إطلالات نسائية تخللت أسبوع الموضة الرجالية فهل تكون أبرز صيحات الموضة لربيع 2024؟
تحولات ثقافية شهدها عالم الأزياء في السنوات الأخيرة، وأبرزها كان تماهي الحدود بين الملابس النسائية والرجالية، حين تحدى مصممو الأزياء الصورة النمطية والمعايير التقليدية لمفهوم الأزياء ليصبح أكثر شمولية وانسيابية. وهذا ما بدأنا بملاحظته منذ عدة مواسم، وخصوصاً حين مشاهدة عارضين أزياء من الذكور والإناث يتشاركون نفس منصة الأزياء، وهذا بالظبط ما حصل خلال أسبوع الموضة الرجالية لموسم ربيع وصيف 2024 عندما تخللت العروض تصاميم نسائية كشفت عن أبرز الصيحات الخاصة بالموسم القادم.
بين الماضي والحاضر كيف تغيرت مفاهيم الموضة؟
تاريخياً ومنذ بداية أسابيع الموضة، كانت تُقسّم حسب الجنس أي كان هنالك أسابيع موضة حصرية للنساء ومثلها للرجال، وجميعنا نذكر منصات العروض في نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات حين سيطر مفهوم الـ Super Models على معايير الجمال في ذلك الوقت، وبمعنى آخر كانت عارضات الأزياء من أمثال سنيدي كروفورد Cindy Crowford، ونعومي كامبل Naomi Campbel، وكلوديا شيفر Claudia Schiffer وغيرهن يتمتعن بأنوثة طاغية وأجسام صحية ورشيقة وكانت التصاميم التي يقدمنها على المنصات تبرز هذه الأنوثة بشكل طبيعي.
وهكذا كان الأمر على منصات العروض الرجالية حيث كان عارضي الأزياء الشبابي مفتولي العضلات ويمثلون الرجولة الكاملة، لكن ومع مرور الوقت مفاهيم كثيرة تغيرت في عالم الموضة لتصبح أكثر شمولية، والخطوط بين الأزياء النسائية والرجالية تماهت ومازالت تفعل، وكذلك عارضي الأزياء واليوم في الكثير من العروض بالكاد نستطيع أن نُميّز بين عارض الأزياء الرجل أو الأنثى وطبعاً هذا الأمر ينطبق على الأزياء التي أيضاَ تبدو مطموسة المعالم.
وأصبحنا نشاهد التصاميم الرجالية تتخلل العروض النسائية والعكس بالعكس صحيح.
اطلالات نسائية خلال أسبوع الموضة الرجالية رسمت ملامح الموضة لموسم ربيع 2024
مجموعة كبيرة من الاطلالات النسائية تخللت المجموعات الرجالية لموسم ربيع وصيف 2024 للألبسة الجاهزة، وبدت مُكملة لها. ومنها استخلصنا عدد كبير من صيحات الموضة التي ستكون من الأبرز للموسم الصيفي القادم إضافة طبعاً إلى ما شاهدناه على منصات العروض النسائية، لكن في هذه الحالة بدت التصاميم مزيجاً بين النمط الأنثوي الناعم والنمط الغير جندري أو ذو المنحى الذكوري.
وكما لاحظنا في السنوات الأخيرة الماضية تماهي الخطوط في عالم الموضة وميل عدد كبير من النجمات والمشاهير لاعتماد أزياء من المجموعات المناقضة لجنسهم، مثل كيم كارداشيان Kim Kardashian المعروفة بتجربيها لصيحات الموضة المبتكرة واستعارات اطلالات من خزانة الرجل مثل هذا اللوك من الجلد باللونين الأخضر والرمادي الذي اختارته من مجموعة برادا Prada الرجالية.
أبرز التصاميم وصيحات الموضة النسائية التي لاحظناها خلال أسبوع الموضة الرجالية لربيع 2024
من باريس إلى ميلان ولندن تابعنا عروض الأزياء الرجالية لموسم ربيع وصيف 2024 والتي حملت الكثير من الأفكار المميزة والتصاميم المبتكرة التي اتسم بعضها بالنمط الكلاسيكي الأنيق وبعضها بالنمط العصري الغريب، وكما ذكرنا فإن الكثير من التصاميم بدت من دون هوية جندرية واضحة وتصلح لأن تكون في خزانة الملابس النسائية أو الرجالية.
وبالمقابل أيضاَ تخللت العروض عدد من الاطلالات النسائية التي كانت بمثابة مُكمل للتصاميم الرجالية مصنوعة من نفس القماش أو نفس اللون أو حتى نفس القصّات، ومنها استنتجنا عدد من صيحات الموضة من أبرزها كانت البدلات الرجالية المشغولة بدقة عالية والمصنوعة من أقمشة ذات طابع ذكوري وألوان حيادية مثل الرمادي والعسلي والأسود وقد تألقت إما من بنطلون مع جاكيت بليزر أو من جيليه من دون أكمام مع بنطلون قماشي أو من تنورة مع بليزر.
كما لاحظنا بروز لأقمشة الكروشيه المُحاكة بطريقة جميلة على البلايز أو الفساتين وهذه الصيحة تعبتر مثالية للمناسبات الصيفية بغض النظر على لونها.
وتشكيلة من الفساتين الطويلة والقصيرة شاهدناها ضمن المجموعات الرجالية وقد لفتتنا قصة الكتف الواحد.
وبعض التصاميم كانت امتداد للمجموعات الرجالية كما شاهدنا في مجموعة كل من JW Anderson حيث استعمل تقنية الأقمشة المحشوة في التصاميم لكلا الجنسين.
وأيضاَ دار لويس فويتون Louis Vuitton بعد أن قدم تصاميم من الممكن أن تكون للنساء أو الرجال معاً.
وبالمقابل كان هنالك تصاميم مميزة من ناحية الأقمشة والطبعات والقصّات وقد بدت مثالية لمختلف المناسبات الربيعية القادمة.
مع التطور الذي يشهده العالم بشكل عام وعالم الموضة بشكل خاص، لايسعنا إلا أن نتسائل عما اذا اقترب اليوم الذي سنتبنى فيه جميعنا فكرة خزانة ملابس مشتركة للجنسين؟ أم سنتمكن من الحفاظ على مفهوم الموضة الكلاسيكي؟