رسائل عشق مطرزة: مصممون نسجوا الرومانسية في مجموعات الأزياء الراقية
من التطريزات الخلابة إلى الفساتين التي تهمس بالحب، لطالما كانت الأزياء الراقية لوحة ينسج عليها المصممون قصص العشق بالحياكة والتفاصيل. استلهم المصممون من الشعر، والأساطير، والرومانسية الخالصة ليبتكروا مجموعات لا تقتصر على الأناقة، بل تتحوّل إلى رسائل حب مكتوبة بالخيوط والحرير. بين فساتين "جيامباتيستا فالي" الضخمة، واناقة إبداعات إيلي صعب المتلألئة، وتصاميم "فالنتينو" الحمراء، تبرز الرومانسية كمصدر إلهام خالد.
برز "جيامباتيستا فالي" وإيلي صعب كأسياد في فن تطويع هذه العواطف في تصاميمهم، مقدمين قطعًا تعكس جوهر الشغف والأناقة في أبهى صورهما.
جيامباتيستا فالي: مهندس القصّات الرومانسية
تتميّز إبداعات "جيامباتيستا فالي" بجودتها الحالمة، حيث يستمد إلهامه من الرومانسية وسحر الطبيعة. لطالما كانت الفساتين المصنوعة من التول المنفوش، والتطريزات الزهرية الرقيقة، ولوحات الألوان الحالمة الناعمة من بصماته المميزة، مما يخلق هالة من الجاذبية الحالمة. اهتمام فالي الشديد بالتفاصيل وقدرته على تحقيق توازن مثالي بين الفخامة والرقة يجعل تصاميمه قطعًا خالدة تتجاوز الزمن، فتجسد الرومانسية بأسلوب يجمع بين الأصالة والحداثة.
إيلي صعب: نسج قصص الحب في الأزياء الراقية
أما إيلي صعب، فهو الاسم الذي أصبح مرادفًا للفخامة والأنوثة، حيث يستلهم تصاميمه من عوالم الحب والرومانسية. تتميز مجموعاته بالتطريزات المتقنة، والقصّات الانسيابية، ولوحات الألوان التي تتراوح بين الباستيل الناعم والألوان الجوهريّة العميقة، مما يعزز الإحساس بالرومانسية الخالدة. تعكس إبداعات صعب جوهر الحب والشعر، ما يجعلها الخيار الأمثل لكل من تسعى لتجسيد الأناقة والشغف.
مجموعة Alice + Olivia لخريف 2025
قدّمت ستايسي بندت، المؤسسة والمديرة الإبداعية لعلامة Alice + Olivia، مجموعة مستوحاة من عالم ويليام شكسبير تحت عنوان “Shakespeare is in Love”. جسّدت التصاميم روح العصر الإليزابيثي برؤية معاصرة، حيث برزت أكمام وياقات مزيّنة بالدانتيل، وأقمشة الجاكار المزخرفة بتفاصيل ذهبية، مستوحاة من الأزياء التاريخية والمقتنيات الأثرية، لتستحضر إحساسًا بالرومانسية الحالمة والنوستالجيا الساحرة.
أحمر "فالنتينو": لونٌ لا يعترف بالزمن
في قاموس "فالنتينو" لا يُعتبر الأحمر مجرد لون، بل توقيع بصري خالد، رمزٌ للحب، والشغف، والقوة. منذ أن صاغ المصمم "فالنتينو غارافاني" هويته الإبداعية في الستينيات، ظل الأحمر جوهرًا لا ينفصل عن إرث الدار الإيطالية، يظهر ويتجدد في كل حقبة برؤية مختلفة، لكنه دائمًا يحتفظ بتلك الهالة من الجرأة والرقي.
عُرف هذا اللون، الذي أُطلق عليه لاحقًا اسم “Valentino Red”، بقدرته على احتلال منصات العرض بجاذبية مطلقة، سواء في الفساتين الحريرية المتدفقة أو المعاطف الهيكلية، أو حتى في لمسات دقيقة تزيّن تفاصيل التصاميم. ومع تعاقب المديرين الإبداعيين على قيادة الدار، من "ماريا غراتسيا كيوري" و "بييرباولو بيتشولي" إلى رؤية "بيتشيولي" المنفردة، ظل الأحمر عنصرًا أساسياً، لكنه خضع لقراءات جديدة، تارةً نابض بالحياة في ظلال زاهية وتارةً أكثر غموضًا بلمسة مخملية عميقة.
في عصر "بييرباولو بيتشولي" اكتسب الأحمر بعدًا دراميًا أكثر عمقًا، متحولًا إلى لغة تعبيرية تتجاوز الجمال التقليدي، ليصبح أداةً بصرية تخاطب الحرية والتمكين. من الفساتين المنحوتة بدقة إلى البدلات الحمراء التي تحدّت معايير الأنوثة الكلاسيكية، ظل هذا اللون حاضرًا بقوة، يعيد تعريف نفسه مع كل موسم، لكنه لا يفقد أبدًا تلك الهالة الأسطورية التي جعلت منه أكثر من مجرد ظِل ليصبح بيانًا بصريًا للحب، والتمرد، والفخامة الخالدة.
"باولو سباستيان" ربيع وصيف 2018: حكاية خيالية منسوجة في الأزياء الراقية
في عالمٍ تلتقي فيه الأحلام بالأزياء، احتفل "باولو سباستيان" بعقدٍ من الإبداع بمجموعة تجسّد السحر الخالد للقصص الخيالية. بالتعاون مع "ديزني"، أعادت مجموعة ربيع وصيف 2018 للأزياء الراقية، Once Upon a Dream، رسم ملامح الحكايات الأسطورية، حيث تحوّلت النوستالجيا إلى فنّ ملموس ينطق بالسحر.
كانت المجموعة تكريم للبطلات اللاتي جرؤا على الحلم. كل تصميم استلهم الرحلة الكلاسيكية لبطلةٍ تواجه الظلام، لكنها تحمل في قلبها القوة والرقة والشجاعة لتجد النور. الأقمشة المتدفقة والتول الخفيف المطرز بكلمات من أشهر أغاني "ديزني" والتطريزات المتلألئة تنثر بريق الأحلام فوق الكورسيهات المشدودة فيما جاءت القصّات وكأنها مأخوذة من عالمٍ ساحر لا ينتمي للواقع.
لكن وراء هذه الزخارف يكمن سرد أعمق وهو الاحتفاءٌ بقوة الأنوثة، ورقّة الرومانسية، وسحر القصص التي تتوارثها الأجيال. من درجات الباستيل الحالمة التي تحاكي رقّة الحب إلى التباينات الدرامية التي ترمز إلى الصراع بين الخير والشر، عكست التصاميم ازدواجية الحكايات الخيالية: الهشاشة والقوة، البراءة والتحدّي.
مع Once Upon a Dream، لم يكتفِ "باولو سباستيان" بابتكار مجموعة من الأزياء، بل جَسد الخيال في القماش، ليُثبت أن الموضة تمامًا كالحكايات، ستظلّ سحرًا لا يزول.
على مر المواسم، أثبتت الأزياء الراقية أن الحب كإحساس هو فن حيّ يتنفس بين طيات الأقمشة، تواصل دور الأزياء تشكيله بأساليب تحتفي بالشعر، والعاطفة، والجمال الأبدي.