"هي" تحتفل بأسبوع الموضة في البحر الأحمر مع 3 مصمّمات.. قصيدة لتناغم الثقافات وسرد فنون السفر بلغة الأزياء
حوار: MASHAEL AL DAKHEEL
احتفى مجتمع الأزياء السعودي بمحطة جديدة في عالم الموضة المحلية والعالمية، وذلك باستضافة أول أسبوع للموضة في البحر الأحمر. سحر وجاذبية وإعجاب، أقيم العرض التاريخي في سواحل البحر الأحمر، تلك البقعة التي يتم اكتشافها اليوم من قبل السعودية والعالم لتكون وجهة سياحية ملهمة لجميع أنواع الثقافات والفنون من حول العالم.
ما يميز عالم الموضة والأزياء هو تلك الرغبة في التجدد والابتكار، وهذا ما شهدناه مع الإعلان غير المتوقع لـRSFW بعد مدة قصيرة من انطلاق أول أسبوع أزياء رسمي في المملكة العربية السعودية الذي أقيم في أكتوبر الماضي 2023 في الرياض.
انطلاقة أسابيع الموضة في السعودية تشكل مراحل انتقالية يتم فيها التقاط روح الوقت المتغير ونضج منهجية القطاع في لحظة من الجمال المطلق. وبمناسبة هذا الحدث تحتفل "هي" مع 3 مصممات شاركن في هذا الحدث الاستثنائي الذي لفت انتباه محنكي الموضة في المنطقة والعالم.
مصممة الأزياء تيما عابد
صممت مجموعة الكوتور بتأثير هوية مجموعات الكروز والوصول إلى ابتكار قطع تعكس الإلهام من الطبيعة والعناصر الجمالية
كيف استهلمت هذه المجموعة من البحر الأحمر؟
استلهمنا المجموعة من طبيعة البحر الأحمر من خلال اللون الأبيض الذي يكسو رمال شواطئها، ومن كنوز البحر مثل اللؤلؤالبراق. ارتكزت المجموعة بشكل أساسي على ثلاثة عناصر أساسية، وهي: الهواء والماء والتراب. وكان التحدي في انسجامها وارتباطها ببعضها على الرغم من اختلافها. وقد استخدمنا خامات ومواد معادا تدويرها، تشجيعا لتوجه الاستدامة.
ما الذي يميزك مجموعتك هذه عن غيرها؟
جسدنا في هذه المجموعة المرأة السعودية والعربية، وأنا واحدة منهن، بما نحن علـــــيه من قوة وثقة وحــــــرية. هـــذه المــجــمــــــوعة بالنسبة لي هي بصمة في تاريخ التطور والتقدم الذي يشهده وطني. واجهتني أثناء تصميم هذه المجموعة تحديات مختلفة وجميلة عن التحديات التي خضتها في بداياتي. لم تواجهني صعوبات، بل وجدت أنني اقتحمت حاجزا جديدا، واكتشفت أبعادا جديدة في منهجية الإبداع.
صممت مجمــــوعــــــة الكـــوتـــــور بتــــأثــــــير هــــويـــــة مجــمــــــوعات الكروز والوصول إلى ابتكار قطع تعكس الإلهام من الطبــــيــــعة والعناصر الجمالية؛ الماء والتراب والهواء كم هو مفهوم متنـــــــاقض ومترابط في الآن ذاته… لا حـــــدود له في هــــذا الـتــنـــــاقض الــــذي يثـــــــبت للعقل والقلب أن الاختلاف أساس الجمال، وسعيت لإبرازه من خلال هذه المجموعة.
وقد تشرفت بافتتاح هذا الحدث العالمي بلغة الفن التي توليها هيئة الأزياء اهتماما يستحق الشكر والثناء، لكوني أفتتح أول أسبوع للموضة في البحر الأحمر، تلك المنطقة التي تعد قطعة من مستقبل زاهر لبلدي، والتي تعد وجهة عالمية تذهل العقول ببحرها وروعة شواطئها.
