الموضة في قلب أولمبياد باريس 2024 ...Dior وLouis Vuitton في الصدارة مع بروز مبدعين شباب
افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 كان مناسبة استثنائية شهدت تداخلًا مثيرًا بين عالمي الرياضة والموضة. حيث كانت الموضة في دائرة الضوء بشكل بارز، مما أضاف لمسة من الرفاهية والإبداع إلى الحدث الرياضي العالمي. وقد كانت دور أزياء مثل "ديور" Dior و"لويس فويتون" Louis Vuitton وعدد من المبدعين الشباب في مركز الاهتمام في حفل الافتتاح.
كون الحدث يقام في باريس، التي تُعتبر عاصمة الموضة العالمية، كان من الطبيعي أن تكون الموضة في قلب الاحتفال. احتوى العرض على تصاميم مستوحاة من التراث الفرنسي والابتكارات الحديثة. الأزياء التي ارتداها النجوم والرياضيون كانت تعكس الفخامة والأناقة الباريسية على حد سواء.
بعد سنوات من التحضير، وصل الموعد المنتظر. حتى أن الأمطار التي سيطرت على الافتتاح لم تقلل من رهجة هذا النهار الرياضي الطويل. فاستمرّ العرض التاريخي على الرغم من الأمطار الغزيرة المتقطعة - مما وضع علامة فارقة جديدة لافتتاح الألعاب الأولمبية مع احتفال غامر بمعالم باريس والعروض المرصعة بالنجوم. مرّ المشهد الذي أخرجه "توماس جولي" Thomas Jolly عبر التاريخ والثقافة الفرنسية بمزيج من التكريم الصادق والنظرة الجديدة المختلفة.
ووسط المشاهد المبهرة التي تم بثها مباشرة على شاشة التلفزيون وتابعها 22 مليون شخص في فرنسا وحدها، برز سؤال "من وقّع هذه الإطلالة؟" خصوصًا عندما أطلت كل من "ليدي غاغا" Lady Gaga، "آيا ناكامورا" Aya Nakamura، "جولييت أرمانيه" Juliette Armanet، "سيلين ديون" Celine Dion ومغنية الأوبرا "أكسيل سانت سيريل" Axelle Saint-Cirel، واللواتي أدين في أشهر المعالم الباريسية.
الإجابة كانت إن كل هذه الإطلالات الخمسة من العروض الرئيسية هي من تصميم دار الأزياء الراقية "كريستيان ديور"، كجزء من رعاية شركة LVMH لأولمبياد باريس.
توقيع دار ديور سيطر على الحدث
وقّعت المصممة "ماريا غرازيا كيوري" Maria Grazia Chiuri وفريق دار ديور فستانًا مذهلاً من الريش مع تنورة قابلة للإزالة لتقديم ليدي غاغا أغنية الكباريه الفرنسية الكلاسيكية "Mon Truc en Plumes" لـ"زيزي جانمير".
غنّت "آيا ناكامورا" مجموعة من أغانيها الناجحة وأغنية شارل أزنافور "For Me Formidable" في فستان قصير من ديور بكتف واحد مصنوع من الريش الذهبي، بينما ارتدت الميزو سوبرانو "أكسيل سانت سيريل" فستانًا أبيض مستوحى من Marianne وقد امتزج مع العلم الفرنسي العملاق الذي كانت تحمله.
من جهتها، أدّت "جولييت أرمانيه" على متن قارب دوار، على خلفية بيانو مشتعل، في إطلالة تعاونت فيها ديور مع الفنانة "كلارا داجوين" Clara Daguin، التي كانت تطريزاتها المضيئة تومض على إيقاع الأغنية.
أما مسك ختام هذه الليلة، فكانت بعودة "سيلين ديون" - التي لم تغني لمدة أربع سنوات بسبب معاناتها من حالة مرضية نادرة - إلى المسرح، وقد غنّت لإديث بياف "Hymne à L’Amour" مرتدية فستانًا لامعًا من تصميم ديور مطرزًا بآلاف اللآلئ وأكثر من 500 متر من الشراريب.
