التأثير الواعد للحِرف اليدوية المحلية على صناعة الأزياء السعودية
أعلنت وزارة الثقافة بتسمية عام 2025 بـ"عام الحِرف اليدوية" ترسيخاً لمكانة الحرف اليدوية بوصفها تراثاً ثقافياً أصيلاً، وتعزيزاً لمزاولتها، وصونها، واقتنائها، وتوثيق قصصها، وحضورها في حياتنا المعاصرة.
ذكرت المنصة الإلكترونية الخاصة التي تم تدشينها لـ"عام الحِرف اليدوية" و دليلها و شعاراتها:
"تُجسد الحرف اليدوية أصالة ملموسة موروثة من الآباء والأجداد، وهي سلسلة من القصص الممتدة بين الماضي والحاضر والمستقبل تعبّر عن التراث الثقافي الذي تصنعه وتنسجه وتغزله وتنقشه أيدي الحرفيين. ولكل قطعة حرفية قيمة تراثية وفنية وجمالية، ومنفعة مرتبطة بحياتنا اليومية، وبراعة تعكس إبداع وإتقان السعودي وانسجامه مع مكونات وخامات بيئته المحلية، وتقديراً للغاية النبيلة، وصوناً للمعنى الثمين الذي تشكله الحرف اليدوية، وإبرازاً لعناصر الثقافة السعودية محلياً وعالمياً؛ تقررت تسمية هذا العام بعام الحرف اليدوية 2025م."
مفهوم الاستدامة في صناعة الأزياء واستدارة حَلقة الثقافة من توظيف الحرفة اليدوية وتمكين مُحترفيها
الاستدامة في صناعة الأزياء تتجاوز المفهوم التقليدي المرتبط بالممارسات التقنية الصديقة للبيئة، مثل إعادة التدوير وإنتاج المواد البديلة وتطوير الأنسجة المتقدمة بيئيًا وصناعيًا. إنها رؤية شاملة تستند إلى دمج القيم الثقافية والاجتماعية مع الابتكار المعاصر، لتصبح الأزياء وسيلة لإحياء التراث المحلي وتمكين المجتمعات الحرفية.
هذا المفهوم يركز على جلب الثقافة المحلية وإرث الوطن إلى قلب التصميمات الحديثة، من خلال توظيف الحرف اليدوية التقليدية وإبراز براعة محترفيها. فهو لا يقتصر على تحقيق الأهداف البيئية، بل يمتد ليكون مصدر إلهام عميق يعكس الهوية الثقافية ويمنح الأزياء رسالة سامية تتجاوز الشكل إلى جوهر يعبر عن روح الإبداع والترابط الإنساني.
التأثير الواعد للحِرف اليدوية المحلية على صناعة الأزياء السعودية
بِفكر ابتكاري متطور وذكاء إبداعي مُلهم، استند العديد من مصممي الأزياء السعوديين على إرث المملكة العريق وثراء موروثها الثقافي كمورد أساسي للإبداع ومُحرك أولي للإلهام المعنوي والتاريخي والتقني.
حيث استلهم العديد من المصممين السعوديين تصاميمهم من ثقافة الوطن وملامح اللباس التقليدي، ليقدموا على منصات العرض تجسيدًا للموهبة والهوية الفنية، مع إعادة تفسير الإرث الحضاري بأسلوب عصري يواكب الحاضر.
في مجموعة ربيع وصيف 2024 للملابس الجاهزة، أبدعت المصممة السعودية كوثر الهريش تحت علامتها Kaf By Kaf تصاميم فريدة مصنوعة بالكامل من الخوص، بتفاصيل دراماتيكية وأبعاد ابتكارية تعكس الطابع الطليعي للعلامة. حملت هذه المجموعة رسالة سامية تسلط الضوء على الحرف اليدوية التقليدية، وتبرز دقة التنفيذ ومهارة الحرفيين. تُعد صناعة الخوص (أو “الخواصة”) واحدة من أقدم المهن في الجزيرة العربية، حيث تعبر عن ارتباط الإنسان ببيئته وتقديره للنخلة، واستغلال كافة مواردها من أوراقها إلى ثمارها.
وفي كأس السعودية 2024 بنسخته الخامسة، برزت الموضة كأداة مؤثرة في التعبير عن العمق الثقافي والإرث التراثي. جاء الحدث فرصة لاستعراض مواهب المصممين السعوديين وإبداع علاماتهم التجارية.
ضمن فعاليات هذا الحدث، قدمت علامة قُرمز، التي أسسها المصمم عبد الرحمن العابد، تصميم استثنائي حمل طابعًا طليعيًا ورسالة عميقة تتجلى في الاحتفاء بحرفة صناعة العقال، الرمز التقليدي الحي الذي يعبر عن العزة والشموخ والكرامة في الثقافة السعودية، أطلق عليه مُسمى "الروح".
وتستمر قُرمز في إعادة تعريف الثقافة الأصيلة ودمجها في الحمض النووي للموضة الفاخرة العصرية، حيث قدمت في مجموعة الصيف "مِثل صبيا" حقيبة الدَلم بألوان زاهية وبراقة تُمثل روح الصيف وتَوهج الشمس بدرجات الأصفر والقُرمزي الدافئ كما قَدمت العلامة الحقيبة الشهيرة بنسخة مُغلفة بالرتان وأخرى بالخوص لتستعرض أبعاد جديدة ومستويات مُتقدمة لِحرفة العلامة الأصيلة.
حيث يتوافق الرتان بجودته وقُوة قوامه ومصدره الطبيعي تاريخياً مع الإكسسوارات الصيفية و تعقيد الحِرفة اليدوية مستوحى في هذه المجموعة من سفوح منطقة جازان و روابيها بينما يقف الخوص كنظيرها المحلي باحتفالية مزدوجة بالنخلة و الحِرفة التراثية و أصالتها.
التحدي الإبداعي المتمثل في تسمية الأعوام الثقافية
يُشكل تعيين موضوع معين وتسمية مُحددة لكل عام من قبل وزارة الثقافة تحدِ إبداعي واعد لمصممي الأزياء السعوديين والمُبدعين في مختلف الصناعات الفنية لخلق مجموعات وتصاميم ومنتجات وإبداعات تُجسد المعنى الثقافي في تداخل فريد ينسج الهوية الفردية بالموروث الوطني وإرثه.
أشكال الحِرف اليدوية السعودية
من صناعة الفخار والنسيج والحياكة التي تشمل السدو والعقال و السجاد وصناعة البشت والتطريز التقليدي إلى الخوص والصف وهي حِرفة صناعة الأدوات من سعف النخيل.
