أسبوع الموضة في لندن يحتفل بعيده الـ40... إليكِ أبرز العروض التي خطفت الأنظار

انطلقت مع موسم خريف وشتاء 2024 احتفالات مجلس الأزياء البريطاني (BFC) بذكرى مرور 40 عامًا على أسبوع الموضة في لندن. هذه المحطة المهمّة، تشكّل علامة فارقة حيث حافظت العاصمة البريطانية طوال هذه الأعوام على مشهد أزياء فريد، فدعمت الكثير من المواهب الناشئة وشكّلت أرضًا خصبة لها كما احتضنت مصممين صاعدين، إلى جانب العلامات التجارية الغنية عن التعريف مثل Burberry، Erdem وRoksanda وغيرها.

من "سيمون روشا" Simone Rocha، إلى "بربري" Burberry و"جي دبليو أندرسون" JW Anderson، وغيرها، إليكم هذه المجموعات التي لفتت انتباهنا خلال أسبوع الموضة في لندن لموسم خريف وشتاء 2024.

Simone Rocha

قدمت المصممة الإيرلندية مجموعة خريف وشتاء 2024 بعنوان "The wake" وبها تُكمل بطريقة شَيقة ومثيرة للاهتمام ثلاثية الأزياء الخاصة بها التي بدأت في طيات مجموعة ربيع 2024 واستكملت بمجموعة "جان بول غوتييه" ربيع 2024 للأزياء الراقية تحت إدارتها الإبداعية، وتختتمها "روشا" بمجموعة خريف 2024 بمزيج من الخيال والتناقضات في المواضيع الرئيسية ومصادر الإلهام كالموت والحياة والاحتفال.

كانت المجموعة الجديدة لـ"سيمون روشا" غنية بالرموز والرمزية حيث تم تقديمها في كنسية "سانت بارثولوميو التاريخية" وتغوص هذه المجموعة في موضوعات الحداد والاحتفال بالحياة، وتتماشى تمامًا مع الموقع المختار.  تعكس القطع المزينة بعناصر رومانسية وحالمة مثل اللؤلؤ والتطريز التوقيع الجمالي لـ"سيمون روشا" الذي يتحدى المعايير بصور ظليه مبالغ فيها التي حُددت وزُينت في هذه المجموعة بحضور عناصر الهيكلة المتخللة في الكورسيهات والتي بالرغم من هيكلتها تميزت بالنعومة والدقة وأضافت بحضورها جمال الخطوط الظلية الأنثوية.

"The Wake" لا تُسلط الضوء على براعة "روشا" التقنية فحسب، بل تستحضر أيضًا تأملات عميقة حول الحياة والحزن وتقديس دورة الحياة والموت، وتُعيد تعريف حدود الموضة بعمقها العاطفي وجماليتها المبتكرة، فكانت مستوحاة من فستان الحداد الخاص بالملكة "فيكتوريا".

Burberry

في الموسم الثالث له كمدير إبداعي لدار Burberry، قرر المصمم دانيال لي Daniel Lee إعادة تقديم تصاميم وقصات كلاسيكية وأعطاها لمسة من العصرية والحداثة. منذ تعيينه في أكتوبر 2022، يحرص "دانييل لي" على التركيز على تجديد كلاسيكيات العلامة البريطانية بقصات جديدة وألوان جريئة، ويمكن القول إنه نجح في ذلك. مجموعة خريف 2024 حضرت فيها كلاسيكيات الدار – معاطف الترانش، الكنزات وأحذية ويلينغتون Wellington boots- المصممة لتدوم أكثر من المواسم.

أراد لي أن يكون الأمر متعلقًا بـ "الحرفة"، مشيرًا إلى أنه أراد أن تؤدي هذه القطع أداءً جيدًا، "ولتشعر بالمتانة والعملية، وتسير جنبًا إلى جنب مع معطف واقٍ من المطر". لم يكن يريد أي شيء ثمين للغاية، ووصف المجموعة بأنها مناسبة "للتجول في الخارج. إنها ملابس يمكنك العيش فيها."

