للمرأة العاملة خيارات مكتظة من الجماليات الأخاذة من الأزياء الراقية ومجموعات الملابس الجاهزة
عند النظر لأسبوع الأزياء الراقية في باريس الذي انتهى مؤخراً بمجموعات استثنائية استعرضت أصول الحرفة المتقنة واليدوية على عدة مستويات، يمكننا تَخيل احتلال المجموعات بالجماليات الفاخرة وأزياء الأمسيات الأخاذة كالفساتين الضخمة والأثواب الفارهة والقِطع التي تَشع أنوثة، ولكنها بأسلوب تناقضي وشائق، احتوت في هذا الموسم على إطلالات رسمية وملائمة لحد كبير للبيئة العملية وروح الحياة المكتبية.
فكان موسم ـربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية مُتزامن بقربه مع بعض عروض الأزياء من علامات رائدة في الملابس الجاهزة لموسم خريف وشتاء 2024 كدار Alaïa والذي بحد ذاته لديه تاريخ ممتد من مخالفة التقاويم الرئيسية الذي ابتدأ من تمرد مؤسسها المصمم التونسي الراحل عزالدين عَلَيَّه.
القرب الزمني لأسبوع باريس للأزياء الراقية بموعد عرض البعض من مجموعات الملابس الجاهزة للعلامات الفاخرة كان بمثابة نقطة التقاء لتوجه مٌشترك يجمع ما بين القطاعين ويُحدد بشدة قوة احتمالية اكتساحه لمشهد الموضة في عـام 2024.
إذاً نشهد قوة حضور جمالية "المرأة العاملة" أو من منظور أكثر شمولية، فنحن نرى المرأة في أبعادها المتعددة وأدوارها المُتشعبة وأنه لكل دَور، هنالك أزياء تصاحبها داعمةً لها في كل خطوة.
فعند التمعن بمفهوم أزياء المرأة العاملة فنحن لا نعني فقط بدلة القوة كـبدلة البنطال أو التنورة، بل الأزياء والتنسيقات التي تدخل في إطار الطابع الرسمي والإيحاء المكتبي بخطوطها النظيفة والحادة وألوانها الهادئة، الأساسية والحيادية.
من المعاطف بأشكالها المختلفة وأطوال حاشيتها المتباينة إلى الفساتين المتواضعة والتنانير الجميلة التي بتفاصيلها الدقيقة تنقلها الى الصرح الإبداعي الذي يحدده توجه المصمم المميز وهويته الفنية.
فهل ستكون جمالية "المرأة العاملة" من الصيحات الرائدة التي تقود توجهات الموضة في عام 2024؟
وفقاً لهذه الدور والعلامات فالإجابة هي حتماً نعم.
"آلايا"Alaïa خريف وشتاء 2024
"باتو"Patou خريف وشتـاء 2024
في مجموعة Patou لـخريف وشتاء 2024 قَدم المدير الإبداعي "غيوم هنري" درسًا في الكلاسيكيات المُعاد تعريفها وخزانة متناهية الأناقة للمرأة في الحياة الواقعية بعيداً عن عالم الخيال والبهرجة.
كانت المجموعة واسعة النطاق حيث غطت القطع الأساسية والعناصر المحورية التي تُشكل خزانة "باتو" المتكاملة، كالمعاطف الأنيقة باللون الأزرق الداكن وسراويل طويلة بطراز السبعينات وقمصان مخططة ومجوهرات ذهبية.
تصدرت المعاطف والبدلات بالألوان الحيادية كالبيج الجملي المجموعة مصحوبة بالتنانير القصيرة والفساتين الواسعة بطولها المتوسط وبدلات السراويل الواسعة انتقالاً إلى الفساتين المسائية الأنيقة.
"ڤالنتينو" ربيع وصيف 2024 للأزياء الراقية
كانت مجموعة Valentino مثالًا رائعًا لظهور جمالية المرأة العاملة كونه مفهوم تغلغل في أبرز مجموعات موسم الكوتور، الموسم المرتبط بالتصاميم المعقدة واستعراض الحرفة الفنية، ولكن في هذه المجموعة أثبت "بييرباولو بيتشولي" قدرته على فرض التوازن وتقديم تشكيلة من الإطلالات التي تمركزت حول القِطع المحورية والكلاسيكية بطابع "فالنتينو" وأسلوب "بيتشولي" من الجاكيتات والبلايزر والفساتين والمعاطف التي نُسقت ببعضها البعض بتناقض الألوان وتضادها المُنسجم.
"جاكموس" وفَن النحت في مجموعة ربيع وصيف 2024 للملابس الجاهزة
مجموعة "سيمون-بورت جاكموس" كانت بمثابة خروج جامح عما هو مُتوقع من المصمم الفرنسي الموهوب، فشهدنا تَحولًا من الأزياء المحاطة بِحس شبابي وارتباطات جمالية بطابع الإجازات وأوقات الاسترخاء الذي يعود لوطن العلامة والمصمم الواقع في الريف في جنوب فرنسا إلى خطوط منحوتة وصورة ظلية بهيكلة واضحة.
فكان مصدر الإلهام للمصمم هو الفن الحديث ومنها منحوتات الرسام والنحات السويسري "Giacometti".
بألوانها الحيادية من الأسود والأبيض والبيج التي كُسرت بدرجة من الأحمر الأنثوي، متجهة نحو القطع الأساسية وطابعها الكلاسيكي كالمعاطف والبدل والتنسيقات الرسمية التي حملت لمسة "جاكموس" الإستثنائية.