خاص "هي": المصممة منار لقطينة تُوسّع حدود الإبداع وتحدث ثورة في تصميم الحقائب والإكسسوارات

خاص "هي": المصممة منار لقطينة تُوسّع حدود الإبداع وتحدث ثورة في تصميم الحقائب والإكسسوارات

جويل تامر

من خلال تجربتها الفريدة، استطاعت مصممة الحقائب السورية منار لقطينة أن تدمج بين إرث الحرف اليدوية التقليدية وأحدث صيحات الموضة، مقدمة للعالم حقائب تجمع بين الأناقة الكلاسيكية والتفاصيل العصرية. تأثرت منار بشكل كبير بتجربة والدتها في فنون الحرف اليدوية، ما جعلها تجد في هذا الإرث مصدر إلهام دائما يعكس قدرتها على دمج الأناقة مع الأصالة. تلتزم المصممة بمبدأ "الأقل هو الأكثر"، حيث تجد في البساطة سر الأناقة الدائمة، وهو ما جعل تصاميمها تتميز بالرفاهية والذوق الرفيع دون أي مبالغة. في هذا الحوار، نغوص في فلسفة التصميم التي تؤمن بها، ونستكشف كيف تدمج بين الحرفية والابتكار في كل قطعة، كما نلقي نظرة على رؤيتها المستقبلية لعلامتها التجارية ومبادئ الاستدامة التي تعتنقها.

خاص "هي": المصممة منار لقطينة تُوسّع حدود الإبداع وتحدث ثورة في تصميم الحقائب والإكسسوارات

 كانت براعة والدتك الحرفية مصدر إلهام كبيرا لمسيرتك. كيف أثّر عملها في تشكيل رؤيتك الإبداعية لتصميم الحقائب؟

منذ صغري، كنت منبهرة بمشاهدة والدتي وهي تصنع أحذية وحقائب جميلة، وهي عملية بدت لي كأنها سحر خالص. كنت أعتز بتلك اللحظات التي كانت تستشيرني فيها وتأخذ برأيي، وهو ما منحني شعورا مبكرا بقيمة إبداعي، وأشعل شغفي بعالم التصميم. مع مرور الوقت، أصبحت بطبيعة الحال المرجع الإبداعي لعائلتي، وهو ما عزز ثقتي العميقة بصوتي الفني. هذا الدعم المتواصل شجعني على استكشاف وجهة نظري الفريدة بجرأة، وأتاح لي دمج أفكار مبتكرة وجديدة في تصاميمي، وغالبا ما كنت أتجاوز الحدود التقليدية. كان المفتاح في رحلتي الإبداعية هو تلك الثقة الراسخة التي مكنتني من التجربة وتوسيع حدود عملي. وقد تعمقت هذه الثقة بفضل تجاربي المهنية، وخاصة مع تلقي التقدير الصادق من عملائي. حبهم لتصاميمي ليس مجرد شهادة على جودة عملي، بل هو أيضا مصدر دائم للإلهام يدفعني لمواصلة التطور وابتكار قطع تتردد أصداؤها في قلوب الناس. في جوهر الأمر، إرث والدتي متأصل في كل قطعة أصممها، وهو ما يلهمني دائما لاحتضان إبداعي ومشاركة رؤيتي مع العالم.

أنتِ من المـــؤمــنــيـــــن بمـــقـــولــــة "الأقـــل هو الأكثر" Less is more في تصـامـيـمـــك. كــيـــف ينعـــــكس هذا النهج في عمليتك الإبداعية؟

في فلسفتي التصميمية، تمثل مقولة "الأقل هو الأكثر" مبدأ إرشاديا يعكس الرقي الذي أسعى لتحقيقه في ابتكار حقائبي. هذا النهج مترسخ بعمق في عمليتي الإبداعية، ويتجلى بوضوح في عدة جوانب أساسية. في جوهر تصاميمي، أؤمن بأن الأناقة الحقيقية تكمن في البساطة. أختار كل عنصر بعناية فائقة، مع التركيز على الخطوط الدقيقة والمواد عالية الجودة مثل الجلد الفاخر وتفاصيل النحاس المميزة. ومن خلال إزالة الزخارف الزائدة، أتمكن من ابتكار حقائب تعكس الأناقة مع الحفاظ على طابعها الكلاسيكي الخالد. يبرز الإتقان والانتباه إلى التفاصيل، وهو ما يتيح لجمال المواد أن يكون في المقدمة. فضلا عن ذلك، فإن التزامي بمبدأ "العملية" يلعب دورا محوريا في عمليتي الإبداعية. تُصمم كل حقيبة لتكون رائعة بصريا وعملية للغاية في الوقت نفسه. هذا التركيز يضمن أن تصاميمي يمكنها الانتقال بسهولة من استخدامات النهار إلى المساء، وهو ما يجعلها عناصر أساسية في خزانة الملابس الراقية.