المعاطف كانت هي التصميم السائد في أزياء خريف وشتاء 2024، حيث قرر "لي" أن ينفخها ويقلصها في فراء مشذب وجلد مرن ولمسات من النايلون. تميزت المجموعة بتصاميم يومية عملية، حيث انتقلت الإطلالات من النهار إلى الليل عبر البدلات المقلمة، والقمصان الشفافة، وملابس السهرة. تم تسليط الضوء على سمات المدينة المميزة في جميع أنحاء المجموعة، من خلال السترات البومبر، والسراويل الفضفاضة المزودة بسحاب، والملابس المحبوكة، وغيرها. وبات اللون الأزرق مرادفًا لعلامة Burberry.

Roksanda

اختارت دار Roksanda التصاميم الهندسية والبسيطة المريحة للمرأة بكافة اطلالاتها اليومية. بأشكال مزخرفة وطيات الأقمشة المتناغمة بعضها ببعض، استطاعت العلامة دمج الاقمشة والألوان بعضها ببعض من خلال القطع، مع التركيز على اختيار الصيحات اليومية الكلاسيكية والفساتين الكاجوال التي تناسب الاذواق كافة.

ركّزت دار Roksanda على اعادة احياء موضة الفساتين الواسعة وغير المحددة للجسم مع القصة الجامدة من ناحية الاكتاف. كما برزت موضة الفساتين المتموجة مع طبقات الأقمشة الهندسية والمنسدلة من الجهة الأمامية بطريقة متدرجة، مع الكشف عن اليدين بأسلوب شبابي. واللافت في عرض Roksanda موضة الشراريب التي زيّنت أغلبية القطع بخطوط هندسية تنسدل بشكل هندسي إلى الأسفل مع التفاصيل النافرة وغير المستقيمة لتؤكد هذه الدار مرة جديدة تميّزها بإطلاق كل ما هو جديد وعصري في عالم الموضة. ولمزيد من الفخامة ركّز عرض أزياء Roksanda على موضة التنانير الملونة مع الفراغات الأمامية والقصة الواسعة لتكون من اختيارك مع صيحة البناطيل الواسعة بطريقة متجددة، إلى جانب موضة التنورة الملفتة بالتدرجات الميتاليك الملونة والهندسية التي برزت بالعديد من القطع.

JW Anderson

تصدّرت التصاميم الكبيرة الحجم عنوان مجموعة JW  Anderson لخريف وشتاء 2024، ملابس مريحة، ضخمة، بتنسيق لافت، بعيدة طبعاً عن الكلاسيكيات، والإطلالات الروتينية، التي إعتادت العين عليها.  تميّزت هذه المجموعة بأنها متشابهة في عنصر الجرأة والمبالغة، من حيث التصميم وحتى التنسيق.

من المعاطف العملاقة والضخمة، إلى الفساتين المحبوكة الفضفاضة، التي افتتحت وأغلقت عرض المدرج، إلى النقشات الجريئة، التي حولت عالم الخيال إلى واقع، وهذا ما هو متوقع فعلاً من JW Anderson. لطالما تحدث المصمم عن كيف تلهم التكنولوجيا، الشاشات والكواليس، عمله. وفق JW Anderson، هذه المجموعة مستوحاة من "التفكير المستقبلي" في وقت يكتشف فيه الشباب الحنين إلى الماضي وعالم الذكريات. وقد انقسمت المجموعة إلى فئتين، "الغريبة" و "البراغماتية"،  حاول من خلالها أن يصل إلى أكبر عدد من النساء، لتكون التصاميم مناسبة رغم تشابهها، لتنال إستحسان شريحة كبيرة.

