسكرية، تساعد هذه الأزياء على إعادة خلق أجواء حقبة ماضية وتوفر إحساساً بالأصالة يغمر المشاهدين في القصة. أما فيما يخض أفلام الخيال يصبح تصميم الأزياء وسيلة لبناء العالم وخلق جماليات عالم آخر. لا تحدد الأزياء الباهظة والملابس المستقبلية النمط البصري فحسب، بل تساعد أيضاً في تحديد أدوار الشخصيات والهياكل المجتمعية والأعراف الثقافية داخل تلك العوالم الخيالية.
على ماذا تعتمد موضة الأزياء في الافلام؟
منذ أوائل عشرينيات القرن الماضي، عندما بدأت هوليوود في إنتاج الأفلام لأول مرة، أصبح المجتمع مهووساً بنجوم السينما، وخاصة خياراتهم في الملابس سواء على الشاشة أو خارجها. في الأيام الأولى لصناعة السينما، تم اختيار الأزياء لإعادة تمثيل ما كان يرتديه الناس في ذلك الوقت. ومع ذلك، فإن استوديوهات الأفلام الكبار في هوليوود سرعان ما أدركت أهمية الاستعانة بمصممي الأزياء والأزياء لتصميم أزياء نجومهم. بحلول العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، أصبح نجوم الشاشة قدوة عامة، ويرجع ذلك إلى أسباب عدّة ومنها مشاهدة السيدات لهذه الصيحات كاملة من خلال تصفيفة الشعر، والمكياج والاكسسوارات وحتى طريقة المشي والإستعراض لهذه الفساتين.
ما هي الصيحات التي أطلقت عبر الأفلام السينمائية؟
كان مصمم هوليوود البارز هوبير دي جيفنشي، Hubert de Givenchy هو المفضل لدى الممثلة أودري هيبرن. صمم ملابسها في أفلام عدّة مثل Breakfast at Tiffany في العام 1961، وSabrina في العام 1954 و Funny Face 1957 عام. ربما يُنسب الفضل إلى CHANEL باعتبارها هي من ضممت الفستان الأسود الملفت، لكن دارجيفنشي وهيبورن هما اللذان أعادا إحياءه في فيلم Breakfast at Tiffany لا يزال هذا الفستان جزءاً أساسياَ من الموضة.
في ثلاثينيات القرن العشرين، كانت نجمات السينما مثل كاثرين هيبرن، وغريتا جاربو، ومارلين ديتريش أول من أطلقن موضة ارتداء السراويل. في وقت كان من المتوقع أن تعبر فيه النساء عن أنوثتهن من خلال ارتداء الفساتين والتنانير. أثبتت أساطير هوليوود للمجتمع أن النساء يمكن أن يتمتعن بنفس القدر من الإثارة والأنوثة في السراويل كما هو الحال في الفساتين والتنانير.
مارلين مونرو، واحدة من نجمات هوليود الشقراوات الأكثر جاذبية والأكثر شعبية على مر التاريخ، هي من أطلقت موضة الفستان الأبيض الشهير. خلال فيلم The Seven Year Itch، تقف مارلين فوق شبكة مترو الأنفاق وبينما ينتفخ فستانها، تحاول تثبيته بشكل مغر. أطلق الفستان آلاف الاختلافات وأصبح أحد أكثر الصور شهرة لمارلين مونرو.
لقد كسرت اختيارات الملابس في فيلم Annie Hall الحواجز بين الملابس الأنثوية والذكورية. حيث ارتدت الشخصية الرئيسية ديان كيتون جميع ملابسها الخاصة في فيلم Woody Allen الشهير. كانت خزانة ملابسها تتألف إلى حد كبير من الملابس الرجالية، مثل البنطلونات، والحمالات الخاصة بالسراويل، والسترات، وربطات العنق، والقمصان الرسمية وهي ظاهرة الموضة التي لا تزال يتم تقليدها حتى اليوم.
كانت مولي رينغوالد ملكة الأفلام في الثمانينيات التي ألهم أسلوبها السهل جميع السيدات آنذاك، سواء على الشاشة أو خارجها جيلاً من الفتيات. بصفتها شخصية آندي والش في فيلم Pretty In Pink، ساعد ميلها لتغيير ملابس المتاجر المستعملة إلى أزياء رائعة في إطلاق أسلوب إعادة تصميم الملابس بطريقة خاصة لا تشبه أحد.
لعبت كل من أليسيا سيلفرستون وستايسي داش أدوار تلميدات في فيلم Clueless، لقد كانت إطلالتهما عصرية جداً في ذلك الوقت، وما زالت تتصدر عناوين الأخبار حتى اليوم. أطلقتا لنا قطعاً كلاسيكية من التسعينيات وهي عبارة عن قمصان قصيرة مع طبقاتوالتنانير المنقوشة والجوارب التي تصل إلى الركبة. كل الأشكال التي لا يزال المراهقون العصريون يرتدونها حتى اليوم.
جلب المخرج باز لورمان الحياة إلى الرواية الكلاسيكيةThe Great Gatsby ، حيث قام لورمان بتجنيد ميوتشيا برادا للتعاون مع مصممة الأزياء كاثرين مارتن لتنفيذ 40 زياً مميزاً. بدت هذه الأزياء باذخة جداً وغريبة،حتى أن معظم السيدات آنذاك كن يخترن الفساتين المستوحاة من فن الآرت ديكو وبدأ الرجال في ارتداء البدلات الأنيقة مرة أخرى.