
سترة "بار" من كريستيان ديور... أيقونة خالدة في تاريخ الموضة عمرها 78 عامًا
شكّل تاريخ 12 فبراير 1947، تاريخًا مفصليًا في عالم الموضة. ففي هذا اليوم، صمّم كريستيان ديور Christian Dior سترة "بار" Bar jacket الشهيرة لأول عرض أزياء له، وهي قطعة أيقونية مثّلت بداية عصر جديد في تاريخ أزياء النساء والهوت كوتور. وعلى مرّ السنوات، أُعيد تفسير هذه القطعة من قبل مصممين مثل "راف سيمونز"، "جون غاليانو"، و"ماريا غراتسيا كيوري".

سترة "بار" من ديور وظهور أسلوب الـ New Look
في العرض الأول لدار أزياء ديور، لفت الفستان التي عُرف بقصة "كورول" Corolle وسترة "بار" Bar، والتي تُعرف أيضًا بـ"بدلة بار" أو "بدلة ديور"، الأنظار بشكل كبيرة. والسبب أن هذه القطع إلى جانب المجموعة كلّها، مثّلت ولادة جمالية جديدة أُطلق عليها اسم "النيو لوك" New Look، كرمز لأنوثة ثورية.
يتميّز أسلوب "النيو لوك" بالتنانير الطويلة، الخصر المحدد جدًا، والأكتاف المستديرة. في فترة ما بعد الحرب، كان هناك رغبة شديدة في الخروج من التقشف، وإعادة سحر فرنسا والعالم عبر الموضة. ونجح كريستيان ديور في تحقيق ذلك من خلال عبقريته في رسم ملامح الجسد الأنثوي، مما سمح للنساء الأنيقات بإعادة اكتشاف صورتهن بعد الحرب. ومن خلال سترة "بار"، ابتكر ديور أولى التصاميم التي تتميز بأكتاف ناعمة، خصر بارز، وقصة تبرز الوركين، وخطوط منحنية بشكل عام، ما جعلها تجسيدًا للأناقة والرقي، وجوهرًا للأساليب التي امتدت من الخمسينيات حتى اليوم.


تصميم كلاسيكي يُرتدى للأبد
لم تكن سترة "بار" قطعةً استثنائيةً لموسم واحد، فمنذ ظهورها الأول عام 1947، لم تغب عن مجموعات ديور ولا عن عروض الأزياء، وتحوّلت إلى تصميم كلاسيكي يُرتدى للأبد.
أعاد كل مدير فني للدار تصميمها بأسلوبه الخاص، مع الحفاظ على روحها ونسبها. المصمم البريطاني جون غاليانو، الذي شغل منصب المدير الفني في ديور لمدة 15 عامًا، أعاد ابتكارها في صيف 1997 من خلال موديل "ديوسيرا" Diosera. أمّا خليفته، المصمم البلجيكي راف سيمونز، الذي قاد الدار لأربع سنوات، فقد ركّز على الباسكات وخطوط السترة، وقدم أيضًا نسخًا من السترة مع سروال بدلًا من التنورة.
المصممة ماريا غراتسيا كيوري، التي عملت 17 عامًا في فالنتينو قبل أن تصبح أول امرأة تتولى منصب المديرة الفنية في دار ديور منذ عام 2017، أعادت بدورها تسليط الضوء على سترة "بار"، وقدّمت تصاميم باللونين الأبيض والأسود. موسمًا بعد موسم، ومن خلال تعاون وثيق مع أفضل الحرفيين، أعادت كيوري صياغة معالم السترة، ومنحتها مكانة بارزة في عروض الأزياء الجاهزة وكذلك عروض "الهوت كوتور". كما تخيّلت مجموعة 30 Montaigne، وهي مجموعة دائمة تُكرّم المقر التاريخي للدار، وتندمج تمامًا مع الحداثة.







على الرغم من أن كريستيان ديور لم يقُد داره لأكثر من عشر سنوات، إلا أن هذا الإبداع فاق عمره وسيظلّ أيقونيًا، فمنذ ظهورها الأول عام 1947، لم تتوقف سترة "بار" عن تجسيد التميّز الحرفي، والابتكار، والإبداع الذي يميز دار الأزياء الفرنسية العريقة. وتظلّ حتى اليوم قطعة أساسية في خزانة المرأة وفصلًا خالدًا في تاريخ الموضة.