الحَلقَة الذهبية لصناعة الأزياء السعودية... تقدير المهن المجاورة في مشهد الموضة السعودية وأهمية أدوارها
إعداد: Nora AlBesher
عندما نتحدث عن صرح الموضة وعالم الأزياء، غالبا ما يظهر أمام أعيننا مشهد نُسجت تفاصيله من الفخامة، وتتجلى لقطات ساحرة لإطلالات خلابة يتم عرضها على مدرجات العرض بين ومضات الكاميرات وعلى نغمات الموسيقى واهتمام الحضور المدعوين الذين لدقائق معدودة يشهدون رؤية فنية متكاملة لمصمم الأزياء والمدير الإبداعي الذي يُقدم مجموعته الموسمية ضمن إنتاج مهيب تشمل مراحل إعداده مستويات عدة جميعها وُجدت ونسقت لتتوج الأزياء كمحور المشهد.
عند النظر لصناعة الأزيــــاء من زاويـــــة أكثـــــــر عمقا وأعلى صدقا نجد أن الموضة تتحرك، بل وتتقدم بدورانــــها في حلـــقة مهـــــمـــــة يــقـــــود تطورهــــا لاعبون أســاسيـــــون تـــشــــكل مســــاهماتــــــهـــم الاحترافية من مواقع خبراتـــهــــم المتــــبايـــنـــــة وأدوارهـــــم المُختــلفة ركيزة النجاح والتقدم وبناء هيكلة الصناعة فنيا، وجماليا، وتجاريا، وأدائيا.
نسلط الـــــضــــوء في هذا الـــمــــقال بمنـــاسبـــة العـــــدد الســــعودي على الـــحــلـقـــــــة الـــذهبية لصناعـــــة الأزياء الســــعــــوديـــــة التي تُديــــــــــــرها الــــمـــهــــن المتــنـــوعـــــة في صناعة الأزياء وننـــــتقي أفرادا موهوبين سعوديين متخـــصصين في مجـــــالاتهم المتــفاوتة من مصممة الأزيـــــاء سلمى زهــــــران، وعــــارض الأزيـــــاء أســـامــــــة عافـــش، ومشتــــريــــة الأزيـــــاء لينا البكر، ومنســقــــــة المظهر نوف قباني.
لبريق الحلقة رونق ولمــــعــــان تعمل مجلة "هي" عبر العقود على التقاطه وتوثيقه وإبرازه، لدورها العظيم كمنصة وُجدت لتلهم قراءها، وتكثف جهودها في توجيه التركيز على المواهب المحلية والإقليمية التي تشكل صناعة الأزياء اليوم، وتلعب الكلمات التي نخُطها كمحررين عبر هذه الصفحات اللامعة دورها كقوة القلم التعبيرية التي وُجدت لتزود إبداعاتهم بالدعم الصحفي وتوهج الإعلام.
عندما تتمثل قيمة القوة وجموح الطموح في علامة أزياء فاخرة..
Dazluq من تصميم المصممة السعودية سلمى زهران
علامة Dazluq من تصميم سلمى زهران هي انعكاس حي وفني للمصممة الصاعدة ورؤيتها الإبداعية، فهي تسعى منذ إنشائها لعلامتها للأزياء الفاخرة في عام 2016 للتصميم للمرأة الحديثة وطابعها العصري، فتحمل تصاميمها الكلاسيكية بتفاصيلها الجمالية وخطوطها الأنثوية روح القوة والإصرار والاســتــقـلاليــــة بجـــانــب الحضــــور الـمـــلكي النـــــابض من تفضــيــــلها للوحة ألوان حيادية يُهيمن عليها الأسود والأبيض غالبا، ومن الأوشحة المنسدلة وتلاعبها بالأقمشة لتخلق صورا ظلية تُضفي المزيد من الأنوثة للقوام الأنثوي.
