ري جوزيف وحاتم العقيل: تجسيد الإبداع السعودي بالتعاون مع Oliver peoples
بالتعاون مع دار "أوليفر بيبولز" للنظارات، جمعت جلسة التصوير الخاصة بمجلة "هي" بين اثنين من أبرز الأسماء في عالم الموضة والإبداع السعودي، رائدة الأعمال "ري جوزيف" و"حاتم العقيل"، مؤسس شركة "أوثنتيسيتي" للمبادرات الثقافية. الحوار معهما كشف عن جوانب مميزة من مسيرتهما، ورؤيتهما للموضة، ودورهما في إبراز الهُُوية السعودية عالميا.
التراث والهوية
بالنسبة لري الموضة ليست مجرد تصميم أو صيحات عابرة، بل هي لغة ثقافية وأداة. تقول في هذا الإطار: "الموضة بالنسبة لي جزء من الثقافة، وأداة تخبرنا الكثير عن الشعوب وديناميكياتهم الاجتماعية. أرى أن الاحتفاء بالتراث وتقديره ضروري، مع دمجه بعناصر عالمية تعكس الانفتاح على مختلف الثقافات".
تستلهم ري من جذورها، سواء عبر قطع مستوحاة من الأزياء التقليدية أو من ذكريات عائلية مثل خزانة جدتها. هذا المزج بين المحلي والعالمي يُُبرز تفردها في صناعة الموضة. وتؤكد أن التمسك بالجذور هو ما يُُميز أي مصمم وسط المنافسة العالمية، وتُُضيف: "نحتاج إلى تقديم تراثنا بشكل سلس وبسيط، ليكون مفهوما ومحبوبا من ثقافات مختلفة من دون أن يبدو تقليديا أو مغرقا في التاريخ". رحلتها من المحاماة إلى الموضة كانت تحولا جذريا وشجاعا، فقد تركت خلفها مهنة قانونية مرموقة لتتبع شغفها. وهي تقول في هذا الإطار: "على الرغم من نجاحي في مهنة المحاماة، شعرت بأن شغفي الحقيقي يكمن في الموضة، وخاصة في الأزياء القديمة. هذه الخطوة علمتني أن أتبع قلبي، وأن أستثمر مهاراتي السابقة لتحقيق رؤيتي الجديدة".
حاتم العقيل: من الموضة إلى الاحتفاء بالإبداع السعودي
أما حاتم العقيل، فقد بدأ رحلته مصمم أزياء يسعى لإعادة تعريف الأزياء التقليدية بأسلوب عصري راقٍٍ. حقق هذا الهدف بنجاح من خلال علامته التي عرضت في متاجر عالمية مرموقة، ليقفز قفزة مميزة في مسيرته المهنية، من خلال إطلاق منصة AUTHENTICITÉ التي باتت منصة أساسية في المنطقة، داعمة للمواهب وللثقافة المحلية.
يصف حاتم دوره قائلا: "رسالتي هي الاحتفاء بالمبدعين السعوديين، وإبراز هويتنا الثقافية في مختلف المجالات. منصة GEMS OF ARABIA التي أنشأناها تجمع بين البودكاست والموقع الإلكتروني والتعاونات الثقافية لخلق جسور بين الثقافات العالمية والإبداع السعودي". يعمل حاتم من خلال AUTHENTICITÉ على مشاريع كثيرة مع مؤسسات مثل وزارة الثقافة و"إثراء". ويرى أن رؤية السعودية 2030 تفتح الأبواب للإبداع غير المسبوق، يقول: "نحن نعيش نهضة ثقافية، وكل قطاع يحظى بالاهتمام. الطموح السعودي يجعلنا مرجعا عالميا للإبداع والابتكار".
دمج الموضة بالثقافة العالمية
جمع حاتم وري بين تقديرهما للتراث واستثمار رؤيتهما العالمية.
فالموضة بالنسبة لهما ليست فقط تصميم أزياء، بل هي سرد قصص تُُبنى على الجذور الثقافية وتعبر الحدود.
وعن تعاونهما مع دار OLIVER PEOPLES ، قالت راي: "أعجبني كيف استطاعت العلامة دمج العناصر الثقافية السعودية بطريقة تتماشى مع هويتها العالمية".
أما حاتم، فأضاف: "التعاون مع علامات تجارية عالمية يعكس ثقة هذه العلامات بالإبداع السعودي، ويفتح المجال للتعريف بثقافتنا على نطا ق أوسع".
الرسالة للأجيال الشابة
هذا، ووجّّه كل من حاتم وراي نصائح ملهمة للمواهب الناشئة.
تقول ري: "كن صادقا مع شغفك، واكتسب المعرفة، واستمتع بالرحلة. الشغف والمعرفة هما سر الاستمرارية".
بينما شدد حاتم ع ى أهمية التخصص والإبداع، قائلا: "حدد شغفك، وكن الأفضل في مجالك. هذا هو ما يم زك وسط بحر من المواهب".
وعن مشاريعه المستقبلية، كشف حاتم أنه لا يمكنه الإفصاح عن الكثير من التفاصيل، لكنه في صدد العمل على تعاونات عديدة ومشاريع كبرى مع وزارة الثقافة، إضافة إلى موسم جديد من GEMS OF ARABIA.
أما بالنسبة إلى ري فأشارت إلى أنها مستمرة بتقديم خدمات استشارية لعدد من العملاء الذين يمثلون مؤسسات ثقافية في مشاريع متعلقة بالموضة على الصعيد المحلي والإقليمي. كما عملت على تطوير منصة "غايا" GAIA. وتقول ري في هذا الصدد: "إن غايا هي منصة بيع بالتجزئة عبر الإنترنت تركز على الموضة الواعية، الهدف منها هو إنشاء بيئة يتعايش فيها التسوق الواعي والتجزئة الواعية مع اختيارات أنيقة وتجربة تسوق جميلة. إن شاء الله، ستكون هذه مساحة تهدف إلى تمكين العلامات التجارية من تبني أساليب إنتاج وتشغيل واعية ومستدامة، وفي نفس الوقت تتيح للعملاء الاستمتاع برحلة تسوق جميلة، حيث يمكنهم شراء منتجات مختارة بعناية وتتميز بالجودة العالية، وتشعرهم بالرضا لأنهم يتسوقون بطريقة واعية لا تضر بالبيئة أو الآخرين أو الثقافات".