موضة الترتر اكتشفت من أزياء الفراعنة وتطورت حتى وصولها إلى شكلها الحالي
عندما نتحدث عن الاكسسوارات التي كانت تزين الملابس منذ القدم، يمكن ذكر العملات النقدية مثلاً والمجوهرات وغيرهما. لكن هذه القطع تغيرت مع الوقت واستبدلت بحبات الترتر البراقة، التي تعتبر اليوم من الزينة الأساسية في تصميم ملابس وأزياء السهرات. لكن الخوص في عالم الموضة والتعرف أكثر على موضة الترتر سيكشف عنها الكثير، فكيف تطورت ومتى بدأت وما هي أهم الأزياء التي اعتمدت على موضة الترتر؟ اكتشفي كل هذه الأمور عن موضة الترتر على موقع "هي".
متى ظهرت موضة الترتر؟
احتوت ملابس الإنسان على مر القرون على عملات معدنية للتعبير عن مكانته الإجتماعية وثراءه، كان هذا شائعًا بشكل خاص بين الثقافات البدوية القديمة. ونشأت كلمة "الترتر" من الكلمة العربية سيكا والتي تعني "عملة معدنية"، وأصبحت فيما بعد الكلمة الفينيسية زيكينو. وفي أواخر القرن السادس عشر، تحولت إلى الكلمة الفرنسية الترتر.
حيث تم تزيين العباءات والبدلات الرسمية بأقراص معدنية مصقولة عبر التاريخ، الأمر الذي تطلب ساعات من الخياطة اليدوية على يد الخياطات. ومع ذلك، فقد نما هذا الاتجاه عندما تم اكتشاف اكتشاف تاريخي.
في عام 1922، فتح علماء الآثار قبر الفرعون المصري توت عنخ آمون، وكشفوا عن ملابس رائعة مزينة بأقراص صغيرة مصنوعة من الذهب الخالص. وسرعان ما عكست الموضة الغربية القطع الأثرية المبهرة الموجودة في مقبرة الملك توت مع انتشار أخبار الاكتشاف. غالباً ما كانت فساتين الفراعنة أيضاً مزينة بزعانف السمك والتي اعتبرت من الترتر المعدني.
كيف طوّر مصممو الزياء موضة الترتر؟
بحلول ثلاثينيات القرن العشرين، طور المصنعون عملية لإنشاء ترتر خفيف الوزن باستخدام الجيلاتين الملون مع طلاء الرصاص. بدت حبات الترتر أكثر لمعاناً، ولكنها كانت غير عملية لأنها ذابت عند درجات حرارة منخفضة مثل حرارة الجسم وذوبت في الماء. وفي نفس العقد، قام العالم هربرت ليبرمان بتطوير ترتر الأسيتات عندما كان يعمل في إنتاج الأفلام لشركة إيستمان كوداك،حيث خصصت لغرض تصميم أزياء الرقص المتلألئة وخاصة أزياء الفرقة الموسيقية.
أدى الإحساس الذي أحدثه اكتشاف مقبرة الفراعنة إلى إثارة حالة من الجدل في وسائل الإعلام العالمية، وبالتالي سيطر الهوس بالأزياء الفرعونية إلى الخوص أكثر في عالمهم. حيث ظهرت الزخارف المصرية في كل مكان، واخترقت عوالم التصميم الداخلي والأفلام والأزياء، وعادت الترتر بشكل كبير نتيجة لذلك - كما يتضح من فستان Coco Chanel المتلألئ الذي ارتدته الممثلة ألدن جاي والتقطه إدوارد ستيتشين.
نُشرت مقالة عن الديسكو والملابس المخصصة لهذه الحفلات في مجلة رولينج ستون عام 1973، وفي غضون بضعة أشهر اجتاحت أظياء الديسكو العالم. وشكلت الألوان الجريئة والشعر الضخم والأحذية ذات الكعب العالي الزي الرسمي للحركة الموسيقية الجديدة، في حين أن الترتر - سطحه المعدني الذي يلتقط الضوء على حلبة الرقص تماماً مثل كرة الديسكو التي تتلألأ سرعان ما أصبحت شعار هذه الموسيقى.
يتم عرض تأثير الترتر على الموضة في مجموعة متحف فيكتوريا وألبرت في لندن، حيث تُظهر العديد من عناصرها التاريخ الطويل للترتر داخل الصناعة، على سبيل المثال فستان سهرة من شانيل عام 1932 مصنوع من حرير الساكس الأزرق المغطى بالترتر المطابق.وبعد سنوات من انتشار هذه الموضة ستجدين الترتر على مدارج عام 2017 لـOscar de la Renta وMorse وPrabal Gurung. وغيرها من علامات الموضة التي أصبحت تعتمد على موضة الترتر لتزيين الفساتين البسيطة بسلوب قوي يغني عين الناظر إليها، ويضيف التألق إلى من ترتديها.