عالم الموضة يحتفل بـ140 عامًا على "كوكو شانيل": مصممة أحدثت ثورة وابتكاراتها حاضرة حتى اليوم
أحدثت ثورة في كيفية تفكير الناس بشأن الأزياء وجعلت عالم الموضة أكثر إبداعاً وتنوعاً... إنها "غابريال شانيل" المعروفة باسم "كوكو شانيل"، وهي واحدة من أعظم مصممي الأزياء في التاريخ. إرث المصممة ما زال يشكّل مصدر إلهام للمصممين والنساء حول العالم، مما يجعلها واحدة من أعظم أيقونات الموضة في التاريخ.
توفيت شانيل عام 1971 عن عمر يناهز 87 عاماً، وهي واصلت تصميم الأزياء حتى وفاتها. واليوم، لا تزال شانيل اسمًا مرادفًا للرفاهية ولا تزال ابتكاراتها تعتبر من أهم التصاميم في عالم الموضة.
وبمناسبة عيد ميلادها الـ141، نستعرض أهم إنجازاتها التي غيّرت مجرى عالم الموضة وجعلت اسمها خالدًا.
صحيح أن اسم شانيل حاضر منذ أكثر من 100 عام، لكن العلامة لا تزال تحتل المراتب الأولى كما كانت دائمًا وهي مثال دائم للأناقة والفضل يعود إلى حدّ كبيرة إلى مؤسسة الدار كوكو شانيل، التي أطلقت العلامة عام 1910 لكن ابتكاراتها ما زالت حاضرة بقوّة حتى اليوم، مثل بدلات التويد الأيقونية، إلى حقائبها الشهيرة وصولًا إلى عطرها الخالد No.5.
ثورة الأزياء النسائية
أحد أبرز إنجازات كوكو شانيل كان في تغيير مفهوم الأزياء النسائية. في وقت كانت النساء يرتدين فيه ملابس متقنة ومعقدة، قدمت شانيل ملابس أكثر بساطة وراحة. ابتكرت ملابس ترتكز على الراحة والعملية، مثل الفستان الأسود الصغير الذي أصبح رمزاً للأناقة والتميّز، وكذلك البدلة النسائية التي تتألف من سترة وبنطلون، والتي كانت آنذاك غير تقليدية لكنها أصبحت رمزًا للأناقة العصرية.
الابتكار في التصميم
كوكو شانيل كانت معروفة بإدخال عناصر جديدة في تصاميمها، مثل استخدام الأقمشة غير التقليدية. من أبرز ابتكاراتها استخدام القماش القطني والجبردين، وهو ما ساعد على إحداث تحول في طريقة تفكير الناس بشأن المواد المستخدمة في تصميم الملابس. كما أنها كانت من أوائل المصممين الذين اعتمدوا على الأقمشة الرياضية كمواد تصميمية.
تطوير العلامة التجارية
أسست شانيل علامتها التجارية الخاصة التي تحمل اسمها، والتي أصبحت واحدة من أبرز علامات الأزياء في العالم. كان لعطرها الشهير "شانيل No. 5" دور كبير في تعزيز سمعتها. هذا العطر الذي أطلقته في عام 1921 أصبح رمزًا للرفاهية والأناقة، واستمر في كونه أحد أكثر العطور مبيعاً في العالم.
تأثيرها على الأزياء اليومية
أثرت شانيل بشكل كبير على الأزياء اليومية من خلال إدخال العناصر العملية والأنيقة في الملابس النسائية. كانت تركز على تصميم ملابس تناسب الحياة اليومية للنساء بدلاً من التركيز على الأزياء الرسمية فقط. هذه الفلسفة جعلت الأزياء التي تصممها تتناسب مع مختلف المناسبات وتعزز من الراحة والأناقة.
التمرد على التقاليد
كانت كوكو شانيل رائدة في كسر التقاليد والأعراف الاجتماعية في عالم الموضة. فقد تجرأت على إزالة الكورسيه الذي كان شائعًا في فترة زمنية معينة، ورفضت التصميمات المبالغ فيها التي كانت سائدة في ذلك الوقت. أصبحت تصاميمها تجسد الحرية والتمرد على القيود التقليدية، مما جعلها تلعب دورًا مهمًا في تمكين المرأة من التعبير عن نفسها.
تكريمًا لكوكو شانيل بمناسبة عيد ميلادها الـ 141، نلقِ نظرة على أهم الإنجازات المهنية التي حققتها.