تتطلع سلمى زهران نحو المستقبل، وتجد الإلهام في اللحظة الحالية بينما تستمد بحنكة استراتيجية عناصر سلسة من الإرث السعــــودي والحــضـــــــارة العربية وتعيد تفسيرها بأسلوبها الفني المتفرد القائم على المعاني الضمنية وجمالية الإلهام غير المباشر، فتترك زهران للأعين الناظرة حرية الاستكشاف والاستقراء، بينما تبقى الأناقة وروح القوة بيانا بالغ الوضوح.
هنالك تنوع متطور تحمله مجموعات Dazluq، فهي تتوسع لتشمل الفساتين القصيرة والبدلات الرســمــيــــة والقطع المنفصلة الجذابة إلى الأثواب الطويـــــلــة التي تلـــيـــــق بالســـجــــادات الحمراء، فهي تعكس بتنوعها هوية عالميــــة عصرية ابتدأت من مدينة ميامي الأمريكية التي درســـت بها المصممة، وأنشأت علامتها التي تشعبت جــــذورها للمملكة العربية السعودية.
في حوار خاص مع سلمى زهران تخبرنا عن أهمية دورها بصفـــتـــهــــا مصمــــمـــــة أزياء في مشهد الأزيـــــاء السعودي: "لقد كنت محظوظة بما فيه الكفاية لكوني واحدة من المجموعة الأولى من الشـــــــركات التي حظيت بشرف تمثيل صناعة الأزياء السعودية للمرة الأولى كلاعب دولي محترف، وهذا أعــطـــانــــا الفرصة لتمهيد الطريق والتأثير في الكثير من الآخرين، وإلهامهم لمتابعة أحلامهم والمثابرة إذا شاركوا رؤيتنا لهذه الصناعة.
أعتقد أن هذا الدور الرائد كان أساسيا، فأن تكون معروفا لدى بعض المجلات والمـــنــظـــــمات العالمية يؤدي دورا جيدا أيضا في تعزيز المواهب السعوديـــــــة والجــــودة الــعــالمــيــــة التي كانت مخفية عن مخطط الأزياء عالميا لفترة من الوقت حتى الآن.
تـــعـــلق المــصــمــــمة الـــسعوديــــــة الصــــاعــــدة على الحلقة الذهبية لصناعة الأزياء السعودية من منظور موقعها المحوري والإبداعي وتوجه ارتكازية دورانها على الثقافة المجتمعية السعودية، فتقول: "نحن السعوديين نؤمن بأن الموضة هي جزء كبير من مجتمعنا، وهي سمة لا تنفصل عن ثقافتنا. سواء كان ذلك في المناسبات أو التجمعات أو السفر. إنها صفة فطرية في شعبنا. والدعم الشامل المستمر من حكومتنا، يشعل شغفنا بالأزياء، وحماسنا تجاه الصناعة مع الشعور والإيمان بأن السماء هي الحد".
من مدرج عروض الأزياء إلى جلسات التصوير الإبداعية.. يؤمن عارض الأزياء السعودي أسامة عافش بأن هذه المهنة تتخطى حدود المظهر
عارضة أو عارض الأزياء هو جزء لا يتجزأ من سرد قصة في كتاب الموضة، فإلى جانب دورهما الأساسي في عرض التصاميم والقطع الملبسية والإكسسوارات تتمثل مهاراتهما الفردية في إحياء الأزياء وإكمال رؤية المصمم الإبداعية وجلبها لمدرجات العرض واستوديوهات التصوير ومواقعها اللامحدودة.
يقف عارض الأزياء السعودي أُسامة عافش اليوم في مقدمة الجيل الجديد من عارضي الأزياء الرجال، حيث يوجد القلة الذين اتخذوا من هذه المهنة الأساسية حرفة لهم في صناعة الأزياء السعودية.