Erdem

قدّمت دار Erdem أحدث عرض لها في أسبوع الموضة في لندن أمام رخام البارثينون، المنحوتات اليونانية القديمة المعروضة في المتحف البريطاني، فتميّزت المجموعة بتصاميم مميّزة، متنوعة، تمجد التاريخ، بعين مبتكرة معاصرة. جمعت Erdem لموسم خريف وشتاء 2024 الاختلافات: الأسلوب الكلاسيكي مع العصري، وهذا فعلاً ما جعلها مجموعة لافتة.

هذه المجموعة مستوحاة من السوبرانو الأميركية ماريا كالاس، التي كانت تشتهر بأناقتها وفخامة إطلالاتها، وقال مورالي أوغلو إن كالاس "اقتلعت من جذورها"، مشيراً إلى أنها ولدت في نيويورك، لأبوين يونانيين، وترعرعت وتدربت في أثينا. وقال إنه "أراد أن يعيد إلى الأذهان يونانيتها، فكرة أن يكون شخص ما من مكان ما وينتهي به المطاف في مكانٍ آخر، مثيرة جداً للإهتمام بالنسبة لي، أعتقد أن هناك بعض أوجه التشابه هناك".

وجاءت مجموعة Erdem بمثابة ترجمة  لتصاميم تاريخية، بتجسيد فني مبتكر، لتكون النتيجة مبهرة، مجموعة أزياء معاصرة تجذب كل سيدة.

Richard Quinn

بقطع ملكية وموديلات تحاكي الروح الحيوية في شتاء 2024، وبأسلوب متجدّد في جمع الأقمشة والالوان في إطلالة واحدة، قدمت دار Richard Quinn مجموعتها في لندن التي تميّزت بأجمل تصاميم ملفتة وقصات استثنائية تذكّرنا بعالم الهوت كوتور الراقي. بدأ عرض أزياء دار Richard Quinn بصيحة الفساتين السوداء المخملية المنسدلة بقصة واسعة مع تفاصيل الكشكش الراقي والعصري. فعادت بنا هذه المجموعة الى العصر الفيكتوري، وذلك من خلال الياقة البيضاء العالية البارزة بتفاصيل الكشكش المترابط وطبعات الورود النافرة من الجهة الامامية مع أقمشة الساتان العريضة.

كما أتت فكرة الكورسيه المزيّن بالكريستال أساسية في عرض أزياء دار Richard Quinn ونسّقتها مع موضة التنانير الواسعة المنفوشة والمصنوعة من أرقى الخامات، مثل المخمل والكريب والساتان.

وتعيد دار Richard Quinn ابتكار التصاميم التي تشتهر بها بأساليب جديدة، سواء من خلال طبقات الأقمشة أو القصات الجديدة والمتدرجة بالألوان الزاهية.

David Koma

استلهم المصمم من مصممة الرقص الألمانية الراحلة "بينا باوش" ومصممة الرقص الشابة المعاصرة "كانديلا كابيتان." هكذا ولدت مجموعة David Koma من تجربته في معرض "Thin Air" في لندن. هذا المعرض، الذي يمزج بين الفضاء والضوء والصوت، يثير التكوين الإبداعي لمجموعته.

وقال كوما خلال معاينة المجموعة: "بينا" هي شخص يعكس حقاً الهشاشة والضعف، لكنها في الوقت نفسه قوية ومسيطرة، في حين أن كانديلا تعبّر عن فنها من خلال الحركة والتكنولوجيا". استخدم كوما أقمشة مختلفة ليحكي قصة الجديد والقديم. تمثل أقمشة الشيفون والساتان والمخمل الأناقة، بينما تجسّد أقمشة التول والقمصان الهدلة حماسة المصمم لأزياء الحفلات.

مزجت تصاميم كوما بين الملابس اليومية وملابس الرقص، حيث تظهر في ملابس أنيقة باللونين الأبيض والأسود مع السراويل الضيقة والقمصان العلوية. تتميز فساتين السهرة الأنيقة بتفاصيل مستوحاة من الباليه، في حين تأتي التنانير القصيرة المُعاد تصميمها بأقمشة وألوان مختلفة، بدءًا من الحواف المزيّنة بالريش وحتى لمسات الشيفون.