خاص "هي": المصممة منار لقطينة تُوسّع حدود الإبداع وتحدث ثورة في تصميم الحقائب والإكسسوارات

السفر هو مصدر إلهام رئيس بالنسبة لكِ. هل يمكنك مشاركة وجهة معينة أثرت في مجموعة محددة من ابتكاراتك؟

السفر دائما كان مصدر إلهام عميقا بالنسبة لي، وإذا كان علي اختيار وجهة أسرت قلبي منذ أول زيارة، فستكون بلا شك إيطاليا، وبالتحديد ميلانو. المدينة تمثل مزيجا آسرا من الحيوية العصرية والسحر الأصيل الذي يلامس حواسي الفنية بعمق. لكن للإجابة بشكل أكثر دقة على سؤالك، فإن أعظم إلهامي ينبع من الحياة ذاتها. الحياة رحلة رائعة، بطعمها الحلو والمر، تؤثر في كل تصميم أبتكره. وقد تجلى هذا الجوهر بشكل جميل في أحدث مجموعاتي التي حملت عنوان "رقصة في الرياح" A Dance in the Wind. تحكي هذه المجموعة تجربتي كامرأة تتنقل برشاقة عبر منعطفات الحياة، كما لو كانت ترقص وسط الرياح. لقد بذلت جهدا كبيرا في تطوير شعار جديد يمثل هذه القصة، ويسلط الضوء على الانسيابية والمرونة التي تتسم بها كل امرأة. تصاميمي هي تحية خالصة لجوهر الأنوثة، تحتفي بقوتنا وقدرتنا على التكيف في عالم دائم التغير.

تصــامـيـمــكِ تمزج بين الحرفية الإيطالية والجماليات المــعــاصـــرة. كيـــف تـــوازنـيـــن بــين التــقاليد والحداثة في أعمالك؟

التوازن بين التقاليد والحداثة في تصاميمي متجذر بعمق في رحلــتي الشخــــصــيــــة. وُلدت ونـــشــــأت في دمشق، أقدم عاصـــــــمة في العالم، حيث ترعرعت في بيئة غنية بالإرث الثقافي والحرف اليدوية التقليدية. هذه الخلفية الراسخة غرست في داخلي تقديرا عميقا للفن وقصصه التي يمكن لكل قطعة أن ترويها. في سن مبكرة، انتقلت إلى الكويت، حيث اكتــشــفـــت مـــزيـجـــا نــابــضــا من الثــقــافـــات المتنوعة والتأثيرات العصرية. هذه التجربة وسعت آفاقي، وأتاحت لي احتضان الحياة الحديثة مع الحفاظ على جذوري. ومع بدايتي في عالم التصميم، استلهمت فكرة دمج هذا المزج الفريد بين التقاليد والابتكار في عملي. تصاميمي تعكس التفاعل الديناميكي بين الأناقة الخالدة للحرفية التقليدية والجماليات المعاصرة. هذا المزج المميز هو ما يميز إبداعاتي ويُعبّر عن رحلتي. وفي النهاية، سيظل التداخل بين إرثي وتأثيرات العصر الحديث جوهر تعبيراتي الإبداعية.