على الرغم من سير عافش نِسبيا في بداية مسيرته المهنية إلا أنهُ قد هيمن بحـــضـــــوره على مدرجات العديد من عروض الأزياء لعلامات سعودية فكان عارض الأزياء جزء من الحدث التاريخي أسبوع الرياض للموضة.
يتضح شغف واهتمام أسامة في التمكن كليا من مهنة عرض الأزياء والإلمام بجوانبها، حيث يتعدى هذا الدور الحدود المظهرية، ويتعمق ليتطرق للحضور الشخصي والأداء الفني، فهو يؤمن بأن عرض الأزياء لا يتعلق بالمظهر فحسب، بل يتعلق أيضا بمدى قدرة العارض الإبداعية على خلق اندماج مع قصة كل علامة تجارية من خلال شخصيته الحقيقية.
يتطلع عارض الأزياء السعودي إلى توسيع نطاق مدرجه إلى عواصم الموضة الأساسية، والمشاركة في عروض الأزياء العالمية.
صرح أسامة عافش في هذا الحوار الحصري بأهمية دوره اليوم في مشهد الأزياء السعودي، وأخبرنا عن الارتباط المباشر بين أغلبية الأدوار الأخرى، فقال: "إن جميع الأدوار في صناعة الأزياء مهمة، لأن كل دور يلعبه الشخص يكمل الآخر، ولكن أود القول: إن الدور الأكثر تأثيرا في صناعة الأزياء هو المدير الإبداعي للـــعــلامــــة التــجـــاريــــة نظـــرا لأنــــه هو المســـؤول عن تحديد اتـــجـــــاه العلامة بإحـــســــاسه الخاص وهويته مع الحــــفــــاظ على وفـــائـــه لـثقــــافة الــعــلامة التجارية. وهذا بدوره سيؤثر في المستهلك بـــطريقة مباشرة، وقد يحــــدد أو لا يـــــحدد اتجاها ترغـــــب العلامات التـــجــــارية الأخرى والجـــمـــــهور في أن يكونـــــوا جزءا منه".
يبقى الإبداع العمود الفقري الذي تستــــــــند إليه المــــوضـــــة وصـــنــــــاعــــــة الأزيـــــاء عموما، حيـــــث يقول عافش: "إن التــفــــكيــــر الإبـــــداعي في كل من تصـمــيـــــم المنتج وتقديم خدمات جديدة بسبب أن الــمـــوضـــة لا تتعلق فقط بالملابس.
هنالك جزء كبير جدا منها يدور حول عملية تنفيذ الحملة بدءا من لوحة الرسم وصولا إلى المتجر والتعبئة والتغليف. لذا فإن امتلاك الإبداع اللازم للتوصل إلى مجموعة جديدة أو الخروج بتغليف فريد جديد، في رأيي، يعد هذا الشكل من التفكير الحاسم والمرن أمرا بالغ الأهمية للحفاظ على استمرار هذه الصناعة الرائعة والصعبة للغاية".
ترتقي نوف قباني بمهنة تنسيق المظهر إلى مستويات جديدة لتشكل بخبراتها المتنوعة معنى القوة المتكاملة
لمهنة تنسيق المظهر أبعاد متعددة ومستويات مختلفة وأوجه متباينة تتطلب عينا ثاقبة وحَدسا طبيعيا بذائقة متفردة ودراسة عميقة ومُلمّة للعميل الذي ينقسم بحد ذاته لأفراد أو علامات تجارية أو مجلات، فهي مهنة تتعلق بالمظهر الخــــارجي إلا إنـــهـــا تــبدأ من الأعماق الداخلية، وتؤثر إلى حد كبير في المشاعر الإنسانية والحضور الشخصي كالثقة بالنفس والإحساس بالجمال والتعبير الصحيح عن الذات أو روح العلامة أو توجه جلسة التصوير.