عرضت مجموعاتك سابقا في باريس والرياض والآن في البحر الأحمر، كيف تشكل هذه الوجهة أبعادا جديدة على مشهد الموضة السعودي محليا وعالميا؟
شاركت في أسبوع الموضة في باريس للتصاميم الراقية، وكان هذا يعني لي الكثير. كانت تملؤني رغبة وطموح بأن أنقل إبداعي إلى العالمية، ومن ثم مثلت السعودية في إكسبو دبي 2021 عن طريق وزارة الثقافة وهيئة الأزياء والحمد لله أخذت المركز الأول. كما فزت بجائزة فاشن TV كرستالة عام 2022، وبعدها خضت تجربة العرض في أول أسبوع الموضة في المملكة، وهو أسبوع الموضة في الرياض.
كانت المشاعر بداخلي مزدحمة فهذا أول حدث رسمي للأزياء على أرض الوطن.
كانت المجموعة مليئة بمشاعر الفخر وأحاسيس مختلفة لكوني حققت حلما طال انتظاره، ومن المؤكد أنه كان لهذا أثر جميل.
وقد حظيت العلامة ببصمتها الخاصة بدعم وثقة القائمين في قطاع الأزياء السعودي، لأدخل في التاريخ كأول مصممة تفتتح أول عرض أزياء في البحر الأحمر، وهو ما استفزّ أحلامي وحفزني، ليكون طموحي أكبر وأقوى. وسوف تصبح علامة "تيما عابد" علامة سعودية وعالمية تكتب التاريخ بوجودها في أرقى واجهة العرض والبوتيكات العالمية كعلامة سعودية يفتخر بها.
بصفتك مصممة كوتور، كيف توازنين بين DNA الكوتور وزخم تفاصيله مع البساطة الأنيقة في تصاميم مجموعات كروز؟
المجموعة كانت تليق بالبحر الأحمر في منتجع عالمي باهر. التوازن بين DNA تيما عابد، وهي متخصصة في عالم الكوتور "التصاميم الراقية". أخذنا في عين الاعتبار استخدام الأقمشة التي تتناغم بشكل جميل مع طبيعة المكان. ويحمل المصمم رسالة مع كل تصميم، وأنا أقدم للمرأة جزءا من كياني في كل قطعة تحاك في "الأتولييه"، وأضع بين طياتها كل قوتي وأنوثتي وحبي للحرية والشغف والطموح وكثيرا من مشاعري، تصاميمي هي ترجمة عالية الإتقان لمشاعري.
دائما ما نرى تفاصيل قوية في أسلوبك التصميمي، تعززين من خلالها الحس الأنثوي للمرأة وتحتفين بجمالها. هل تكمن في طيات تصاميمك رسائل خاصة للمرأة؟
أنا امرأة سعودية بدأت من الصفر، وأؤمن بأن المرأة السعودية يكمن في داخلها قوة وأنوثة، هي أنثى بكل المقاييس، هي امرأة طموحة وصاحبة نظرة، هي مختلفة في رأيي أنا بصفتي مصممة، لأننا مررنا بمراحل وعهود واختلافات كثيرة. المصممة السعودية لديها فرصة عظيمة، لأن هذه البلد من أغنى البلدان في العالم من ناحية تراث الأزياء في مناطقها، الوفرة عندنا عظيمة وتثري أي تصميم إذا درس ووضع بشكل صحيح وسليم، وناتج مُغرٍ يليق بأن يضاهي التصاميم العالمية.
مصممة الأزياء هادية غالب
وجود علامات محلية لأزياء السباحة أمر مهم
تهانينا لكونك واحدة من أوائل العلامات التي تعرض مجموعتــــهــــا لأول مــــرة في أول أسبــــوع الــمــوضـــــــة في البحر الأحمر، كيف كانت التجربة؟
شكرا لك! كان شرفا لا يصدق وتجربة مثيرة أن أكون جزءا من هذا الحدث الرائد. مشاركتي في أول أسبوع لمجموعات الكروز والأزياء البحرية سمح لنا بعرض أحدث مجموعاتنا لجمهور متنوع ومتميز، وتسليط الضوء على العناصر الفريدة لتصاميمنا التي تمزج التراث الثقافي مع الموضة المعاصرة. كانت ردود الأفعال إيجابية بشكل كبير، وبالتأكيد فتحت فرصا جديدة لنا في المنطقة وخارجها.
