موضة الريش أثارت الكثير من الجدل عبر العصور قبل أن تصبح الأكثر شعبية
يقال أن الإنسان القديم كان يستخدم ريش الطيور لتصميم ملابسه، هذا التحليل العلمي يعود لقلب الميلاد بـ 60 عاماً. تصوري أن الريش منذ آلالاف السنين كان اللباس الخاص بالإنسان، ومع تطور كل معالم الموضة مع الوقت أصبح الريش من الاكسسوارات اللافتة التي تزين أجمل تصاميم الفساتين والملابس. هذا ليس كل شيء عن موضة الريش، ستقرئين اليوم على موقع "هي" كل ما يُعرف عن الريش وكيف دخل إلى تصاميم الملابس والمزيد.
تاريخ موضة الريش من العصور القديمة حتى اليوم
منذ آلاف السنين حتى اليوم يفضل الإنسان التزين بما هو طبيعي، وحسب قانون الموضة الذي وضتعه في الكثير من المجتمعات القديمة كلما كانت العناصر التي يتزين بها الإنسان غير عادية، كلما ارتفعت المرتبة الاجتماعية لمرتديها. وكان هذا صحيحاً بالنسبة للعديد من الثقافات، وخاصةً الأمريكيين الأصليين، حيث كان ارتداء الريش بمثابة رمز الشرف الرفيع. استخدم الأمريكيون الأصليون الريش تاريخيًا كوسيلة لتحديد الإنجازات ذات الأهمية والأسلوب المختلف من قبيلة إلى أخرى.
في القرن الثاني عشر أصبح الريش عنصراً أساسياً في الملابس في إيطاليا خلال احتفال كرنفال البندقية السنوي الذي كان يقام كل عام، حيث كان سكان البندقية يرتدون أقنعة من الورق مزينة بالريش بشكل كبير لإخفاء هوية الشخص خلال الاحتفالات. ومع دخول الريش في اتجاهات الموضة الشعبية خلال العصور الوسطى، حمل الأكسسوار أهميته كقطعة ملابس تشير إلى الأهمية الاجتماعية.
في القرن السابع عشر، جلب البرتغاليون تقاليدهم الكرنفالية الخاصة معهم إلى البرازيل، عندما استعمروا البلاد. بدأت كحفلات راقصة رسمية بين المجتمع البرتغالي الراقي، وسرعان ما تم الاستيلاء على الحفلات وطغت عليها الاحتفالات الملونة والحيوية للبرازيليين الأفارقة التي غمرت الكرنفال بالرقص والموسيقى والأزياء. وبينما تم الفصل في البداية بين الثقافتين، اندمجت الاحتفالات في القرن العشرين لتصبح المهرجان الكبير الذي يملأ شوارع ريو دي جانيرو كل عام. أصبحت موسيقى ورقص السامبا هي التي تحدد أجواء الاحتفالات، حيث تتنافس مدارس السامبا في عروض الكرنفال ذات الشهرة العالمية المزينة بأزياء مزينة بالريش والمزخرفة.
وسرعان ما تُرجم هذا الاتجاه الاحتفالي إلى موضة شائعة، حيث كلما كان تصاميم الريش تطغى على الأزياء حتى ولو بأسلوب أكثر غرابة، كلما ارتفع الترتيب الاجتماعي. كان ريش الحيوانات مثل النعامة والبجعة والطاووس شائعًا بين الطبقات الاجتماعية العليا، في حين أن الريش الذي كان من السهل الحصول عليه كان يرتديه الطبقات الفقيرة.
بحلول القرن الثامن عشر، أصبح ارتداء الريش حصراًبالسيدات بالكامل تقريباً باستثناء العروض العسكرية. خلال فترة حكمها كملكة فرنساظهرت ماري أنطوانيت بتسريحة شعر مميزة بالريش، مما أثار موجة من النساء لتبني نفس الأسلوب من قبل النساء فيما بعد.
وصلت موضة الريش إلى ذروتها خلال في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث أصبح الريش أكثر من أسلوب تجاري يتم عرضه عبر اتجاهات مختلفة في ذلك الوقت. حيث ارتدت الفنانات الإستعراضياتأزياء الريش أيضاًمنهن ميستينجيت وجوزفين بيكر اكسسوارات من الريش كأداة لتعزيز الحركة على المسرح. بالإضافة إلى ذلك، أدى هذا الازدهار إلى ظهور صناعة القبعات التي ابتكرت قبعات مزينة بالريش. في حين كانت أغطية الرأس المصنوعة من الريش رائجة خلال هذا الوقت.
بعد إقرار قوانين تمنع استخدام الريش الطبيعي كأدات لتزيين الفساتين والاكسسوارات بسبب التغيير البيئي، تم تغيير التأثير البيئي للأزياء ذات الريش منذ ذلك الحين للحفاظ على الأسلوب مع تقليل البصمة البيئية. لقد تطور الريش ليتم جمعه ومعالجته وصبغه بشكل مستدام بطرق مختلفة لتحسين مظهره. أدت الريشة المنتجة بشكل صناعي إلى استعادة الاتجاهات ذات الريش زخمها في وقت لاحق من القرن العشرين. تضمنت الأنماط الجريئة في السبعينيات والثمانينيات الكثير من الريش مع تصاميم ضخمة وكبيرة تدل على الفخامة، أضاف الريش إحساساً بالضخامة إلى الجسم. على مدارج الثمانينيات والتسعينيات، أعطى المصممون لمسة غريبة لمجموعات الأزياء، سواء كأكسسوار أو معطف واحد يبرز المظهر أو معطف كامل مزين بالريش.
دخل الريش إلى الألفية الجديدة مع ظهور إكسسوارات الريش، مثل مشابك الشعر والأقراط، التي تميل إلى المظهر البوهيمي. ثم انتشر أكثر هذا الاتجاه مع نغمات موسيقى الروك أند رول حيث اختارته النجمات مثل كيشا وستيفن تايلر من إيروسميث وهم يرتدون الأكسسوارات المصنوعة من الريشفي العام 2010. في الآونة الأخيرة، عادت اموضة الريش الحديثة إلى منصات العرض، حيث ظهرت في مجموعات 2019 و2020 لفالنتينو، ومارك جاكوبس، وجيفنشي، وأوسكار دي لا رنتا وغيرهم.