الموضة تتصدّى وتنشر المرح والألوان والضوء في حياتنا... إليكم صيحات خريف وشتاء 2024-2025
إعداد: Heba Nouman
في مجموعات الموسم الخريفي الشتوي الجديد، الكثير من الفرح. قد يخذلنا الواقع الكئيب في العالم اليوم، غير أن الموضة تتصدّى للفوضى من خلال نشر المرح والألوان والضوء في حياتنا. يبدو أن الملابس الحقيقية بدلا من الخيالية هي العنوان الرئيس، مع التركيز على المواد الزغبية والملمسية التي تتواصل مع حواسّنا. ويأخذنا مزيج أقمشة التويد التراثية ورسوم المربعات والخيوط المحبوكة على شكل معينات، إلى عطلة نهاية الأسبوع في منطقة إنجليزية ريفية؛ في حين أن الحنين إلى الثلج الذي نلاحظه في هيمنة كنزات رياضة التزلّج، قد أشعل شرارة حب جديد للملابس المحبوكة بألوان وأنماط متعددة على طريقة تقنية "فير آيل" الأسكتلندية التقليدية. ولا تكتفي الأزياء الخارجية المصنوعة من صوف "شيرلينغ" والفرو الاصطناعي والريش والخيوط المغزولة بمنحنا الدفء المطلوب في أشهر البرد، بل توفّر لنا أيضا الدعم لتكون طبقات واقية تلفّنا وتحضننا (الأمر الذي نحتاج إليه جميعا الآن). إن هذه القطع الملمسية والضخمة في الكثير من الأحيان تسهّل عليك عملية التنسيق، سواء كنت تريدين إطلالة "ديانا روس" المتألقة أو تميلين إلى الإطلالة البوهيمية الراقية التي أعادت إحياءها دار "كلويه". وفي تفسير آخر لهذه الرغبة بالحماية والأمان، صيحة تربطنا أيضا بالطبيعة، وهي الترجمة الجديدة والمبتكرة للنقشات المموّهة، والتي قد تكون مستوحاة من نقشة "داموفلاج" damoflage التي ابتدعها "فاريل ويليامز" لدى دار "لويس فويتون". ولمن تريد أن يكون صوت إطلالتها أكثر جرأة، ظهرت زخرفات الشرائط المعدنية المبهرجة للنهار والليل، إضافة إلى مظهر جديد لسترة "لو سموكينغ" التي كانت في الماضي رجالية للغاية، وتضفي هذا الموسم على أزيائنا المسائية أجواء سهرات "غاتسبي العظيم". وفيما يتعلّق بالألوان، قد يكون هذا الموسم من بين الأكثر إشراقا على الإطلاق، فرأينا ألوان أقلام التلوين الزاهية تمتزج بالدرجات الباستيلية الرقيقة أو الترابية الدافئة، في خلطات غير متوقعة تلفت العين وتبهجها. في ظل بحثنا عن طرق لإيجاد الجمال أو غرس بعض النظام وسط الفوضى، أعتقد أن موسم الموضة الجديد يفعل ذلك بالضبط. فهو يمثل مجموعة منعشة من الموضوعات القوية التي تمدّنا بالأمل والحب من خلال اللون والملمس والشكل.
CAMOUFLAGE
بعد أن قدّم "فاريل ويليامز" أحدث مجموعاته الرجالية لدى دار "لويس فويتون" مع نقشة مموهة رقمية أو ما أطلق عليه اسم "داموفلاج"، انتقل هذا المصطلح الرائج الجديد إلى معجم الموضة النسائية في تفسير جميل. اتّصل المصممون بالطبيعة من خلال نسخ تعبيرية لافتة من نقشة الكاموفلاج المموهة التقليدية. الإطلالات المغشاة والملطخة لدى "أنطونيو ماراس" نظرت إلى هذه الصيحة الكلاسيكية نظرة مبسّطة ورقيقة، في حين أن الخدعة البصرية في طبعات "كافالي" أتت بنفحة منعشة وحيوية.
COLOUR PLAY
إذا أردنا اتّباع توجّهات منصات العروض الشتوية، لوجدنا أنه حان الوقت للتخلّي عن الإطلالات الأحادية اللون، واستبدالها بشيء أكثر جرأة. خلطات الألوان المفاجئة بدرجاتها النيونية المتنوعة وظلالها الباستيلية الباردة تضفي الحيوية والطاقة على ملابسنا اليومية. وهذا التلاعب العفوي بالألوان وجد إلهاما أكبر للموسم الجديد، مع تركيبات لونية جميلة تقترح علينا مقاربة جديدة لتنسيق إطلالاتنا الملونة. اجمعي الألوان الزاهية القوية بالدرجات البنية الناعمة على طريقة "توري بورش" العصرية المينيمالية، أو تجرّئي على اعتماد ألوان صارخة رائعة من أعلى رأسك إلى أخمص قدميك، مستلهمة من "زومير" و"ميو ميو".
Full FUZZ
بوصول الشتاء، سنتحمّس لارتداء الملابس الخارجية الواسعة القصّات والناعمة إلى درجة أننا سنرغب في معانقة فروها الاصطناعي وريشها وصوفها. لهذا الموسم، ركّز المصممون بشكل كبير على الخيوط الصوفية الطويلة واستخدموها لصنع معاطف منفوخة وزغبية نتوقع أن يكون إحساسها على البشرة رائعا تماما مثل مظهرها. أبهرتنا قطع الفرو الشبيهة بمخلوق "يتي" الخرافي لدى "مارني"، وتفاصيل ريش النعام الرقيق من "إردم". ورحّبنا ترحيبا حارّا بعودة الأجواء البوهيمية من خلال خيوط الصوف والشيرلينغ المشغولة بحرفية عالية لدى "ستيلا مكارتني" و"جيل ساندر". هذه ليست معاطف عادية، فاحتضني دفء هذه الصيحة الزغبية إلى أقصى حد!