1910: افتتاح أول بوتيك
مسيرة كوكو شانيل انطلقت كصانعة قبعات، وقد افتتحت أول متجر لها، في 21 شارع كامبون عام 1910. وقد ساعدت الممثلات الفرنسيات، بما في ذلك غابرييل دورزيات، في وضع شانيل على الخريطة من خلال ارتداء تصاميمها على المسرح وخارجه.
بحلول عام 1915، افتتحت شانيل متجرين آخرين في مدينتي دوفيل وبياريتز الساحليتين الفرنسيتين. قدمت تصاميم للملابس الجاهزة والملابس الرياضية العصرية المصنوعة من الجيرسي. وظفت شانيل 300 حرفي في أول دار أزياء لها في بياريتز. هناك، صممت مجموعتها الأولى من الأزياء الراقية.
وبعد ثلاث سنوات، افتتحت شانيل متجرها في باريس في 31 شارع كامبون، حيث لا يزال قائماً حتى اليوم. أنشأت المصممة أيضًا دار الأزياء الراقية الخاصة بها في ذلك العنوان.
1921: إطلاق عطر Chanel No.5
تعاونت شانيل مع صانع العطور "إرنست بو" Ernest Beaux لإطلاق أول عطر لها، Chanel No.5، وهو لا يزال أحد العطور الأكثر مبيعًا في العالم. تم تسميته على اسم العينة التي أعجبت بها شانيل، كما اعتبرت الرقم خمسة بمثابة فأل خير. وقالت ذات مرة: "أعرض مجموعاتي في الخامس من مايو، الشهر الخامس من العام، لذا دعونا نترك الرقم الذي يحمله، وهذا الرقم خمسة سيجلب له الحظ السعيد".
ارتبط هذا العطر بنجوم مثل "مارلين مونرو"، "كاثرين دونوف"، و"نيكول كيدمان".
1925-1926: بدلة التويد والفستان الأسود الصغير
استلهمت شانيل استخدام قماش التويد في تصاميمها خلال قضائها إحدى إجازاتها في المرتفعات الاسكتلندية، حيث كان الرياضيون يفضلون البدلات المصنوعة من الصوف. قامت شانيل بإضفاء الطابع الأنثوي على النسيج، مما جعله أخف وزنًا وصممت بدلات تنورة ملونة متلألئة مع تقليم من الفرو وخيوط معدنية وأزرار مرصعة برسم الأسد، في إشارة إلى علامة الأبراج الخاصة بها. إحدى بدلات التنورة التويد الأكثر شهرة من شانيل هي بدلة جاكي كينيدي، التي كانت ترتدي طقمًا ورديًا في يوم اغتيال زوجها.
وفي عام 1926، ظهر لأول مرة ما يُعرف الآن باسم "الفستان الأسود الصغير". وحتى اليوم، لا تزال الفساتين السوداء الصغيرة – من شانيل أو غيرها – تعتبر من أساسيات خزانة ملابس كل امرأة.
1933: شانيل تطرح لأول مرة زهرة الكاميليا
زهرة الكاميليا باتت ترتبط بشكل مباشر بعلامة شانيل. يعود حبّ المصممة للأزهار إلى شبابها، عندما قرأت لأول مرة رواية "سيدة الكاميليا" لألكسندر دوماس.
أطلقت شانيل تصميمها الأول لزهرة الكاميليا رسميًا في عام 1933، عندما زينت الزهرة بدلة سوداء بزخرفة بيضاء. واليوم، لا تزال العلامة تستخدم زهرة الكاميليا بشكل متكرر، وشكّلت هذه الزهرة مؤخرًا قطعة مركزية لمجموعة أزياء شانيل لخريف 2023.
1955: الكشف عن حقيبة 2.55
تعتبر الحقيبة المبطنة أحد منتجات شانيل الأيقونية. على الرغم من أن العلامة صممت حقائب اليد في وقت مبكر من عشرينيات القرن العشرين، إلا أنها أطلقت حقيبة 2.55 عام 1955، والتي سُميت نسبة إلى تاريخ إنشائها. اليوم، تحمل العديد من حقائب شانيل قفل C المزدوج – وهو أمر أضافه المصمم كارل لاغرفيلد – ولكن حقيبة 2.55 تتميز بقفل "مادموزيل" مستطيل، في إشارة إلى كوكو نفسها، التي لم تتزوج قط. ويختلف حزام السلسلة أيضًا عن الإصدارات الحديثة، والتي عادةً ما تكون متشابكة مع الجلد.