تُشكل مُنسقة المظـهر السعودية بقاعدتها العالمية القوة المتكاملة المتجسدة في فرد واحد، حيـث تتسع دائرة خبراتها لتشمل خدمات الاستشارة في قطاع الأزياء الراقية ومنصبها كمديرة إبداعية لعملها الخاص، بينما تتفرع خبرتها الأساسية في تنسيق المظهر لتضم قائمة متنامية من عملاء مرموقين، وتتطرق في مرونة خبراتها لعروض أزياء علامات نيويورك العملاقة مثل "كارولينا هيريرا" و"مايكل كورس" و"أوسكار دي لا رينتا"، ومن خلالها عملت مع أسماء لامعة من عــــــارضات الأزياء العــــالــمــيــــات كـ"بيلا حديد" و"إيمان همام" و"جوزفين سكريفر" وغيرهم الكثير.
كما تتــــمــــوج مهـــاراتــهـــا، وتتشكل لتدير تنسيق المظهر لأغلفة مجلات الأزياء العالمية، وجلسات التصوير الإبداعية.
تُحدثنا نوف قباني عن أهـــمــيـــة تمـــوضـــعها على خريطة الأزياء العالمية ودورها المحوري كمنسقة مظهر في مشهد الــمــوضــــة بأبـــعـــادهــــا المختـــلـــفة: "باعتباري شخــــصيــــة محـــوريــــة في مـــشــهد الــمــوضــــة السعودي، فإن دوري يتجاوز مجرد المساهمة الجمالية، إنه يجسد تأثيرا ثــقـــافيــــا واجــتــمـــاعيــــا واقتــصاديا عميقا. أسعى جاهدة لأكون محفزة للاقتصاد الإبداعي المزدهر، وتعزيز عصر جديد من التعبير الفني والابتكار. ومن خلال مزج التراث السعودي التقليدي مع التصميم المعاصر، أتطلع إلى إنشاء قصة فريدة مخصصة لها صدى محليا وعالميا. ويمتد تأثيري إلى تمكين العلامات التجارية والمـــصـــمـــمــين المــحــلـــيــيـــن، وتـــعــزيـــــز الــمـــمــارسات المستدامة، والارتقاء بصناعة الأزياء في المـــمــــلكة العربــيــة الســـعوديــــــة إلى منصة دولية. ومن خـــــلال ذلك، لا أعيد تـــــشكيـــــل التـــصــــورات فحــسب، بل أسهم أيضا في حوار ثقافي ديناميكي يجعل الموضة السعودية منارة للحداثة والتراث".
عند النـــظــــر إلى صنــــاعـــــة الأزيـــاء السعوديــــــة تحت عدسة المجهر ومتابعة دورانـــها في حلقة ذهبية، حيث يدفع كل دور الآخر، تـــرى قياني بأن الحلقة هي نــــظــــام بيـــــئي متميز، تقـــــول: "تــــزدهـــر صناعة الأزياء من خلال التفاعل الديناميكــــي بين الإبداع وسلوك المستهلك والتأثير الثقافي، وهو ما يشكل نظاما بيئيا مكتفيا ذاتيا غالبا ما يشار إليه باسم الدائرة الذهبية للأزياء. باعتبــــــاري منــــســقــــــة أزياء محـــتــــرفــــة، أرى أن هــــذه الـــدائــــرة عبارة عن رقــــصــــة متــطورة بين المصممين، ورواد الـــمـــوضــــة، ووســـائـــــل الإعــلام، والمستــــهلكين. في جوهرها، تبدأ العملية مع المــــصمـمين الذين يستمدون الإلهام من عدد لا يحصى من المصادر كالفن والتاريخ والطبيعة وثقافة الشارع لإنشاء مجموعات مبتكرة وجذابة. يتم بعد ذلك عرض هـــذه المــجـــمـــــــوعات من خــــــلال منـــصــــات مختلفة مثل أسابيع الموضة، ووسائل التواصل الاجتماعي والمجلات، حيـــــث يلعب المؤثرون والمشاهير دورا محوريا في تحديد الاتجاهات. تعمل وسائل الإعلام على تضخيم هذه الاتجاهات، وهو ما يجعلها في متناول الجـــمــــــهور العالمي ومرغوبا فيها. ويتولى المستهلكون بدورهم تبني هذه الاتجاهات، وإضـــفاء طابع شخصي عليها، وهو ما يؤدي إلى زيادة الطلب، وتقديم تعليقات قيمة تسترشد بها التصاميم المستقبلية.