لنعود معك إلى بداية العلامة الخاصة بك، ورحلة تجربتك لكونك مختصة في مجال التسويق ثم أصبحت مصممة الأزياء، هل كنت تعرفين دائما أنه سينتهي بك المطاف إلى تصميم الأزياء؟
رحلتي في تصميم الأزياء لم تكن واضحة منذ البداية. بدأت حياتي المهنية في مجال التسويق، والتي زودتني برؤى قيمة في سلوك المستهلك، وطريقة بناء العلامات، وطرق التواصل والاستراتيجيات. بينما كنت أستمتع بالتسويق، كان لدي دائما شغف عميق للأزياء والتصميم. أدركت خلال وقتي في التسويق أنني أردت إنشاء شيء خاص بي، وهو شيء يسمح لي بالتعبير عن إبداعي وتراثي الثقافي. أصبح تصميم الأزياء أمرا طبيعيا بالنسبة لي، ويمزج مهاراتي التسويقية مع حبي للأزياء. كانت المرحلة الانتقالية مسألة طبيعية جدا، مؤكدة أن هذا كان بالفعل قدري الحقيقي.
ما أهم مرحلة تطويرية خضتها منذ اللحظة التي كنت تصممين فيها ملابس السباحة المتواضعة، مرورا إلى إنشاء علامتك التي تحظى اليوم بنجاح عالمي؟
كان التطور صعبا ومجزيا على حد سواء. في البداية ركزنا على تصميم ملابس السباحة المتواضعة، وتلبية احتياجات السوق المتخصصة وطلباته المتزايدة يوما بعد آخر. ولاقت تصاميمنا إقبالا جيدا، وسرعان ما أدركنا إمكانية توسيع عروضنا. كان التطور الأكثر أهمية هو قدرتنا على الحفاظ على قيمنا الأساسية واتباع نهج الموضة المحافظة، والحفاظ على ثقافتنا باحتياجات السوق والابتكار والتكيف مع الاتجاهات العالمية للأزياء. وسعنا خطوط مجموعاتنا وصقلنا هوية العلامة بالتعلم المستمر والتكيف والالتزام بالجودة والأصالة.
كيف تنـــــعـــكــــس الجــــذور الــعــربــيــــة وتــحـــديــــدا المصرية في تصاميم العلامة؟
جذورنا العربية والمصرية مدمجة بعمق في DNA العلامة. منذ البداية سعينا للاحتفال بتراثنا من خلال تصاميمنا. هذا واضح في اختيارنا للأقمشة والأنماط والألوان التي تعكس التاريخ الغني والثقافة النابضة بالحياة في مصر والعالم العربي. ندمج الزخارف والتقنيات التقليدية مثل التطريزات الدقيقة والقطع المنسوجة يدويا، ونمزجها مع الصور والأنماط الظلالية الحديثة. هدفنا هو تصميم قطع يصل صداها محليا ودوليا واستعراض الجمال والحرفية للثقافة العربية والمصرية.
لماذا اخترت تصميم ملابس السباحة؟ وما أهمية وجود علامات محلية متخصصة في ملابس السباحة طموحها الوصول إلى العالمية؟
كان اختيارنا لتصميم ملابس السباحة خيارا طبيعيا بالنسبة لنا، ويعود ذلك إلى الطلب العالي من المجتمع للحصول على ملابس سباحة بخيارات أنيقة ومحافظة، والاهتمام بارتداء ملابس السباحة التي تتوافق مع قيم المرأة الثقافية دون المساس بالأسلوب والراحة. من خلال التركيز على ملابس السباحة، تمكنا من سد هذه الفجوة في السوق، وتوفير بدائل عصرية وعالية الجودة.