تلعب الاستدامة دورا مهما في علامتك التجارية، بدءا من تقليل الهدر وصولا إلى تمكين النساء. كيف تتماشى هذه المبادرات مع رؤيتك؟

الاستدامة هي حجر الأساس في علامتي التجارية، وتتوافق بشكل تام مع رؤيتي كمصممة حقائب. أؤمن بأن الموضة لا يجب أن تكون جميلة فقط، بل يجب أن تكون مسؤولة أيضا، وينعكس هذا في التزامي بتقليل الهدر واعتماد ممارسات أخلاقية. منذ البداية، ركزت على استخدام مواد عالية الجودة مثل الجلد الفاخر والنحاس المستدام، والتي لا تضيف فقط قيمة جمالية لحقائبي، بل تضمن أيضا دوامها لفترة طويلة. من خلال إعطاء الأولوية للحرفية والمتانة، أهدف إلى تصميم قطع خالدة تتجاوز الاتجاهات الموسمية، وتشجع المستهلكين على الاستثمار في الجودة بدلا من الكمية. فضلا عن ذلك، أدرك أهمية تمكين النساء، سواء في فلسفتي التصميمية أو من خلال مبادرات علامتي. يمتد التزامي بالاستدامة إلى ما هو أبعد من إنشاء المنتجات؛ حيث أسعى لدعم الحرفيات والمبدعات، وهو ما يمنحهن فرصا لتحقيق الاستقلال الاقتصادي والنمو. هذا التمكين أمر حيوي، لأنه يسهم في بناء مجتمع يتميز بالإبداع والمرونة.

حقائبك لاقت إعجاب المشاهير مثل "كيم كارداشيان" وهيفا وهبي. كيف تتعاملين مع تصميم قطع مخصصة لعملاء بارزين بهذا المستوى؟

تصميم قطع مخصصة لعملاء بارزين مثل "كيم كارداشيان" هو تجربة فريدة ومجزية. أشعر بامتنان كبير لعيشنا في عصر جعلت فيه وسائل التواصل الاجتماعي العالم يبدو أصغر بكثير، وهو ما أتاح اتصالات لم تكن ممكنة في الماضي. هذا الانفتاح ساعد في جعل تصاميمي تتواصل مع جمهور عالمي، بما في ذلك الشخصيات المؤثرة ومنسقو أزيائهم. عند تصميم حقائب مخصصة، أحرص على فهم عميق لشخـــصــيــة العــمــيــلـــة واحتــيـــاجـــاتـــهــــا. الحقيبة التي صممتها خصيـــصـــا لـ"كـــيـــم" كانــت قطـعـــة فــــــريــــدة تعكس رؤيتها الشخصية. إضافة إلى ذلك، الكثير من المشاهير، مثل هيفا وهبي، يختارون أحيانا قطعا من مجموعتي مباشرة، وهو ما يعكس تنوع وجاذبية تصاميمي. التعاون الوثيق مع منسقي الأزياء الشخصيين هو عنصر أساسي في هذه العملية، حيث يلعبون دورا حيويا في فهم تفضيلات وشخصيات عملائهم. فهمهم العميق لما يهم النجوم يوفر لي رؤية واضحة تُمكنني من تصميم قطع تعكس أسلوبهم وجوهرهم بشكل دقيق الجودة والحرفية هما الأساس في عملي، سواء كنت أصمم قطعة مخصصة أو قطعة من مجموعة. يتم تنفيذ كل تفصيل بعناية فائقة لضمان الحفاظ على المعايير العالية التي ألتزم بها في علامتي التجارية.

خاص "هي": المصممة منار لقطينة تُوسّع حدود الإبداع وتحدث ثورة في تصميم الحقائب والإكسسوارات

تطورت علامتك التجارية بشكل ملحوظ من الحقائب إلى الأحــــذيـــــة والإكــســـســـوارات. ما الــــذي يـــدفــــع هــــذه التوسعات؟ وما هو التالي؟

