قدرة الأزياء العلاجية على تحسين مزاجنا وصحتنا النفسية
“للملابس قدرة على قلب مزاجنا وثقتنا بنفسنا” هكذا قالت مصممة الأزياء اليس تيمبرلي Alice Temperley. فالملابس تتجاوز معناها الحرفي، فهي ليست مجرد خيوط مُحاكة مع بعضها البعض، لكن هي امتداد لهويتنا وشخصيتنا ومزاجنا أيضاَ، وهي انعكاس لعالمنا الداخلي، وهنالك ارتباط كبير بين الملابس والتعبير عن الذات، حيث أنها تؤثر بشكل عميق على نفسيتنا، والمزاج الذي نشعر به، ومن الممكن أن تقلب احاسيسنا بطريقة سحرية وغير متوقعة، واليك بالتفاصيل كيف يمكن لاختياراتنا من الملابس وطريقة تنسيقنا لها من أن تساعد في التأثير على مشاعرنا وعواطفنا وحتى صحتنا النفسية بشكل سلبي أو ايجابي.
الألوان التي نرتديها والمزاج الذي نشعر به
اختياراتنا للملابس هي انعكاس لحالتنا العاطفية بشكل أو بآخر، والألوان على وجه الخصوص تتمتع بقدرة فريدة على التأثير على مزاجنا، وجميعنا نعرف أن الألوان الزاهية ترتبط بالطاقة الايجابية والفرح، على عكس الألوان الداكنة.
فمثلاً اللونان الأصفر والبرتقالي لهما علاقة مباشرة بالتفاؤل والانتعاش، واللون الأزرق يعكس شعوراً بالهدوء والسكينة.
من ناحية أُخرى قد تساهم الألوان الداكنة مثل الأسود والرمادي، وعلى الرغم من أناقتها، في بعض الأحيان في الشعور بالكآبة والاحباط.
فتخيلي مثلاً أن تخرجي من المنزل للعمل يوم الاثنين صباحاً مرتدية سترة حمراء باللون، فإن مزاجك سينقلب بشكل فوري ويتعزز الشعور بالطاقة الايجابية، على العكس من ذلك فإن ارتداء الدرجات الداكنة في يوم كئيب قد يزيد من الشعود بالكآبة.
ولهذا فأن تغيير الألوان بشكل يتوافق مع حالتنا العاطفية من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتنا النفسية.
كيف تنعكس الأناقة وترتيب المظهر الخارجي على نفسيتنا وتقديرنا لذاتنا
قوة الملابس تفوق أي تقدير، وتنسيقنا لزي أنيق يحدث فرقاً كبيراً، فمثلاً اختيار جاكيت بليزر رسمي مع أكتاف بارزة وقصة مُحددة، أو حذاء مصقول وفاخر أو فستان أنيق مناسب من الممكن أن يعزز ثقتنا بنفسنا، وارتداء هذا النوع من الملابس لاجتماع عمل أو حدث مهم يوفر شعوراً بالجاهزية والاستعداد والتمكن، وأثبتت الكثير من الدراسات أن للملابس تأثير كبير على نفسية من يرتديها وعلى سلوكه وادراكه لذاته.
من ناحية أخرى، إهمال مظهرنا يمكن أن يكون له تأثير معاكس، قد يؤدي الزي غير المرتب أو المُهمل إلى عدم الراحة، وحتى الملابس الغير نظيفة من الممكن أن تُقلل من ثقتنا بنفسنا وشعورنا بالراحة. واذا افترضنا أنك ذاهبة لمقابلة عمل في اطلالة مُهملة فعلى الأرجح أنك لن تحصلي على الوظيفة لأن أدائك في المقابلة سيكون مهزوز ولايوحي بالثقة.
وهذا كله يصب بالنتيجة في صحتنا النفسية وشعورنا بالرضى والسعادة.
الفوضى في اللباس تؤدي لفوضى في المزاج
طريقة تنسيقنا لملابسنا كما ذكرنا لها تأثير كبير على مزاجنا، وبالتالي فإن المظهر الخارجي من الممكن أن يلعب دوراً كبيراً في تحديد وضعنا النفسي، والمثال على ذلك، في حال قمنا بتنسيق اطلالة فوضوية ومبهرجة من ناحية الألوان والأقمشة والتعريقات فإن ذلك سيؤدي إلى ضجيج عام في اللوك وبالتالي في المزاج والنفسية أيضاَ.
والعكس صحيح، ان قمنا بتنسيق اطلالة ناعمة ومتناغمة من ناحية اللون والقماش، واخترنا الدرجات الهادئة والحيادية، فإن ذلك سيمنحنا السلام الداخلي والراحة النفسية.
في النهاية، ان اختيارتنا للملابس وطريقة تنسيقنا لنا من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في التأثير على صحتنا النفسية، بطريقة ايجابية أو احياناً سلبية، ولهذا وفي كل مرة نفتح الخزانة لارتداء ملابسنا علينا أن نتذكر أن الملابس ليس مجرد قماش بل هي بيان لهويتنا وانعكاس لمشاعرنا وأحاسيسنا.