وجود علامات محلية لملابس السباحة أمر مهم لعدة أسباب: أولا أنه يعزز من وجود المواهب المحلية وريادة الأعمال، وهو ما يدفع النمو الاقتصادي داخل المنطقة. وثانيا، يسمح ذلك بإنشاء قطع وتصاميم مصممة خصيصا لتلبية احتياجات المجتمع الثقافية وأسلوب الحياة. يمكن للعلامات التجارية المحلية أن تسهم أيضا في خلق حوار عالمي متبادل، وتقدم وجهات نظر فريدة من نوعها. في نهاية المطاف، تساعد هذه العلامات على تعزيز الشعور بالفخر والتمثيل، وتمكين المجتمعات من تبني هويتها الثقافية بثقة.
مصممة الأزياء تالا أبو خالد
أحب الأسلوب البوهيمي في التصميم، وهو قريب من أن يكون طبيعيا ومستداما
كيف كانت ردة الفعل الأولية عندما سمعت عن RSFW وأنه جرى اختياره للمشاركة في عروض أول تقويم لمجموعات الرحلات البحرية السعودية؟
عندما سمعت للمرة الأولى أنه باختياري لأكون جزءا من أول RSFW على الإطـــــلاق شعـــــــرت حـــرفــيــــــا بأن قــــــــلبي يخرج من صدري، ليس فقط لكونه أول أسبوع موضة متخصصا بأزياء الكروز ويقام في بلدي السعودية، أو لأن لدي شغفا كبير بالمجموعات البحرية، بل لكونه سيقام في أكثر الأماكن الحالمة والساحرة في العالم. أنا أيضا ممتنة جدا لاختيار علامــــــتـــــي للـــــعـــــرض الخــتــــــامي لـRSFW الذي جعل تجربتي خاصة ومختلفة.
الجمالية التصميمية الخاصة بك معروفة بمزيجها الفريد من اللمسات السعودية وعناصر من الأسلوب البوهيمي. كيف تؤثر خلفيتك الثقافية وتلهمك في عملية التصميم؟
باعتباري مصممة، يقدم لي التراث الثقافي والفني الغني في السعودية الكثير من الإلهام الذي نجده في الأنماط والتطريز، والـــخــــامــــــات الــــتــــراثــيــــة، والمــنــــاظـــــر الطبــيــــــعية، أو التفاصيل المعـــــمارية. من الـــــسهل جدا بالنسبــــــة لــــي أن أستوحي من تراثي وأدمج العناصر الثقافية المختلفة في أسلوبي وتوجهي البوهيمي.
ذكرتِ أن مـــــجموعـــــتك التي قدمــــــتها في عروض RSFW مســــــتوحاة من أشــــجار النخيل السعودية. كيف يمكن لمصمم أن يجـــــد طرقا إبداعـــية مبتكرة ليستلهم منها من عناصر ثقافية مستهلكة؟
لا يوجد حدود للإلهام من الثقافة بالنسبة لي، مع مفهوم واحد يمكن أن يكون هناك نتائج لا نهائية، كل ذلك يعتمد على الرؤية والأسلوب الشخصي. يكمن التحدي في إعادة تخيل هذه الزوايا المألوفة بطرق جديدة غير متوقعة. لمجموعة ريزورت التي عرضناها في RSFW، لم نستخدم صور شجرة النخيل فقط؛ بل عملنا على تضمين أجزاء فعلية من أوراق النخيل والخرز الخشبي الطبيعي، وهو ما حول فكرة المشهد الطبيعي الجميل في السعودية إلى تصاميم معاصرة.
في رأيك، ما هو توجه حركة بوهو في عام 2024؟ وكيف تؤثر مجموعات الريزورت أو الكروز البحرية في مبادئ هذه المجموعات؟
أحب الأسلوب البوهيمي في التصميم، وهو قريب من أن يكون طبيعيا ومستداما. دمج مجموعات الكروز في هذا السياق يوسع السرد، ويمزج الطبيعة المريحة والعابرة لارتداء الكروز مع التأثيرات الفنية المتجذرة بالأسلوب البوهيمي. يخلق هذا التقاطع تصاميم فاخرة وفي الوقت نفسه أنيقة بأسلوب غير متكلف، لتكون الأزياء مثالية للسبر بأسلوب عصري وبوعي تام بأمور البيئة.