
لا لقيود العمر في عالم الأزياء... مع منسقة أزياء "هي" الخاصة
لطالما ارتبطت الأزياء في أذهان كثيرين بمفاهيم نمطية تربط بين العمر وطريقة اللباس، وكأن لكل مرحلة عمرية "قواعد" يجب الالتزام بها في اختيار الملابس. ولكن في الحقيقة، هذه القواعد ليست سوى قيود اجتماعية غير مبررة، لا أساس لها من الصحة، وتساهم فقط في تقليص حرية المرأة والتأثير على ثقتها بنفسها.
المرأة، سواء كانت شابة في العشرينات أو سيدة في الستينات، لها الحق الكامل في أن ترتدي ما يناسب ذوقها وشخصيتها وأسلوب حياتها. لا يوجد ما يسمى بـ"ملابس للشابات فقط" أو "أزياء لا تليق بالكبار". بل على العكس، الجمال في الأناقة يأتي من الشعور بالراحة والثقة، وليس من مطابقة معايير مجتمعية غير واقعية.

في السنوات الأخيرة، شهدنا تغيّراً ملحوظاً في عالم الموضة، حيث بدأت الكثير من دور الأزياء العالمية والمصممين بتسليط الضوء على النساء من مختلف الأعمار. ظهرت عارضات أزياء كبيرات في السن على منصات العرض العالمية، وأصبحن وجهاً لحملات دعائية لأكبر الماركات. هذا التحول لم يكن فقط خطوة جريئة، بل هو اعتراف بأن الأناقة لا ترتبط بالعمر، وأن الجمال لا يزول مع الزمن.
كما أن الكثير من النساء الكبيرات في السن أصبحن نجمات على وسائل التواصل الاجتماعي، يشاركن إطلالاتهن الجريئة والملهمة، ويكسرن الصورة النمطية بأن المرأة بعد سن معينة يجب أن "تتحفظ" في لباسها. هؤلاء النساء أثبتن أن الموضة لا تعرف عمراً، وأن الجرأة في التعبير عن النفس عبر الأزياء هي حق للجميع.

أفكار لتنسيق الأزياء لكل الأعمار:
- البدلة الكلاسيكية الملوّنة: بدلاً من اللون الأسود التقليدي، اختاري بدلة بلون قوي كالأخضر الزمردي أو الأزرق الملكي. ارتديها مع حذاء رياضي أو كعب بسيط. هذه الإطلالة تناسب جميع الأعمار وتجمع بين الأناقة والعصرية.

- القطع الجلدية: لا تقتصر قطع الجلد على الشابات! سترة جلدية أو بنطال جلد أنيق يمكن تنسيقه مع قميص أبيض بسيط أو توب ناعم لإطلالة جريئة وراقية.

- الفساتين الواسعة: هذه الفساتين تناسب كل الأعمار، ويمكن اعتمادها في مناسبات مختلفة حسب الإكسسوارات. نسّقيها مع حزام عريض لإبراز الخصر أو جاكيت جينز لمظهر كاجوال.

- التنانير متوسطة الطول (Midi skirts): قطعة أنيقة وعصرية في الوقت نفسه، يمكن ارتداؤها مع قميص كلاسيكي أو كنزة خفيفة، وحذاء بوت قصير أو مسطح حسب الذوق.

- الفساتين اللامعة: قطعة عصرية ومناسبة لجميع الأعمار، لا تحتكري البريق للمناسبات فقط! الفساتين اللامعة، سواء كانت بالكامل أو بتفاصيل صغيرة، تضيف لمسة من الحيوية والفخامة. يمكن تنسيقها مع حذاء بسيط ومكياج هادئ لتوازن الإطلالة.

- التيشيرت الأبيض والجينز: مزيج لا يشيخ أبداً! كلاسيكي وشبابي، ويمكن لأي امرأة أن تجعله يعكس شخصيتها من خلال الإكسسوارات أو الحذاء.
- الطبقات: اللعب بالطبقات يمنح إطلالة غنية ومميزة، ويمكن استخدامه لإضفاء لمسة شبابية أو أنيقة حسب الأسلوب، مثل ارتداء قميص طويل تحت كنزة قصيرة، أو سترة مفتوحة فوق فستان بسيط.

الواقع أن فرض قيود على لباس المرأة بناءً على عمرها يعكس فهماً قاصراً لدور الأزياء. فالموضة ليست مجرد قماش وألوان، بل هي وسيلة للتعبير، للتمرد أحياناً، وللشعور بالحياة. كيف يمكن أن نطلب من امرأة قضت سنوات في بناء ذاتها أن تتخلى عن حرية اختيار ملابسها فقط لأنها تجاوزت سناً معينة؟

من المهم أيضاً أن نعيد التفكير في المفاهيم التي نُرسّخها في الأجيال الجديدة. عندما ترى الفتاة أن والدتها أو جدتها ترتدي ما تحب، وتشعر بالثقة والسعادة، فإنها ستتعلم أن العمر لا يجب أن يكون قيداً. سنغرس في نفوس الفتيات قيم التقبل، والثقة بالنفس، والتنوع.
في النهاية، يجب أن ندرك أن لكل امرأة أسلوبها الخاص، وأن ما يناسب امرأة في الخمسين قد يكون مناسباً تماماً لامرأة في العشرين، والعكس صحيح. المهم أن تختار المرأة ما يجعلها تشعر بالجمال والراحة، لا ما يُفرض عليها من قوالب جاهزة.

فلنحتفل بالتنوع، ولنمنح المرأة المساحة لتكون كما تريد، تلبس ما تحب، وتعبر عن ذاتها دون خوف من الأحكام. فالعمر لا يجب أن يكون حاجزاً، بل جسراً يربط التجربة بالحكمة، ويجعل الأناقة أكثر عمقاً وثراءً.