"The Poetics of Everyday"... فالنتينو تطلق حملة خريف وشتاء 2025-2026
في عالم يفيض بالضجيج والصور الصاخبة والكلمات المتلاحقة بلا هوادة، تقترح دار فالنتينو، من خلال عدسة المدير الإبداعي أليساندرو ميشيل، نظرة مغايرة... أكثر هدوءًا، أكثر شاعرية. ضمن الحملة الدعائية لمجموعة خريف وشتاء 2025-2026، تُطلق فالنتينو دعوة للتوقف، للتأمل، وللاحتفاء بما هو يومي وعابر، ولكن ليس عاديًا.
وقال أليساندرو ميشيل في هذا الإطار، "نعيش في زمن يعجّ بالضجيج العنيف، بصور تصرخ، وبكلمات تطارد كلماتٍ أخرى من دون أن تجد لها موطئ قدم أو جذور. وهذا الاضطراب المُفرط يُشبع أنظارنا حتى التخمة، وينتج أزمة حقيقية في قدرتنا على الإدراك." وفي مواجهة هذا الفيضان من المثيرات، تقف مجموعة فالنتينو الجديدة كحالة تأمل. كمساحة لالتقاط الأنفاس، لتعلّم فن الانتباه، وفلسفة التريّث، وفهم الجمال الكامن في التفاصيل الصغيرة التي تشكل نسيج حياتنا اليومية.
في عالمنا السريع، يبدو من النادر التوقف عند لحظة: باب يُفتح، فنجان يُرتشف، شارع يتعرّج، نسمة تمرّ. إلا أن ميشيل يرى في هذه الإيماءات الصغيرة ما يشبه القصائد المصورة. فكاميرا حملته لا تبحث عن الحدث، بل عن المألوف الذي يغدو استثنائيًا حين نُعيد إليه النظر. هكذا تصبح الملابس ليست فقط ما نرتديه، بل ما نعيش به لحظاتنا. تصبح قطعة القماش امتدادًا لحسّ داخلي يرفض التغافل عن الإشارات الصامتة للحياة.
الحملة ليست مجرد عرض للأزياء، بل موقف ثقافي وفلسفي. هي دعوة إلى الانتباه، إلى "أخلاقيات الحضور"، كما يصفها ميشيل، حيث لا تُعتبر الحياة اليومية مجرد خلفية، بل هي المعمار الخفي الذي يسند وجودنا، بكل ما فيه من هشاشة وضآلة وسحر دفين.
تجسّد قطع المجموعة هذه الرؤية، فتتلاعب بالأقمشة الراقية والتفاصيل الدقيقة ضمن إطار من البساطة المتقنة. هناك جمالية صامتة، لا تصرخ، بل تهمس. الألوان دافئة ومطفأة، القصّات ناعمة، والتصاميم تنساب كأنها امتداد لحركات الجسد الطبيعية.
في النهاية، لا تسعى فالنتينو فقط إلى تقديم أزياء للموسم الجديد، بل إلى اقتراح أسلوب عيش: أن نرى الشعر في رتابة الصباح، أن نصغي لهمس الأيام، وأن نستقبل العالم كل يوم كأنه قصيدة جديدة.
