هل تتعمّد النجمات اختيار إطلالات "سيئة" لجذب الانتباه والدعاية؟
في عالم الموضة والترفيه، تُعتبر إطلالات النجمات جزءًا أساسيًا من هويتهن العامة وصورتهن الإعلامية. لكن في بعض الأحيان، تثير إطلالات معينة الكثير من الجدل والنقد، ما قد يدفع البعض للتساؤل عما إذا كانت بعض النجمات تتعمد اختيار إطلالات غير موفقة أو "سيئة" لتحقيق فوائد دعائية وزيادة الظهور الإعلامي. فما هو السبب وراء ذلك، وهل يمكن أن يكون هناك استراتيجية فعلاً وراء هذه الاختيارات؟
استراتيجيات الدعاية غير التقليدية وبلايك ليفلي تسير وفق هذا الخط
في صناعة الترفيه، يمكن أن يكون هناك تباين كبير بين النجاح الفوري والشهرة الدائمة. قد تكون النجمات على دراية بأن الدعاية الإيجابية ليست هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى الأضواء. إن اختيار إطلالات غير تقليدية أو مثيرة للجدل يمكن أن يكون استراتيجية مدروسة. أحيانًا، تخلق هذه الإطلالات حالة من الجدل والنقاش التي تؤدي إلى زيادة الظهور الإعلامي والترويج للأعمال الفنية أو المشاريع الأخرى التي يعملن عليها.
وعندما نتحدث عن الإطلالات الغريبة للأزياء، تتبادر إلى أذهاننا فورًا النجمة بلايك ليفلي Blake Lively واختياراتها المثيرة للجدل خلال الجولة الترويجية لفيلمها الجديد "It Ends With Us". وقد غمرت صور الممثلة الإنترنت في الأسابيع الأخيرة، مما دفع إلى طرح أسئلة كثيرة حول ذوقها في الموضة. ومن أبرز الإطلالات التي اختارتها النجمة، فستان مزدان بالشك من Dauphinette مع حقيبة على شكل فطر من تصميم Judith Leiber وحذاء أحمر من Christian Louboutin، بنطلون وتوب مع حقيبة على شكل وردة وكلّها من شانيل، وطقم مؤلف من قميص وبنطلون من العلامة نفسها كلّها مزدانة بالورود، وغيرها الكثير من الأزياء.
المعروف عن ليفلي أنها تختار ملابسها بنفسها ولا تعتمد على منسق أزياء يهتم بإطلالاتها، وقد أثّر هذا التصريح إيجابًا على معجبيها الذين اعتبروا أن هذا الأمر يضفي إحساسًا بالأصالة على أسلوبها الشخصي. لكن أسلوبها يختلف بشكل متزايد عن أقرانها من المشاهير، الذين يلجأون إلى منسقي الأزياء بشكل روتيني لتوليد لحظات أزياء لا تشوبها شائبة على السجادة الحمراء وخارجها. والدليل الثنائي الشهير "زيندايا" Zendaya و"لو روتش" Law Roach في جولة Challengers.
ويشير تقرير أعده موقع BOF إلى أن ليفلي ليست النجمة الوحيدة التي تثير الجدل حول إطلالاتها، ويضيف أن لسنوات عديدة، أعرب نقاد الموضة عن حيرتهم إزاء حس الأزياء الذي تتمتع به تايلور سويفت. وقال النقاد إن اختياراتها لا تتناسب مع نجمة ضخمة. لكن في المقابل، هذه البساطة التي تعتمدها سويفت جعلها مؤثرة في عالم الموضة حيث ألهمت جحافل من المعجبين لشراء سراويل Popflex وشورتات Hill House Home.
ليفلي تتبع قواعد اللعبة نفسها. كل إطلالة "سيئة" تولّد الدعاية، وتساعدها في بناء علامتها التجارية. وهذا بدوره أعطى الممثلة منصة قوية للترويج لعلامتها الجديدة للعناية بالشعر، "بليك براون" Blake Brown، الذي تم إطلاقه الشهر الماضي وحقق مبيعات تزيد عن مليون دولار في أسبوعه الأول.
"هناك الكثير من الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا مثل "بلايك ليفلي" سوف يشترون بالضبط ما ترتديه، على حد قول "أوليفيا تشينغ" Olivia Cheng، مؤسسة علامة Dauphinette التي اختارت بلايك عددًا من تصاميمها المطرزة خلال جولتها الأخيرة. وأضافت "إنهم لن يرغبوا حتى في لون مختلف. لا أعتقد أن هناك العديد من المشاهير الذين يمكنهم فعل هذا الأمر".