يتم الحـــــفاظ على هذه العـــمــلـــيــــة الــدورية من خلال القدرة المتأصلة في الصنــــاعة على التكيف مع الأعراف المجتمعية المتغيرة، والتقدم التكنولوجي، والاعتبارات البيئية، وهو ما يضمن بقاء الموضة ذات صلة ومتطورة باستمرار. لذلك فإن الدائرة الذهبية ليست مجرد آلية تجارية، ولكنها انعكاس للتطلعات والهويات والقيم الجماعية للمجتمع، وتعيد باستمرار تعريف ما تعنيه الموضة في كل عصر".
في الحلقة الذهبية لصناعة الأزياء يمثل مشترو الأزياء حلقة الوصل المفصلية بين المصمم والمستهلك..
وتقف لينا البَكر في مقدمة المهنة المحورية
بينما يقدم مصممو الأزياء والعلامات التجارية مجموعاتهم الموسمية يعمل مُشـــــترو الأزيـــــاء على دراســـــة المعــطـيـــــات الـــفـــاخـــــرة وتـــحليــل السوق المستهدف، وتقـــنــــين مـــشـــهــــد الأزيـــــاء ككل ليـــخــــدم رؤيــــة شــمـــوليــــة تلــــمــــس بتوسعها جوانب متعددة من طبيعة المتجر والمؤسسة البيعية وهويــتــهــــا التجارية إلى التركيب الاجــتــمـــاعي والثــقـــافي للمجتــمــــع المستهدف، فهم يتحـــــمـــلون مسؤولية جمالية وأساسية معقدة المراحل كمــنـــسق الــــورد الذي يجـــمــــع الأزهار، وينتقيها من مختلف حقول العالم ليقدم باقة الموسم.
تلعب مستشارة التجزئة الفاخرة ومشترية الأزياء لينا البَكر دورا كبيرا في ربط سوق الأزياء الفاخرة بإبداعات مصممي الأزياء والعلامات التجارية العالمية والمحلية في منصة تجارية واحدة متجددة عبر المواســـــم، من خبرتها الغنية مع فريق "هارفي نيكولز" الرياض على مدى 12 موسما، وعملها مع العلامات التجارية في باريس خلال أسابيع الموضة. كما تعاونت مع العقول المبدعة من جميع أنحاء العالم، واكتسبت رؤى وتجارب ثمينة حول جوهر صناعة الأزياء. ولكونها تولت إدارة 90 علامة تجارية، فقد قدمت بكل فخر الكثير منها إلى السوق السعودية، وشاهدتها وهي تزدهر.
منذُ عام 2021 في منصبها في "صلة" عملت البَكر على المشروع الضخم في منطقة "فيا رياض"، حيث ساعدت 12 علامة تجارية عالمية على افتتاح أول متاجرها في السعودية. ومن خلال تحقيق هذا العمل الجبار، لعبت أيضا دورا رائدا في صياغة وتشكيل Mwaz، الملاذ السعودي لتجربة تسوق غامرة متعددة العلامات التجارية، بدءا من أول فكرة حتى الافتتاح الرسمي.
في نهضة قطاع الأزياء وبناء مشهد الموضة في المملكة العربية السعودية تلعب لينا دورا محوريا في تحويله وتطويره بنظرتها الخبيرة وجهودها في استعراض إبداعات الأزياء الفاخرة للسوق المهتم والمترقب.