وقالت ديور إن الإطلالات سوف تُعرض في متحف "أفينيو مونتين" Avenue Montaigne اعتبارًا من الأسبوع المقبل.
لويس فويتون تحجز حصّة من الأضواء
لم تكن "ديور" العلامة الوحيدة التابعة لشركة LVMH التي استحوذت على الأضواء في الألعاب الأوليمبية يوم الجمعة. فقد حصلت "لويس فويتون"، أكبر علامة تجارية فاخرة في العالم، على حصّتها أيضًا حيث دار الراقصون حول جسر "بونت نوف" وضفاف نهر السين وهم يدفعون العربات التي تحمل الحقائب المزدانة بمونوغرام الدار. كذلك زيّنت الدار إطلالة "غيوم ديوب" Guillaume Diop، أول راقص أسمر البشرة على الإطلاق في فرقة باليه أوبرا باريس، والذي ارتدى ملابس لويس فويتون من تصميم "فاريل ويليامز".
في مقطع مسجل مسبقًا، قام حامل شعلة مقنع بالتجول فوق أسطح باريس ودخل إلى مقر العلامة، حيث تم تصنيع حقائبها المميزة - والتي تستخدم لتخزين الميداليات والشعلة الأوليمبية.
إطلالات الفرق الوطنية
وإن لم يكن من الممكن التركيز على الأزياء الرسمية للفرق الوطنية خلال حفل الافتتاح، بسبب مرورهم في نهر السين على متن قوارب وبظل هطول الأمطار، لكن لحسن حظ العلامات التجارية خلقت وسائل التواصل الاجتماعي فرصًا لتوسيع تأثير الشراكات الأولمبية، حيث ينشر الرياضيون والمصممون عن عملية التصميم والتجهيز والمزيد.
وقد انتشرت شراكة فريق فرنسا مع "بيرلوتي" Berluti (وهي علامة تابعة أيضًا لمجموعة LVMH) بشكل كبير في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث شاركت العلامة مقطع فيديو لعداء الحواجز "ساشا زويا" أثناء تجهيزه وقد اختار ارتداء تنورة للحفل. كما حققت الأحزمة المطرزة الرائعة لفريق منغوليا نجاحًا كبيرًا. بدا فريق الولايات المتحدة الأمريكية أنيقًا ورائعًا في سترات "رالف لورين" Ralph Lauren، بينما وجد الإيطاليون أنفسهم في مظهر مناسب للطقس (في سترات بغطاء رأس من النيوبرين من "إمبوريو أرماني" Emporio Armani.
مبدعون شباب من فرنسا
وإلى جانب كل هذه الأسماء الكبيرة، ساهمت العديد من العلامات الباريسية الحديثة في تصميمات العرض، والتي تم تنسيق أزيائها بواسطة "دافني بوركي" Daphné Bürki. في أحد العروض، ارتدى الراقصون الذين رُفعوا على أعمدة، أزياء من تصميم "تشارلز دي فيلمورين" Charles de Vilmorin.
وفي نهاية الحفل، سار فارس يشبه "جان دارك" على طول نهر السين على حصان آلي إلى برج إيفل، حاملاً العلم الأولمبي وهو يرتدي بدلة من الدروع المعدنية الجلدية التي صممتها مصممة الأزياء الباريسية الناشئة "جين فريوت" Jeanne Friot.
باختصار، كان افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 مثالًا رائعًا على كيف يمكن للموضة أن تكون جزءًا لا يتجزأ من الأحداث الرياضية الكبرى. الأزياء لم تقتصر على كونها ملابس، بل أصبحت جزءًا من الاحتفال الثقافي والرياضي، مما أضفى على الحدث طابعًا خاصًا لا يُنسى.