HERITAGE
إذا كان الربيع موسم الزهور، فإن الخريف موسم المربعات، وهو ما تثبته مجموعات هذا العام أيضا. لهذه الصيحة الخالدة نفحة أناقة مميزة، وقد اختار عدد كبير من المصممين هذه النقشة المرتبطة بالإجازات الريفية الراقية، ليزيّنوا بها معاطف صوفية طويلة، وتنانير ملتفة القصات، وكنزات كلاسيكية ذات خطوط عنق دائرية. لا شك في أن نقشة المربعات وردت في تقارير عديدة عن الموضة وتياراتها، لكنها في موسم خريف وشتاء ٢٠٢٤ أكثر قوة وجاذبية من كل التي سبقتها. لا تزال الأنسجة المحبوكة بتقنيات وأنماط تراثية رائجة، ولكنها تأتي الآن في خلطات ألوان جريئة ورسوم متكررة ضخمة. في عرض "بالمان"، خطفت الأضواء مربعات شبكية بيضاء وسوداء، وصار المعطف المزين بمربعات خضراء وخردلية من "كلويه" أحد تصاميم الموسم المفضلة لدي.
Le Smoking Jacket
حين ابتكر "إيف سان لوران" سترة "لو سموكينغ" في عام ١٩٦٦، مستمدّا إلهامه من تكسيدو الرجال، اخترع لباسا أساسيا سيظل كلاسيكيا في عالم الموضة، ولباسا لفت الانتباه وقتها ولا يزال يجذب اهتمامنا بشكل مذهل حتى الآن. كرّم المصممون في هذا الموسم تلك الرؤية الريادية، ولكن بأساليبهم الخاصة، من التصاميم الطويلة لدى "فرساتشي" و"فالنتينو"، مرورا بالقطعة القصيرة من "دولتشي أند غابانا"، وصولا إلى المعطف الرسمي الطويل المنسّق بطريقة جديدة فوق نقشة الأزهار في عرض "لويفي"، وهو ما يُظهر لنا كيف تدفع هذه الصيحة بكل الحدود على طريقتها الفائقة الأناقة.
Off PISTE
ترافقك كنزات التزلج الأنيقة والدافئة من منحدرات السكي إلى الشارع بسهولة، مع نقشاتها الفولكلورية المتعددة والتي سنرغب جميعا في اقتنائها هذا الشتاء. بعد ممارسة رياضة التزلج وفي البلدات المكسوة ببياض الثلج وسحر الأضواء الشتوية وكثافة الأشجار المهيبة، اعتدنا على رؤية هذه الإطلالات التقليدية التي تحمل لمسة أوروبية شمالية راقية لا جدل حول أناقتها. يهتمّ المصممون اليوم بهذه الإطلالة الكلاسيكية، ويحملون إليها لمساتهم العصرية الخاصة. والنتيجة مجموعة واسعة من الخيارات، تتراوح بين القطع المحبوكة الضخمة التي جمعتها دار "آنا سوي" برسوم المربعات والمعينات التقليدية التي تتضارب بشكل منعش، وتحية "بورا أكسو" إلى مهارات الحرف اليدوية في تصريح مكتوب بثنائي الأبيض والأسود المحبوب.
TINSEL TOWN
عادة ما تتزيّن الأشجار والمنازل في موسم أعياد نهاية السنة بالخيوط المعدنية الرفيعة، التي تخطف الأضواء في عالم الملابس المسائية هذا الخريف. وبعد أن شكّكتُ في قدرة هذه الصيحة على إقناعنا بأخذها على محمل الجد، قد أدركتُ الآن أن هذه الفكرة قد تغيّر في الواقع قواعد اللعبة! فما أروع بعض الزخرفة المبهرجة على الكتف في تصاميم "زومير"، وكم كانت لافتة اللمسات البرونزية المتناثرة في إطلالة "أندركوفر"، دون أن أنسى الفستان الفضّي الباهر من "١٦ آرلينغتون" (والذي أتمنّى سرّا الحصول عليه) وما يضفيه من طاقة وحياة على ملابس السهرة.
Wallpaper FLORALS
وفّرت رسوم الأزهار التي نراها تقليديا على أوراق الجدران في منازل جدّاتنا، مساحة إبداعية واسعة للمصممين كي يجرّبوا الجديد والمختلف ويحوّلوا الجماليات البناتية إلى إطلالات ناضجة أنيقة. هكذا، اتّخذت الطبعات شكل نقوش أوراق الجدران الحنينية، باعثة أنوثة مفرحة في أرجاء عروض الموسم. واكتمل مصدر الإلهام بفكرة حدائق الريف الإنجليزي، وهو ما دفع المصممين إلى استخدام الرسوم النباتية بأشكال مختلفة، مثل بذلة السروال الجميلة من "فيفيتا"، والمعاطف الأنثوية لدى "جامباتيستا فالي"، والقصات العصرية لدى "لويفي"، التي نجحت كلها في إعادة تصوّر القديم بنظرة حديثة.