وقال "أفيري تروفلمان" Avery Trufelman، الصوت وراء بودكاست الموضة " Articles of Interest": "هذا ليس مخصصًا لعشاق الموضة، إنه لجمهور مختلف".
وجهان لهذه الاستراتيجية
ودائمًا بحسب Bof، فإن للموضة تاريخ طويل مع كلمة "سيئ". اشتهرت ميوتشيا برادا بالتشكيك في كلمة "قبيح" على المدرج؛ في بالنسياغا، شكك ديمنا في ما يشكل الذوق "الجيد" مقابل "السيئ" وحقق نجاحًا تجاريًا هائلاً من خلال تخطي تلك الحدود. قام مصممون مثل "فيليب بلين"، الذي حقق إيرادات بقيمة 215 مليون يورو في عام 2022، ببناء شركات كبيرة ذات توجه غير اعتيادي في مجال الملابس.
يمكن للأسلوب "السيئ" العدواني أن يشير إلى فضائل أخرى: من المعروف أن عمالقة التكنولوجيا في "وادي سليكون" يختارون ملابس بسيطة (مثل مارك زوكربيرج الذي يرتدي سترة ذات قلنسوة) أو يظهرون في الأماكن العامة بشعر أشعث، مثل سام بانكمان).
عُرف مشاهير آخرون مثل Doja Cat وJulia Fox وLil Nas X بإطلالاتهم الغريبة أيضًا. حتى أن قاعدة المعجبين بتايلور سويفت يحبون فكرة أن بإمكانهم اختيار ما ترتديه بالضبط، مثل تنانير Madewell وفساتين Reformation التي يمكنهم شراؤها أيضًا، كما تقول سارة تشابيل، المدونة التي ألفت كتابًا عن تايلور.
القاسم المشترك بين هذه الشخصيات العامة هو أنهم يعرفون كيفية التحدث مباشرة إلى جماهيرهم الخاصة. تعرف ليفلي أنه بعد مشاركة ملابسها مرارًا وتكرارًا على منصة إنستقرام، في المرة القادمة التي يزور فيها معجبوها المحلات التجارية، سيفكرون في شراء Blackcurrant Vanille Glam Mousse بقيمة 18 دولارًا.
في المقابل، يكمن خطر هذا النهج في التعامل مع الموضة بأن الاهتمام السلبي، ولكن غير المؤذي في نهاية المطاف، يمكن أن يتحول إلى رد فعل عنيف حقيقي. تلتزم ليفلي بهذا الخط اليوم: فخياراتها في التصميم في الجولة الصحفية "It Ends With Us" تتعرض لانتقادات لأنها طغت على الفيلم نفسه الذي يتطرّق إلى موضوع العنف المنزلي.
وقال لوك ميجر، الناقد وراء قناة Haute Le Mode على موقع يوتيوب: "الناس يقولون: ربما هذا ليس الفيلم المناسب لذلك".
حتى الآن، عندما يتعلق الأمر بالموضة، يبدو أن قاعدة معجبيها تستمتع بمشاهدتها وهي تستمتع بنفسها.
تواصلت تشينغ، المصممة وراء Dauphinette، مع ليفلي بعد حضرت الممثلة إلى وطلبت مساعدتها عددًا من الإطلالات. هذا الأمر أتاح للعلامة اكتساب مجموعة جديدة من العملاء والمتسوقين.
وتقول تشينغ: "يشعر الكثير من العاملين في عالم الموضة أنهم بحاجة إلى رأي نقدي بشأن الأزياء، ولا يمكن أن يعجبهم شيء ما خصوصًا إذا كان مشرقًا وملونًا".
على الرغم من وجود احتمالات بأن بعض النجمات قد تعمدن اختيار إطلالات مثيرة للجدل لأغراض دعائية، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على اختيارات الموضة. قد تكون الاستراتيجيات الدعائية جزءًا من الصورة العامة، لكن الفروقات الشخصية والإبداعية تلعب أيضًا دورًا كبيرًا. في نهاية المطاف، يمكن أن يكون لكل إطلالة سببها الخاص وراءها، سواء كان دافعًا دعائيًا أم تعبيرًا عن شخصية النجم.
إذاً، بينما يمكن أن تكون هناك حالات حيث تُستخدم الإطلالات غير التقليدية كأداة دعائية، فإن من المهم أن ندرك أن عالم الموضة والفن مليء بالتنوع والتجريب، وأن كل إطلالة تحمل خلفها قصة ومعنى يختلف من نجم إلى آخر.