وفي هذا المقال نحاور مستشارة التجزئة الفاخرة ومشترية الأزياء لينا البَكر عن دورها في الحلقة الذهبية، حيث تقول لينا: "يعد دور مشتري الأزياء ومستشاريها محوريا في مشهد الأزياء السعودي، حيث يؤثر في جوانب مختلفة من الصناعة، بما في ذلك ديناميكيات السوق، وتمثيل العلامة التجارية، وتأثير الاتجاه، والابتكار، والأداء الاقتصادي.
وفيما يتعلق بديناميكيات السوق، يقدم مشترو الأزيـــــاء رؤى مـــهـــمـــــة حـــــول تــفـــضــيـــــلات الـــعـــمـــــــلاء الســــعوديـــــين لـكل من العلامات التــجـــــارية المحـــلــيــــة والـــــــدولــــيــــــــة. وتــــــــســــــــــاعـــــد خبـــــراتـــــــــــهـــم الـــعــلامـــــات التـــجـــــاريــــــــــة على تصمـــــيــــــــم مجموعـــــاتــــهـــــــا لـتلــبـــيــــــة الاحتياجات الفريدة للـــسوق السعودية التي يمكن أن تختلف بشكل كبيـــــر عن المناطق الأخرى. ومن خلال العمل بشكل وثيق مع العلامات التجارية، يضــــمــــن المشـــــــترون أن المجموعات مناسبة تماما للأذواق والاتـــجـــاهـــــات المحليـــــــة. فضلا عن ذلك، يؤثر المشترون على اتجاهـــــات الــمـــوضــــــة في مشهد الموضة السعودي. إن فهمهم العمـــيـــــــق لما سيكون له صدى في الـــســـــوق الـــمــحليــــة يســـــاعد في تشكيل الاتجاهات الشعبية. كما أنــــــهــــــا تلـــعــب دورا فعالا في اكتشاف وترويج المصممين الجدد والناشئين، سواء كـــانـــــوا محلييـــــن أو عــــالميــــــــين، وهو ما يعزز التنوع والابتكار في الصناعة.
هنالك تناغم طبيعي بين الأدوار المختلفة في صناعة الأزياء وتعاون مستمر ومتنامٍ يثمر في ازدهارها واستـــمــــراريــتـــــها، تُعقب البَكر لـ"هي": من وجهة نظري كمشترية أزياء محترفة، فإن نجاح وحيوية صناعة الأزيـــــاء يتـــشـــابـــــك بعــــمـــــق مع مساهمات مخـــتــــلف الأدوار المتخصصة، بـــمــــا في ذلك مشترو الأزيـــــاء والمـــصــمــمـــون والصحفــيـــون، والمسوقون، ومُنسقو المظهر، والمصورون. يعــــد كل دور جزءا لا يتجزأ من دورة الموضة، وتؤدي جهودهم التعاونية إلى تحقيق النجاح والنمو الشامل لهذه الصناعة.
خلال الســــنـــــوات الســــبــــع الــــتي قــضــيـــتـــــها في هــــذا المجال، شهدت نموا ملحوظا، ولا سيما من خلال جهود هيئة الأزياء ومبادرات مثل أسبوع الرياض للموضة. وتـــــؤكــــد هذه التـــطــــورات أهــمـيـــة المنظور الـــمــحــــلي في سوقنا، وهو منظور فريد من نوعه ويتطور بسرعة.
يعد الوجود المتزايد للمنظورات المحلية والخبرات المتخصصة أمرا بالغ الأهمية لتعزيز المزيد من النمو وضمان استمرار ازدهار صناعة الأزياء لدينا.
وفي نهاية المطاف، يعتمد نجاح صناعة الأزياء على التفاعل الديناميكي بين هذه الأدوار. وبيــــنما يسهم كل متخصص بخبرته، فإنه يعمل بشكل جماعي على تعزيز السوق، وهو ما يخلق نظاما بيئيا حيويا ومبتكرا للأزياء".