توســـيــــع عــــلامــــتــــي التــجــــاريـــــة من الــحــقــــائــــب إلى الأحــــذيـــــة والإكســــسـوارات كان مدفوعا بشغف لإنشاء قطع فاخـــــرة متعددة الاستخدامات تتناغم مع جمهور أوسع. مع تطوري كمصممة، أدركت أهمية تقديم رؤية كاملة لنمط الحياة تتسم بالأناقة والجمال. يعكس هذا التوسع رغبتي في تلبية احتياجات عملائي مع الاستمرار في الابتكار ودفع حـــــدود إبداعي. بالنــظر إلى المستقبل، أعتقد أن الوقت قد حان للاستفادة من معرفتي وخبرتي في تقديم الدعم لمجتــــمـــــع الـــمـــوضــــة. أنا متــحــمـســــة لما هو قـــــــادم، حيث أستكشف شراكات ستتيح لي مساعدة المصممين الآخرين في بناء عــــــلامــــاتـــهــــم التجــــاريـــــة الخــــاصـــــة "صنع في إيطاليا" للإكسسوارات. إنها فرصة رائعة لمشاركة خبرتي ومعرفتي، والمساهمة في تطوير الجيل القادم من المواهب في صناعة الموضة. بينما لا يمكنني الكشف عن الكثير من التفاصيل في الوقت الحالي، إلا أنني متحمسة للانطلاق في هذه الرحلة من التوجيه والتعاون، وهو ما يسهم في إثراء الحرفية الإيطالية وتصميماتها. يتماشى هذا الفصل الجديد تماما مع التزامي بالحفاظ على معايير عالية وتعزيز الممارسات المستدامة في عالم الموضة.

لقد حققتِ نجاحا لافتا في مجال التجزئة الفاخرة عبر المنطقة. ما الذي يميز علامتك التجارية في سوق تنافسية بهذا الشكل؟

ما يميز علامتي التجارية هو التزامنا العميق بخلق روابط عاطفية من خلال جودة استثنائية وسرد قصص معنوية تُجسد في شعارنا "احملي قصتك". كل قطعة أصممها مليئة بالتجارب الشخصية والتأثيرات الثقافية، وهو ما يسمح لي بإنشاء مجموعات تتناغم بشكل عميق مع عملائنا. أعتقد أن كل حقيبة أو حذاء أو إكسسوار يحمل قصة فريدة، وهو ما يحوله إلى امتداد محبوب لهوية حاملته ورحلة حياتها.أسعى لصنع تصاميم خالدة تمزج بين الأناقة والعملية.

كيف تتخـــيــلـيــــن تطـوّر علامتك التجارية مع استمرار تغير عالم الموضة؟ وما مشاريعك المستقبلية؟

مع استمرار تغير عالم الموضة، أتخيل أن علامتي التجارية ستنمو بطرق تتبنى الابتكار وفي الوقت نفسه تبقى وفية لقيــــمــنــــا الأساسية المتعلقة بالجودة والاتصال العاطفي. مشهد الموضة يتغير باستمرار، موجها بالتغيرات الثقافية والتــقـــدم التـكــنـــولــــوجي وتــوقــعــــات المســتـهــلـكــيــــن. هـــــدفي هو التـكيـــــف مع هذه التغــيــيـــــرات بشكل مدروس، لضمان بقائنا على صلة وملامسين لعملائنا بشكل عميق. أحد المجالات التي أراها حيوية لتطورنا هو دمج أحدث الابتـــــــكارات التكــنــــولــــوجيـــــة. من الاستفـــــادة من المنــصـــــات الرقمية لسرد القصص إلى تحسين تجارب التسوق عبر الإنترنت، أنا ملتزمة بتبني الأدوات التي تسمح لنا بالتواصل بشكل أكثر مع عملائنا. يشمل ذلك استكشاف تقنيات مثل الواقع المعزز، التي يمكن أن تساعد العملاء على تصور كيفية تكامل قطعنا في حياتهم قبل الشراء. فضلا عن ذلك، تتيح لنا متابعة اتجاهات تكنولوجيا الموضة، مثل تقنيات التصميم والإنتاج ثلاثي الأبعاد، خلق قطع فريدة تدفع حدود الإبداع مع الحفاظ على أعلى معايير الحرفية. أعتقد أن الاستفادة من هذه الابتكارات تمكننا من تقديم تجربة أكثر تخصيصا وإثارة لعملائنا. في النهاية، رؤيتي للمستقبل هي إنشاء علامة تجارية لا تمثل الفخامة والجودة فحسب، بل تبتكر أيضا طرقا جديدة للتواصل مع الأفراد. أتطلع إلى أن تكون علامتي التجارية منارة للإلهام، تشجع الجميع على حمل قصصهم بفخر وثقة. هدفي النهائي هو أن تمزج كل قطعة بين الجمال والغاية، وهو ما يسمح لعملائنا بالتعبير عن هويتهم بسهولة.